رام الله: كشف عضو اللجنة المركزية لحركة التحرير الفلسطينية "فتح" عزام الأحمد أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس بعث برسالة إلى حركة "حماس" عبر النائب المستقل جمال الخضري تتضمن تطمينات بأن ملاحظاتها على ورقة المصالحة المصرية سيتم التوافق عليها عقب توقيع الورقة. وذكرت صحيفة "الحياة" اللندنية انه من المنتظر ان يلتقي عباس الرئيس المصري حسني مبارك الثلاثاء المقبل في القاهرة في طريق عودته من باريس لعقد محادثات بشأن تطورات العملية السياسية ونتائج لقاء عباس والرئيس الأمريكي باراك أوباما وملف المصالحة الفلسطينية. ونفى الأحمد اعتزام عباس الذهاب إلى غزة بعد رفض "حماس" استقبال وفد شكله في رام الله لزيارة القطاع وتحريك ملف المصالحة. متابعا: "إن الرئيس لن يذهب إلى غزة إلا لاستلامها وإعادتها إلى حضن الوطن وإنهاء التمرد، وهو لا يفكر مطلقاً في الذهاب إلى هناك، ولو خطر في باله هذا الأمر سأنصحه بأن لا يقدم عليه. لأن ذهابه في ظل الانقسام جريمة هدفها تكريس هذا الانقسام". ورأى أن "حماس ليست جاهزة لاستقبالنا، لذلك فالحديث عن هذا الموضوع (تبادل الزيارات لحلحلة المصالحة) الآن أصبح عبثياً"، مشيراً إلى أنه "كان هناك قرار من القيادة الفلسطينية بتشكيل وفد يضم أعضاء من اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير وأعضاء من اللجنة المركزية لفتح وممثلين عن كل الفصائل للتوجه إلى غزة ولقاء قادة حماس ودعوتهم إلى إنهاء الانقسام والتوجه إلى القاهرة للتوقيع على ورقة المصالحة". وتابع:" يجب الاخذ في الاعتبار أنه عقب التوقيع سنبحث في التفاصيل، لكن حماس رفضت الفكرة عبر تصريحات لناطقين إعلاميين لها وعبر اتصال هاتفي أجراه معي كل من القياديين في الحركة اسماعيل الأشقر وأيمن طه، وأبلغاني بأن الوفد غير مرحب به. لذلك، انتهت الفكرة، علماً بأنني كنت ضمن الوفد الذي كان سيتوجه إلى غزة". ورأى "أن الكرة ما زالت في ملعب حماس"، كاشفاً أن عباس نقل عبر رئيس اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار النائب المستقل جمال الخضري خلال لقائهما أخيراً رسالة إلى "حماس" أكد فيها أن "نقاط الخلاف في الورقة المصرية سيتم التوافق عليها مباشرة فور توقيعها". واعتبر "أن هذا يعكس النيات الصادقة والإرادة الحقيقية لفتح وللرئيس للمصالحة.. هذه الرسالة تمنح حماس تطمينات لأن ملاحظاتها سيتم التوافق عليها عقب التوقيع، فلا داعي إذن لتعطيل المصالحة". مشيرا إلى ان التواصل بين قيادات الحركتين قائم.. ونحن على اتصال دائم ومباشر عبر الهاتف، ولا حاجة إلى وسطاء". ومن جانبه ، رحب رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" خالد مشعل بأي جهد عربي يسهم في تذليل العقبات أمام المصالحة الفلسطينية. وشدد مشعل في مؤتمر صحفي بالعاصمة السودانية الخرطوم على أنه لا يريد أن يكون الجهد السوداني في هذا الإطار بديلا عن الدور المصري، بل متمما له.وقال مشعل "إذا كان هناك فيتو أمريكي, فلتكن هناك شبكة أمان يوفرها العرب للمصالحة الفلسطينية". وقال مشعل ان "المنطق الذي يقول وقعوا ثم نتفق على آلية لتحقيق المصالحة غير مقبول ابدأ". وقد دعا مشعل عقب اجتماع في الخرطوم في وقت سابق مع الرئيس عمر البشير إلى تكاتف الجهود العربية لكسر الحصار المفروض على قطاع غزة منذ نحو أربع سنوات. وكان مشعل قد وصل إلى الخرطوم الأربعاء على رأس وفد من حركة حماس يضم موسى أبو مرزوق نائب رئيس مكتبها السياسي والعضوين عزت الرشق ومحمد نصر. وتأتي هذه الزيارة بعد أيام من زيارة إلى السودان قام بها القيادي في حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) جبريل الرجوب الذي أعلن أنه طلب من الرئيس السوداني التوسط في المصالحة مع حماس.