أقام نادي تبوك الأدبي محاضرة بعنوان "المتنبي خروجه من بلاط سيف الدولة وهروبه من بلاط كافور" ألقاها د. عبد العزيز المانع وأدارها نائب رئيس نادي تبوك الأدبي د. موسى العبيدان. وبدأ المانع محاضرته بالحديث عن مكانة المتنبي الشعرية التي تبوأها في عصره، مستشهدا على مكانته بأن أبا العلاء المعري إذا أراد أن يستشهد بشعر أحد الشعراء قال: قال جرير وقال أو تمام وقال البحتري، أما إذا أراد أن يستشهد بشعر المتنبي فإنه بكتفي بأن يقول: قال الشاعر! فهو عنده الشاعر الحقيقي، أما غيره فهم عنده دون ريب دونه. ووفقا لصحيفة "اليوم الالكتروني" السعودية تحدث د. المانع عن كيفية تعارف سيف الدولة والمتنبي، ولماذا تفارقا؟، وقال كان أبو العشائر بن حمدان، أحد أقارب سيف الدولة، وواليه على أنطاكية، من أهم ممدوحي المتنبي وقال فيه عددا من القصائد فأعجب أبو العشائر به وبشعره، فلما قدم سيف الدولة زائرا أنطاكية عام 337ه، قدم له أبو العشائر أبا الطيب المتنبي وأثنى عليه وعلى مكانته الشعرية، ورشحه شاعرا لبلاطه، واستشهد بقول البديعي: "ولكن المتنبي اشترط على سيف الدولة أنه إذا أنشده مديحه لا ينشده إلا وهو قاعد.. فدخل سيف الدولة تحت هذه الشروط، وكل ما يرد منه". ووثق سيف الدولة بعد سماعه القصيدة أن المتنبي شاعر بلاطه ووثق المتنبي أن سيف الدولة هو من سيحقق له طموحه في الحصول على إمارة إحدى دويلاته. لذا تمسك كل واحد منها بالآخر لأكثر من ثماني سنوات، وخلال إقامة أبي الطيب في بلاط سيف الدولة كان ذلك البلاط يعج بالشعراء والعلماء والمداحين. وتطرق المحاضر إلى إقامة أبي الطيب المتنبي مع كافور ثم هروبه، وقال: توجه أبو الطيب من حلب ودخل دمشق التابعة لمملكة كافور، وقد طلب ابن ملك من المتنبي أن يمدحه ولكن الشاعر، كعادته، أبت عليه نفسه ذلك، فمكث في دمشق فترة وهو يريد التوجه إلى كافور ولكن عزة نفسه عاندته في الذهاب بنفسه بل لا بد أن يدعى ويستقبل، ولذلك فقد كاتب ابن ملك كافورا فدعاه الأخير فرحل إلى الفسطاط، وبقي عند كافور أربع سنوات ونصفا تقريبا وخلال هذه المدة مدحه بإحدى عشرة قصيدة فقط، ولم يتحقق له الحصول على الإمارة. وفي الختام تطرق إلى هروب المتنبي من بلاط كافور، وقال: عام 350ه وفي ليلة عيد الأضحى ضاقت الدنيا في عيني المتنبي، واستغل انشغال كافور وحاشيته وعيونه بالاستعداد للعيد وطقوسه فقرر الهروب مخلفا وراءه قصيدته التي شوهت وجه القائد كافور.