تركتني وعادت إلي زوجها الأول .. أشعر بالضياع

تركتني وعادت إلي زوجها الأول .. أشعر بالضياع
السيدة والأخت الفاضلة عواطف عبد الحميد تحية طيبة وبعد، أولاً أحب أن أشكرك علي المجهود الرائع التي تقدمية لأبنائك وأخواتك من نصائح غالية فأنا يا سيدتي شاب أبلغ من العمر 37 عاماً ومطلق لظروف خارجة عن إرداتي وذلك منذ ما يقرب من خمس سنوات ومنذ ذلك الحين وأنا وأنا اعمل بكامل طاقتي وذلك لسداد الديون المتبقية علي من الزيجة الأولي حتى مكنني الله عز وجل من سداد كافة ما علي من ديون وبعد ذلك وفقني الله سبحانه وتعالي من الحصول علي دورات تعليمية في مجالات الحاسب الآلي وهو مجال عملي بأحد الهيئات الحكومية حتى حصلت علي شهادة دولية من إحدي الشركات العالمية .
وظللت بعد ذلك أبذل المزيد من الجهد في العمل حتى وصلت بفضل الله إلي منصب مدير إدارة وقلت في نفسي أن الله قد عوضني عما لاقيته وفي أحد الأيام جاءت سيدة إلي الإدارة لتعمل مساعدة مكتب أي تقوم بأعمال التنظيف وعمل الشاي ومن شكلها ولبسها كان يبدو عليها أنها من عائلة محترمة ولكن نظرا لظروف ما اضطرت أن تعمل هذا العمل وقد صدق توقعي حيث أنني بعد ذلك عرفت أن خالها كان مدير عام سابق في نفس الهيئة وأنني كنت أعرفه شخصيا حيث قدم لي العديد من الخدمات في بداية مشواري الوظيفي وذلك منذ ما يقرب من أربعة عشر عاما المهم أنني لما عرفت هذا قررت بيني وبين نفسي أن أقدم لها كل ما استطيع من خدمة وقد وفقني الله إلي أن أقوم بتدريبها علي الكمبيوتر وبالفعل بعد تدريبها تم نقلها لتعمل بالشؤون الإدارية وظللت علي اتصال بها و في يوم من إلا عندما قرأنا سويا الفاتحة علي أن نكون أصدقاء مخلصين وقد عرفت أنها تركت بيت زوجها نظرا لأنها تعبت من المعاملة السيئة التي كان يعاملها بها وقد وجد ت نفسي منجذب إليها حيث رأيت فيها النموذج الصابر المكافح من أجل أولادها حيث أنه كان لديها ثلاثة أطفال صغار .
وبصراحة وجدت نفسي أحبها بل لأكون صادقا وجدت نفسي أعشقها حيث أنني كنت أري نموذج من نفسي مكافح ومثابر وغير متكبر وقد صارحتها بهذه المشاعر واعترفت لي هي أيضاً بأنها تكن لي نفس المشاعر ايضا وكانت المعاملة بيننا في غاية الاحترام حتي علمت انه قد تم طلقها وهنا تقربت منها أكثر وقررت أن أتزوجها رغم علمي بما سيكون من نتائج من نظرة المجتمع لي حيث إني سأتزوج من ساعية مكتب وأيضاً من مشاكل اعتراض عائلتي علي هذا الزواج حيث أنها مطلقة ولديها ثلاث أطفال سوف أتحمل مسؤوليتهم، ولكن يا سيدتي صدقني كل هذا لم يكن يمثل لي أي مشكلة فانا أحب هذه السيدة وأري فيها نموذج مشابة لي من الكفاح والصبر والعمل في اي مجال مادام شريف ولا يغضب الله ولكن يا سيدتي تأتي الريح بما لا تشتهي الأتفس.
فقد قرر أهلها أرغمها علي العودة إلي زوجها وهنا طلبت منها ان اذهب اليهم واخبرهم بحبنا واطلب يدها للزواج ولكنها رفضت وقالت لي ان ظهورك في الوقت الحالي سيزيد من المشكلة وسيعرضك الي اهانات منهم وكانت تحكي لي عن كم المأساة التي كانت تعيشها معهم وقد عرضت عليها أن أقوم بتاجير شقة لها ولأولادها ولكنها أخبرتني بان اهلها لن يسمحوا لي بذلك .
