تشارك مصر بوفد ثقافي في فعاليات منتدى وزراء الثقافة للصين والدول الإفريقية، الذي افتتح اليوم الاثنين بالعاصمة الصينية بكين، وهو المنتدي الذي يقام في إطار منتدى التعاون الصيني الإفريقي الذي يقام سنويا منذ عام 2000، ومعني بالتعاون بين الصين ودول القارة الأفريقية فى كافة المجالات. وقال وزير الثقافة الصيني تساي وو في كلمة له خلال مراسم الافتتاح إن "منتدى وزراء الثقافة للصين والدول الإفريقية يعد حدثا مهما لتعزيز الحوار الإستراتيجي بين الصين والدول الإفريقية في مجال الثقافة .. مضيفا إلى أن المنتدى يهدف أيضا إلى تعزيز التبادل والتعاون الثقافي بين الصين والدول الإفريقية".
وأوضح الوزير الصيني أن المنتدي الثقافي سيستعرض خلال جلسات عمله على مدار يومين" علاقات التعاون الثقافي بين الجانبين بعد قمة بكين لمنتدى التعاون الصيني الإفريقي، إضافة إلى عمل تقييم شامل لموقف تنفيذ خطة عمل شرم الشيخ وخطة عمل بكين وبحث كيفية تعزيز التعاون الثقافي بين الصين والدول الإفريقية.
من جانبه، قال حسام نصار نائب وزير الثقافة المصري للعلاقات الثقافية الخارجية ورئيس الوفد إن العلاقات والحضارة التى تجمع أفريقيا والصين تضرب بجذورها فى عمق التاريخ، فأفريقيا يدين لها العالم أجمع بحضاراته .. داعيا إلى استمرار هذا التناغم والتواصل الحضاري فى كافة المجالات واستغلال الكنوز الثقافية فى الجانبين، خاصة وأن أفريقيا والصين في أمس الحاجة إلى هذا التناغم والتعاون في حضور الأزمة الاقتصادية التى تعصف بالعالم من حولهما.
ودعا إلى الاستفادة من التجربة الصينية وقدرة هذه الدولة الأسيوية على الوقوف والتقدم والنمو في خانة العالم النامي، كما دعا إلى أهمية إعادة اكتشاف كنوز القارة السمراء الحقيقية بأيد الأفارقة ولأنفسهم، وبذلك يتم معها اكتشاف حقيقة القارة وقدرة أبناءها على قيادة تلك القارة العذراء نحو الرخاء، حيث أن إفريقيا ليست عاجا، أو أبنوسا أو ماسا أو سافاري، فالقارة الإفريقية هي فكرة، وهي الأرض الثقافة، والثقافة الأرض".
وأضاف حسام نصار أن "حلول أفريقيا ضيفا على الصين، يعد نموذجا رائدا في التعاون، يجب الاستفادة منه عالميا بأن تحل إفريقيا ضيفا على العالم كله، وأن يحل العالم علي القارة السمراء ضيفا لا زائرا، وإنما شغوفا إلى حضاراتها وثقافاتها المؤسسة لضمير ووجدان العالم .. داعيا رجال القارة الأفريقية إلى استغلال قدرات الصين العظمى في التنمية الكلية المتكاملة ومنها التنمية الثقافية بهدف صياغة رؤية تعمل على الاهتمام بالعنصر البشري الإفريقي عقلا وجسدا ومحيطا".
وأشار إلى أن هذا الاستغلال يتم من خلال سياسات تعليمية ثقافية، وصحية، واجتماعية، تتيح له الانطلاق والمنافسة من محيطه ليحقق ما حققه الأفارقة والصينيون في الشتات في نضالهم وسعيهم نحو التفوق والتميز والقيادة خارج هذا المحيط، وما حققه الصينيون على أرض الصين من تنمية مذهلة.
وقال نائب وزير الثقافة المصري إنه لابد أن تستند محاور عمل تلك الرؤية إلى آليات خطة تنموية إفريقية شاملة، لاتكتفي بالتعاون وإنما بشراكة كاملة مع الصين تلعب معها الصين دور القاطرة التي تدفع مؤسسات أفريقيا نحو التنمية الشاملة والمستدامة وتضعها على أعتاب خلق وتيرة تنمية ذاتية تضعها تنمويا على قدم وساق مع الصين ومع قارات العالم.