سلطت مجلة " تايم " الأمريكية الضوء على تزايد الانشقاقات فى صفوف جيش الرئيس السوري بشار الأسد وامتدادها إلى الدائرة المقربة منه، معتبرة أن هذه الانشقاقات بمثابة ضربة موجعة للأسد وتعجل بسقوطه فب الوقت الذى تلوح فيه الولاياتالمتحدةالأمريكية والاتحاد الأوروبي بفرض المزيد من العقوبات ضد النظام السوري . وأشارت المجلة - في سياق تقرير أوردته على موقعها الالكترونى اليوم الجمعة - حسبما أكد مسئول غربي لم يتم الكشف عن اسمه - إلى انشقاق أحد رموز نظام بشار الأسد، العميد الركن مناف مصطفى طلاس في الحرس الجمهوري ونجل وزير الدفاع السوري السابق العماد أول مصطفي طلاس، ، حيث اعتبرت ذلك عنصرا مشجعا وحافزا للكثير من القادة العسكريين في النظام السوري للانشقاق عن بشار ، وخاصة الذين على مقربة منه، وأصبحوا يعلمون أن النظام بدء ينهار ويتفكك .
وأوضحت أن مكان وجود العميد السوري لم يتم تأكيده بعد، مشيرة إلى أن المرصد السورى لحقوق الإنسان ومقره لندن بالإضافة لقادة المعارضة السورية قالوا إن طلاس فر إلى تركيا.
وذكرت أن أنباء انشقاق طلاس تأتي وسط انعقاد مؤتمر أصدقاء سوريا -الذي تغيب عنه روسيا الحليف الوثيق لسوريا - في العاصمة الفرنسية باريس بمشاركة 100 وفد دولي، وذلك بهدف تعزيز المقاومة السورية ، والضغط على حلفائها لمناقشة استراتيجيات المرحلة الانتقالية للبلاد التي تعاني من عمليات القمع الوحشي من قبل نظام الاسد للمعارضة المطالبة بالديمقراطية منذ أكثر من عام ونصف العام، فضلا عن مخاطر إندلاع حرب أهلية في سوريا.
وأكدت أن أمريكا وحلفاءها من الدول الغربية يهددون بفرض عقوبات جديدة على نظام الأسد، وذلك في حال عدم التزامه بوضع خطة سلام جديدة، فى الوقت نفسه التى تصر فيه قوى المعارضة السورية على التدخل العسكري بدلا من وضع المزيد من خطط السلام .
وقالت مجلة "تايم" الأمريكية "إن خطوة التدخل العسكري في سوريا ليست ضمن الخطط المقترحة حاليا للقوى الغربية لتسوية الأزمة في سوريا"، مشيرة إلى أن إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما أكدت أنها لن تتدخل عسكريا في سوريا أو تزويد المعارضة بأسلحة قتالية، وذلك فضلا عن تركيز المسئولين الأمريكيين في الوقت الراهن على الضغط على الأسد من خلال تشديد العقوبات الاقتصادية المفروضة على نظامه .
وأوضحت المجلة أن الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند اعتبر في تصريحات قبيل انعقاد المؤتمر الذى تستضيفه بلاده اليوم الجمعة أن ما يحدث في سوريا هو بمثابة تهديد للسلام والأمن الدولى ، مشددا على ضرورة رحيل الأسد، وتشكيل حكومة انتقالية لتسيير الأعمال في البلاد.
وحث أولاند الدول المشاركة فى المؤتمر على دعم قوى المعارضة السورية وإرسال المزيد من المساعدات الإنسانية الفعالة ، ولاسيما فرض عقوبات حقيقية وفعالة ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد .
وفى نفس السياق ، كشف مسئولون أمريكيون النقاب عن إمكانية إصدار مجلس الأمن قرارا حول الوضع في سوريا خلال الأسبوع المقبل، إلا أن غياب كل من روسيا والصين عن المؤتمر سيشكل عقبة إزاء إقناع هاتين القوتين بالضغط على الأسد للتخلى عن السلطة وعدم التصويت بحق النقض (فيتو) ضد قرارات مجلس الأمن بشأن سوريا .
واعتبرت المجلة في ختام تقريرها أن بكين وموسكو يمنحان الأسد المزيد من القوة للبقاء فى السلطة والاستمرار في أعمال القمع الوحشي بحق المواطنين السوريين المطالبين بالديمقراطية .