برلين: تحت عنوان "عوالم محمد بنيس" نظمت مساء أمس جلسة تتناول التجربة الشعرية للشاعر المغربي محمد بنيس وذلك خلال مهرجان برلين للشعر، والذي يخصص دورته الحالية للتعبير الشعري في منطقة البحر الأبيض المتوسط كمهد للحضارات والثقافات المختلفة. ووفقاً لصحيفة "هسبريس" المغربية قال الشاعر محمد بنيس خلال الجلسة إن علاقته باللغة العربية هي "علاقة جمالية" فهو "يعيش اللغة ولا يعيش بها"، وبالتالي يصبح الشاعر في نظره هو من يسهر على معنى الكلمات، ولذلك فهو مسئول أكثر مما هو حر، في اللغة وأيضا في التراث الإنساني الذي يحمله. وتطرق بنيس خلال حديثه إلى الترجمة التي أنجزها للعديد من الشعراء خاصة الفرنسيين كستيفان ملارميه "رمية نرد" وجورج باتاي، موضحاً أن الترجمة هي "مختبر" الشاعر، وعن موقع الشعر في زمن العولمة، قال بنيس إن "المشكلة اليوم هي مشكلة الأدب أيضاً وليس الشعر وحده" فالعولمة، في نظره زمن صعب بالنسبة للأدب عموما. كما اعتبر الشاعر المغربي أن الثقافة هي وسيلة التقارب بين الشعوب وليست السياسة وهو ما كانت عليه في الماضي مختلف الحضارات والثقافات حول المتوسط، مضيفاً إن عودة بروز فكرة حوض المتوسط تحمل معاني الانفتاح والحرية والإبداع، غير أنه تساءل في الوقت ذاته، في ما يخص حرية الانتقال بين الضفتين، "كيف يمكن أن يكون الحوض المتوسطي حوضا للحوار الثقافي وإحدى الضفتين تمنع الآخر من أن يلتقي بها ؟". وفي أمسية شعرية بعنوان "عشق مزدوج اللغة، الشعر المغاربي"، قرأ بنيس إلى جانب شعراء آخرين من المغرب، سهام بوهلال، ومن الجزائر، حرز الله بوزيد وحبيب تنغور، ومن تونس يوسف ارزوقة، نصوصا من أعمالهم الشعرية، كما قرئت نصوص أخرى للشاعر الليبي سالم العوكلي.