«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



التعذيب في سجون الاحتلال .. أساليب قذرة وخطط ممنهجة (فيديو)
نشر في محيط يوم 28 - 06 - 2012

اعتبر الأسير السابق ، الباحث المختص بشؤون الأسرى ، عبد الناصر فروانة ، أن استمرار التعذيب في سجون الاحتلال الإسرائيلي سيئة الصيت والسمعة ، بمثابة وصمة قبيحة تندس ضمير الإنسانية، ووصمة عار على جبين الحضارة العصرية والديمقراطية المنشودة والسلام المأمول، تستوجب رفع الأصوات ، وتفعيل النشاطات ، وتكثيف الفعاليات على كافة المستويات ، تنديداً باستمرار التعذيب، ومطالبة بإنهائه ، وملاحقة مرتكبيه في إطار مكافحة الجرائم ضد الإنسانية بوجه عام وتعويض ضحايا التعذيب على قاعدة أن الحق لا يسقط بالتقادم .

وشدد فروانة، في تقرير صدر عنه بمناسبة اليوم العالمي للأمم المتحدة لمناهضة التعذيب الذي يصادف في السادس والعشرين من الشهر الجاري، على ضرورة فتح ملف السجون والمعتقلات الإسرائيلية، والسماح للمنظمات الحقوقية والإنسانية بالدخول إليها دون قيود، والإطلاع على حجم جرائم التعذيب الجسدي والنفسي التي ترتكب بحق الأسرى داخل أقبية التحقيق وغرف السجون والتي لا حدود لها ولا رقيب أو حسيب.

وطالب بإنشاء لجنة دولية للتحقيق في كل أساليب وصنوف التعذيب المختلفة المتبعة في السجون الإسرائيلية والتي أدت إلى استشهاد المئات من الأسرى الفلسطينيين والأسرى السابقين ، والتسبب بعاهات مستديمة وأمراض نفسية وجسدية مزمنة لآلاف آخرين، وملاحقة ومحاكمة من مارسوا التعذيب ومن أصدروا الأوامر بممارسته ومن منحوا مقترفيه الحصانة القضائية والقانونية .

ولفت الى أن هناك تلازماً ما بين الاعتقالات والتعذيب ، وأن جميع من مروا بتجربة الاعتقال قد تعرضوا لأحد أشكال التعذيب النفسي والإيذاء المعنوي أو الجسدي أو الإهانة أمام الجمهور و أفراد العائلة ، وأنه خلال الخمس سنوات الأخيرة ووفقاً للإحصائيات المتوفرة فان كل من اعتقل تعرض لشكل من أشكال التعذيب أي بنسبة 100 % ، وأن كافة المعتقلين تعرضوا لشكل أو أكثر من أشكال التعذيب وأن هناك ترابط جدلي ما بين الاعتقال والتعذيب، وأن جميع من اعتقلوا تعرضوا للمعاملة المهينة السيئة والإنسانية وإلى الشتائم وتكبيل الأيدي وعصب الأعين، وأن 91 % ممن اعتقلوا تعرضوا للدفع والصفح والضرب، و82 % تعرضوا للحرمان من النوم، فيما تعرض 85 % للوقوف فترة طويلة، و68 % تعرضوا للشبح ، و95 % لم يتلقُ طعاماً مناسباً أو شراباً صحياً وفي الوقت المناسب ، و57 % تعرضوا للبرودة أو الحرارة الشديدة، و47 % تعرضوا للمكوث ساعات وأيام في ما تعرف بالثلاجة، وأن أكثر من 63 % تعرضوا للضرب والضغط على الخصيتين.

واستخدم الجنود والمحققين أساليب لا أخلاقية وجنسية في التحقيق مع الأسرى بنسب متفاوتة خاصة الأطفال من خلال تعريتهم والتحرش الجنسي بهم وتهديديهم بالاغتصاب، وتعامل الجنود مع 90 % من الأطفال بطريقة عنيفة جدا بضربهم والتنكيل بهم، بينما وصلت محاولات تهديدهم جنسيا الى 16% من حالات اعتقال الأطفال.

فيما تحولت المستوطنات لمراكز للتعذيب والإبتزاز والمساومة لا سيما مع الأطفال وهذه شكلت ظاهرة في الأعوام الأخيرة .

