طموح الإنسان شئ مشروع، بشرط أن يكون هذا الطموح متوافقا مع إمكانيات صاحبه، وعندما يكون الطموح أكبر من إمكانيات المرء يكون الطموح قاتلا.. وتحضرني قصة أعظم شعراء العربية أبي الطب المتنبي الذي قتله طموحه، فقد كان يأمل أن يكون حاكما لولاية.. حاول ذلك مع سيف الدولة الحمداني الذي اشترط عليه أن يلقي شعره وهو جالس، وعندما فشل أن يحقق طموحه توجه إلي مصر لعله يجد عند كافور حاكم مصر مالم يجده عند سيف الدولة وعندما لم يتحقق حلمه هجاه وهرب من مصر بعد أن قال قصيدته المشهورة التي مطلعها. عيد بأية حال عدت ياعيد بما مضي أم لأمر فيه تجديد وأتذكر بهذه المناسبة أنه دار حوار بيني وبين الشيخ محمد متولي الشعراوي حول أبي الطيب المتنبي فقال الشيخ الشعراوي: المتنبي سيد شعراء العربية، وإن فاقه بعض الشعراء في بعض الجوانب، ولكن في مجموعه خير من مجموع أي شاعر آخر.. وكان لنا أستاذ رحمه الله (يوسف نجاتي) كان أستاذا لنا في كلية اللغة العربية، وكان موسوعة.. وكان يجول بنا في شتي فروع اللغة، وكان يقول لنا: العربية ليس فيها إلا الأحمدان: أحمد شوقي وأحمد أبو الطيب المتنبي، وعندما سألته يومها هل ادعي النبوة حقا؟ قال الشيخ الشعراوي: هبه ادعاها فما معجزته؟! فمن يدعي النبوة نقول له: إدع كما شئت إن كل نبي يأتي بما يعجز عنه البشر، ويتحدي حتي يجمع المعارض كل مواهبه، حتي يقول هذا المعارض: إنه كان بإمكاني ذلك وهب أن هذه شائعة، فما الذي ألصق هذه الشائعة بالمتنبي؟ حتي أصبح لايعرف إلا بها! وعندما انتهي حواري مع الشيخ الشعراوي حول المتنبي تداعي إلي ذهني السبب الذي جعل الناس تتهمه بهذه التهمة وهو قوله: مامقامي بأرض نخلة إلا كمقام المسيح بين اليهود أنا في أمةتداركها الله غريب كصالح في ثمود.. و.. من الطموح ماقتل!!