رام الله : قال عبد الناصر فروانة الأسير السابق والباحث المختص بشئون الأسرى ومدير دائرة الإحصاء بوزارة الأسرى والمحررين في السلطة الوطنية الفلسطينية إن التعذيب في سجون الاحتلال الإسرائيلي يهدف إلى هدم الذات الفلسطينية والوطنية وتحطيم شخصية الأسير وتدميره جسدياً ومعنوياً وتغيير سلوكه ونمط تفكيره وحياته وإلحاق الأذى والألم المزمن به لتبقى تلازمه طوال فترة الاعتقال وما بعد التحرر ، وتقديمه كنموذج سلبي للمجتمع وللآخرين . وأضاف :"أن كل من اعتقل تعرض لشكل من أشكال التعذيب الجسدي والنفسي وبدرجات متفاوتة ، وبشكل ممنهج ، في إطار سياسة ثابتة ، ومن خلال منظومة من الإجراءات والقوانين التعسفية ، يشارك في ترجمتها كل من يعمل في المؤسسة الأمنية أو له علاقة معها ، بمن فيهم الأطباء والممرضين ، والجنود العاملين على الطرقات والمعابر وعلى بوابات السجون ، بهدف إلحاق الأذى الجسدي والنفسي والمعنوي بالأسرى وذويهم" . جاء ذلك في ورقة عمل بعنوان "أوضاع المعتقلين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية " خلال مؤتمر عقد في مدينة غزة نظمه مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان وبرنامج غزة للصحة النفسية في ذكرى يوم الأممالمتحدة العالمي لمساندة ضحايا التعذيب. وأكد فروانة بأن التعذيب يمارس في سجون الاحتلال منذ بدايات الاحتلال و لم يقتصر على فترة التحقيق كما يتصور البعض ، وإنما يبدأ منذ اللحظة الأولى للاعتقال وحتى لحظة الإفراج والتلاعب بمشاعر الأسرى ، وأن ممارسته شملت كافة الفئات والشرائح التي تعرضت للاعتقال من أطفال وشيوخ ونسوة ومرضى ، كما وطال الدائرة الاجتماعية للأسرى كالأمهات والزوجات والأشقاء والشقيقات خلال توجههم لزيارة أبنائهم وتعرضهم للإهانةة والإذلال والتحرش والتفتيش العاري ..الخ ، أو من خلال حرمانهم من الزيارات لسنوات طويلة . ودعي إلى ضرورة مساندة ضحايا التعذيب والبحث عن سبل دعمهم وكيفية مساندتهم وتوفير الرعاية الصحية لهم وإعادة تأهيلهم نفسياً ومهنيا ومساعدتهم في الاندماج في المجتمع بما يكفل لهم حياة كريمة ، مؤكداً على أن الأسرى في سجون الاحتلال لا يحظون بالاهتمام الكافي من قبل الجهات المعنية ووسائل الإعلام في تسليط الضوء على ما يتعرضون له من تعذيب وما يفضح تلك الممارسات ، وأن ضحايا التعذيب لايتلقون المساندة الحقيقية بعد تحررهم كالتأهيل النفسي والاجتماعي والمهني والرعاية الصحية ومساعدتهم في الاندماج في المجتمع. وانتقد فروانة وسائل الإعلام لا سيما المرئية منها في تغطية هذا الموضوع وعدم تسليط الضوء على ما يتعرض له الأسرى في سجون الاحتلال من تعذيب ، في حين تفرد مساحات واسعة للتعذيب في السجون الفلسطينية على أيدي جهات فلسطينية . واستعرض فروانة في مداخلة أربع محاور أساسية ، حيث استعرض في المحور الأول أحدث الإحصائيات مبيناً وجود ( 6800)أسيراً في سجون الاحتلال منهم ( 300 ) طفل ) و(34 ) أسيرة و(231) معتقلاً ادرياً ، و ( 7 ) أسرى من غزة وفقاً لقانون مقاتل غير شرعي ، و(11 ) نائباً ، وجيش من المرضى ، وأن من بين الأسرى ( 309 ) أسيراً معتقلين منذ ما قبل أوسلو ويطلق عليهم الأسرى القدامى وان من بينهم ( 117 ) أسيراً مضى على اعتقالهم أكثر من عشرين عاماً ، فيما بينهم أيضا قائمة " جنرالات الصبر " وتضم ( 19 ) أسيراً وهم من مضى على اعتقالهم أكثر من ربع قرن ، بينهم ثلاثة أسرى هم نائل وفخري البرغوثي وأكرم منصور أمضوا أكثر من ثلاثين عاماً في سجون الاحتلال . وأعرب فروانة عن خشيته في أن تصبح أخبار الأسرى ، مجرد أخبار عابرة وان تصبح مهمتنا ومهمة المؤسسات هي رصد السنوات التي أمضوها في السجون .