وذكر فروانة أن هناك أشكالا أخرى من التعذيب تعرض لها البعض بنسب أقل ومتفاوتة ما بين هذه الفئة أو تلك من المعتقلين مثل التعرض للهز العنيف ، التكبيل على شكل موزة ، إجبارهم على القرفصة وتقليد أصوات الحيوانات ، وشرب البول أو الماء الساخن ، والاعتداء بالهراوات والغاز المسيل للدموع والرصاص والضرب بوحشية بواسطة البنادق على كافة أنحاء الجسم ، واستغلال أماكن الإصابة أو الجرح، الصعق بالكهرباء والحرمان من زيارات الأهل والعزل الانفرادي والإهمال الطبي وإحضار أحد الأقارب كالزوجة والشقيقة أو الوالدة .. وغيرها من الأساليب التي تدل على مدى الانحدار الأخلاقي والمهني والثقافي لدى المؤسسة الاسرائيلية .

وأوضح أن التعذيب في السجون والمعتقلات الإسرائيلية بدأ مع بدايات الاحتلال لكنه أخذ اشكالا عدة فاعتمد في البدايات على التعذيب الجسدي ثم استحدثت اساليب التعذيب النفسي وتطورت تدريجياً واصبح هناك مزج فيما بينها ، وفي السنوات الأخيرة جرى تحديثه وتطويره ، وجرى التركيز على اشكال أخرى بجانب الأشكال المتعارف عليها ، واصبح مخفياً يسهل على سلطات الإحتلال تعتيمه كما يقول الأسير وليد دقة في كتابه صهر الوعي ( أصبح القمع والتعذيب في سجون الاحتلال مركباً وحدثوياً يتماشى مع خطاب حقوق الإنسان، مخفياً ومتوارياً يسهل على سلطات الاحتلال تعتيمه وتضليله، انه قمع لا صورة له ولا يمكن تحديده بمشهد، انه مجموعة من الإجراءات الصغيرة والمنفردة وآلاف التفاصيل التي لا يمكن ان تدل منفردة على أنها أدوات للتعذيب ) .

ومع ذلك هناك آلاف الشهادات التي تؤكد بأن التعذيب لا يزال مستمرا ويمارس باشكال عدة نفسية وجسدية ويتجلى بصور كثيرة ، و يشكل خطرا على حياة الأسرى .

وأشار فروانة إلى أن الإحصائيات تفيد بأن ( 70 ) أسيرا استشهدوا جراء التعذيب في سجون الاحتلال الإسرائيلي منذ العام 1967، من مجموع ( 202 ) معتقلاً استشهدوا منذ العام 1967 ولغاية اليوم ، بالإضافة لعشرات من الأسرى استشهدوا بعد تحررهم بأيام وشهور نتيجة الإهمال الطبي والتعذيب وبسبب أمراض ورثوها عن السجون جراء التعذيب والإهمال الطبي .

وأن أول ضحايا التعذيب كان الشهيد الأسير يوسف الجبالي الذي استشهد بتاريخ 4 يناير 1968م في سجن نابلس، وتبعه العشرات أمثال قاسم أبو عكر ، ابراهيم الراعي ، عبد الصمد حريزات ، عطية الزعانين ، مصطفى عكاوي .. وغيرهم .

فيما سُجل انخفاضاً في عدد الشهداء من المعتقلين جراء التعذيب خلال انتفاضة الأقصى حيث لم يسجل سوى ثلاثة شهداء، وهذا ( لا ) يعني أن انخفاضا قد حدث على وتيرة وقسوة التعذيب، أو طرأ تحسناً على حقوق الإنسان المعتقل ، وانما لذلك علاقة مباشرة بتحديث التعذيب وأشكاله واخفاء آثاره .

وأكد فروانة أن التعذيب مُورس بشكل أكثر قسوة وشراسة خلال انتفاضة الأقصى ولكن بأساليب جديدة أكثر ألماً وقسوة ولا تؤدي للموت المباشر واللحظي، وذلك حتى تتجنب دولة الاحتلال المسؤولية المباشرة عن موتهم ، وهذا ما يفسر اقدامها على الإفراج عن مجموعة من الأسرى بعد تدهور أوضاعهم الصحية لدرجة ميئوس منها والتي أدت لوفاتهم بعد الإفراج بايام قليلة أو يضعة شهور .

ونوه إلى أن تجارب التعذيب وآثارها مؤلمة وقاسية في حياة المُعَذَب، وشبحها يبقى راسخا في ذاكرته يلاحقه أينما ذهب، وبالتأكيد كلما تذكرها ازداد معاناةً ونما لديه شعوراً بالثأر والإنتقام.

وأوضح أن هناك الآلاف من الأسرى السابقين لا سيما الذين تعرضوا للتعذيب الشديد أو الذين أمضوا سنوات طويلة في الأسر، لا زالوا يعانون من أمراض مختلفة ومزمنة ورثوها عن سجون الاحتلال وما يجري بداخلها من تعذيب، والمئات منهم استشهدوا جراء ذلك وبعد تحررهم بشهور أو سنوات والنماذج كثيرة .

واعتبر فروانة التعذيب في السجون والمعتقلات الإسرائيلية انتهاكا أساسيا لحقوق الإنسان، وهو جرم فظيع وبشع يرتكب بحق الإنسانية، وشّكَّل نهجاً أساسياً وثابتاً وممارسةً مؤسسية، وجزءاً لا يتجزأ من معاملة المعتقلين اليومية، ويهدف إلى تدمير الإنسان جسدياً ومعنوياً، وتحطيم شخصيته وتغيير سلوكه ونمط تفكيره وحياته، ليغدو عالة على أسرته ومجتمعه وعبرة لغيره.

وأوضح بأن التعذيب لا يقتصر على فترة التحقيق وانما يمتد الى اللحظة الأخيرة لوجود المعتقل داخل السجن ، والأدهى ان المحاكم العسكرية تصدر أحكامها المختلفة والتي تصل للسجن مدى الحياة استنادا لما هو أمامها من معلومات واعترافات دون مراعاة بأن تلك المستندات قد انتزعت بالقوة وتحت وطأة الضغط والتعذيب .

وقال فروانة أنه لا يمكن الحديث أو الكتابة عن التعذيب دون الاستحضار الاضطراري للتجربة الشخصية حيث أنني عايشت أكثر من تجربة، ولكن أقساها كانت في سبتمبر عام 1989م، وتعرضت لصنوف مختلفة وبشعة من التعذيب آنذاك لمدة مائة يوم متواصلة في أقبية التحقيق وزنازينها وثلاجاتها، ورغم مرور قرابة عشرين عاماً إلا أن ذكرياتها لا زالت ماثلة أمامي وصور المحقق المُعَذِب وهو يستمتع بتعذيبي لا زالت أمامي، ما يولد لدىّ شعور بالألم والمرارة، ويحضرني صور آلاف الأسرى الذين عُذِبوا ولا زالوا يُعذبون في السجون الإسرائيلية مما يدفعني للعمل أكثر فأكثر لمساندتهم.

دور المؤسسات الوطنية في دعم ومساندة ضحايا التعذيب

وأكد فروانة بأن المؤسسات الرسمية متمثلة بوزارة الأسرى والمحررين تولي ضحايا التعذيب من الأسرى وعائلاتهم أهمية وتسعى لخدمتهم ومساعدتهم وإعادة تأهيلهم ودمجهم في المجتمع الفلسطيني من خلال العديد من الخدمات النفسية والاجتماعية والإرشادية والصحية والمساعدات المادية ، كما وأن هناك العديد من مؤسسات المجتمع المدني هي الأخرى تولي ضحايا التعذيب من الأسرى الأهمية في برامجها وخدماتها وفضح ما يتعرضون له من تعذيب ممنهج ، إلا أنه .رأى بأن الجهود المبذولة من قبل تلك المؤسسات ( الرسمية ومؤسسات المجتمع المدني ) لا تزال ضعيفة أمام الحجم الهائل للمعُذبين و لا ترتقي لمستوى معانياتهم ولا تلبي الحد الأدنى من احتياجاتهم على كافة الصعد وفشلت حتى اللحظة في تأهيلهم أو تعويضهم كما فشلت في وضع حد للتعذيب المشّرع في سجون الإحتلال .

سجانون معاقون

ووصف فروانة السجانين والمحققين الإسرائيليين وكل من يعمل في المؤسسة الأمنية ، بأنهم ليسوا بشراً طبيعيين، بل أناس مجردون من الضمير الإنساني وليسوا أصحاءً نفسياً، حيث يسعون دائماً لابتكار أبشع الأساليب لإلحاق الألم والأذى بالمعتقلين، بحجة أنهم ' قنابل موقوتة'، وأحياناً يمارسون التعذيب لمجرد التسلية والاستمتاع والتباهي فيما بينهم، ويضحكون ويبتسمون وهم يراقبون عذاب وآلام المعتقلين.

وكثيرة هي الصور التي نشرت على الفيسبوك والمواقع الألكترونية لجنود ومجندات وهم يبتسمون ويرقصون بجانب اسرى واسيرات مكبلين وفي ظروف قاسية وتصويرهم وكأنهم غنائم صيد، وأداة للتعذيب والتسلية والاستمتاع .

حتى الأطباء يشاركون بتعذيب الأسرى

وأشار فروانة الى أن شهادات عديدة أكدت مشاركة بعض الأطباء بتعذيب الأسرى والأسيرات وبشكل مباشر وتخليهم عن أخلاقيات المهنة ، وانتحالهم صفة المحقق ، أو غير مباشر من خلال الصمت أمام تعذيب الأسرى المرضى وما يُمارس ضدهم ، وفي بعض الأحيان تحولت عيادات السجون لأمكنة للتحقيق والتعذيب والمساومة والإبتزاز .

وبيّن فروانة بأن التعذيب لم يقتصر على الأسرى في سجون الإحتلال وانما امتد وطال ذويهم وعائلاتهم وهم في طريقهم لزيارة أبنائهم ، وأثناء دخولهم للزيارة يتعرضون للتعذيب والإهانة والتفتيش العاري والتحرش الجنسي أحيانا ، بهدف إذلالهم وامتهان كرامتهم وإلحاق الأذى بهم ، وهذا ما دفع الأهالي وابنائهم الأسرى في كثير من الأحيان الى رفض الزيارات احتجاجاً على تلك الممارسات المهينة .

صمت دولي (حقوقي وانساني) غير مبرر

واستهجن فروانة استمرار الصمت الدولي بمؤسساته المختلفة تجاه ما أسماه 'منح الشرعية والغطاء القانوني للتعذيب في سجون الاحتلال'، مؤكداً على أن دولة الاحتلال هي الوحيدة في العالم التي شرَّعت التعذيب علناً في مؤسساتها الأمنية ومنحته الغطاء القانوني ومنحت ممارسيه الحصانة القضائية، ما أدى إلى هبوط حياة الأسير الفلسطيني إلى أدنى مستوياتها عند المؤسسة العسكرية والأمنية الإسرائيلية بالرغم من إدانة المجتمع الدولي للتعذيب باعتباره جرماً يُرتكب في حق الكرامة الإنسانية، وحرمه القانون الدولي تحريماً قاطعاً أياً كانت الظروف.

وأضاف أنه مهما حاولت 'اسرائيل' خداع العالم بأنها دولة ديمقراطية وانسانية ، فإن مئات الآلاف من المواطنين الفلسطينيين والعرب الذين ذاقوا مرارة التعذيب في سجونها سيبقون شواهد حية على كذب وزيف ديمقراطيتها وادعاءاتها، وعلى الأمم المتحدة والمؤسسات الدولية كافة العمل الجدي والتحرك الفوري لاتخاذ اجراءات فعلية مؤثرة تكفل حظر التعذيب في سجون الإحتلال الإسرائيلي، ووضع حد له وملاحقة مجرميه ومرتكبيه ومن يحرضون عليه ويصدرون القرارات لممارسته.

كما وعلى المجتمع الدولي بمؤسساته المختلفة تحمل مسؤولياته الأخلاقية والإنسانية ومساندة ضحايا التعذيب من الأسرى ، وتأهيلهم ورعايتهم وتعويضهم بشكل مناسب، وضمان حياة كريمة لهم ولأسرهم ، واستمرار دعمهم لبرنامج تأهيل الأسرى المحررين باعتبارهم ضحايا التعذيب .

يذكر أن الجمعية العمومية للأمم المتحدة كانت قد أقرت في الثاني عشر من شهر ديسمبر من عام1997 ، يوم السادس والعشرين من شهر حزيران يوما عالميا لمناهضة التعذيب ومساندة ضحاياه وتأهيلهم، تحييه وتحتفل به سنوياً ومعها كافة المنظمات والمؤسسات الناشطة في مجال حقوق الإنسان في العالم، باعتباره يوما لتفعيل اتفاقية الأمم المتحدة لمناهضة التعذيب التي بدأت بالتنفيذ الفعلي بتاريخ 26 حزيران عام 1987م.

ويقصد بالتعذيب وفقاً للمادة الأولى من الاتفاقية 'بأنه أي عمل ينتج عنه ألم أو عذاب شديد، جسديا كان أم عقليا، يلحق عمدا بشخصٍ ما بقصد الحصول من هذا الشخص، أو من شخص ثالث، على معلومات أو على اعتراف، أو معاقبته على عمل ارتكبه أو يشتبه في أنه ارتكبه، هو أو شخص ثالث أو تخويفه أو إرغامه هو أو أي شخص ثالث أو عندما يلحق مثل هذا الألم أو العذاب لأي سبب يقوم على التمييز أيا كان نوعه، أو يحرض عليه أو يوافق عليه أو يسكت عنه موظف رسمي أو أي شخص يتصرف بصفته الرسمية ولا يتضمن ذلك الألم أو العذاب الناشئ فقط عن عقوبات قانونية أو الملازم لهذه العقوبات أو الذي يكون نتيجة عرضية لها'.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.