وأصبحت لا ادري ماذا افعل لها فقد كنت خائف جدا عليها ومن ان يتم إرغامها علي الرجوع إلي زوجها الأول وافقدها إلي الأبد ولكن ما كنت أخاف منه قد حصل وتم رجوعها إلي زوجها وعدت مرة أخري الي الوحدة ولكن هذه المرة بألم ومرارة كبيرة وهنا أخبرتها باني سأكون لها نعم الأخ ونعم الصديق وهنا ثارت وغضبت مني واتهمتني بان سوف أبيعها كما قام أهلها ببيعها وأصبحت تتصل بي علي فترات وفي كل مرة يزداد بداخلي الألم والغضب والحزن علي فراقا خاصا عندما أحس بأنها أصبحت لغيري وليس لي سيدتي أرجوك أرشدني ماذا افعل فقد فقدت كل القدرة علي مواصلة العمل وأصبحت أحس باكتئاب وعدم زغبه في الحياة وفقدت القدرة علي التركيز في كل شي ، سيدتي أحس بان حياتي قد انتهت ، سيدتي أن اسأل نفسي لماذا تركتني حتى إنها عندما تتصل بي اخبرها بعذابي وأنها خانت وعدنا وتركتني وحيدا سيدتي لا ادري ماذا افعل أرجوك أن تردي علي فقدت أوشكت أن أصاب بالجنون وأخيراً شكرا لكي سيدتي واعتذر علي الإطالة .

م- أ / مصر
أشكرك علي جميل كلماتك واسأل الله أن كاون دوماً عند حسن ظنك والجميع إن شاء الله ، اخي الفاضل لا تبتئس ولا تحزن فقد فعلت كل ما في وسعك ولم تقصر بشيء لكنها تركتك أو أرغمتنها الظروف علي تركك أو تركتك بإرادتها الحرة ، تري هل يفيد ما تفعله الآن بنفسك قضي الأمر وعادت هي إلي زوجها فهل تتوقف الحياة بك عند هذا الحد ، أم أن عليك أن تنجح هذه المرة أيضاً ، فكما تغلبت علي مشكلتك أول مرة ونجحت بتفوق وامتياز وعدت إلي حياتك ما إلي يمنع أن تنجح أيضاً ، فلعل ما حدث هو خير لك لماذا أيقنت بمساوئه ولم تدرك خيرية ما حدث ، لأنك تنظر إلي اللحظة التي أنت عليها ولم تفكر فيما يمكن أن يخبئه لك القدر من خير ، لما توقفت عند هذه اللحظة ، وتوقعت أنها نهاية أحلامك ولم تفكر بالعكس فنحن حين يقع لنا مكروهاً نتصور بعقولنا الضيقة ونظرتنا المحدودة أنها النهاية ، رغم أنها قد تكون البداية الرائعة لحياة جديدة ، لو اننا توقفنا طويلاً أمام هزائمنا وخيبتنا لما أمكن لأي لاعب كرة قدم أن يحرز هدفاً أو لأي عالم أن ينجح في ابتكار أو لأي طالب أن ينجح بعد إخفاق ، ولو أن كل حجر تعثرنا فيه ووقعنا علي الأرض واكتفينا بأن نلعن الحظ العاثر لكنا كلنا جلوساً في أماكننا إننا نتعلم من السقوط أن نهب واقفين ، ونتعلم من الفشل الإصرار علي النجاح .
ومن الإخفاق الاستمرار ومقاومة كل الظروف السيئة ، خاصة إن كنا لم نألو جهداً في سبيل تحقيق ما نبغي إليه ، لكننا علينا السعي والجهد وليس علينا إدراك النتائج ، فالله وحده الذي يوفقنا للخير يعلم الخير فيما يعطيه لنا ويعلم أن الشر هو ما يمنعنا عنه فهو يعطينا إلا الخير ، وكما قال المتصوفين قديماً " ما منعك إلا ليعطيك" ، فلا تقف كثيراً أمام ما حدث لتدقق وتحلل وتمعن النظر ، فلن يفيدك التفكير كثيراً بل علي العكس قد يضرك ويسيء إليك علي كل المستويات فمن جهة ستصاب بالإحباط والحزن والضيق ومن جهة سيمنعك ذلك من التواصل مع من حولك .
ومن جهة ثالثة قد يعطلك عن استمرارك في النجاح ، بل وقد يجعلك لا تري ما حولك من نعم فتشكر الله عليها وتدعوه أن يهيئ لك الخير والصلاح وأن يحقق أملك في زوجة رءوم حنون تكون لك عوضاً عن كل ما عانيت وقاسيت ، فلا تردد علي مسمعك كثيراً الكلمات المحبطة مثل حياتي انتهت أملي ضاع ، فكل هذا الكلام لن يزيدك إلا هماً ، وأنت رجل تعرف الحياة جيداً ناضج عاقل لا تترك نفسك عصفاً لرياح مرت وانقضي أثرها ، ابدأ حياتك من جديد وتغلب علي إحساسك المميت بالفشل لأنه ليس فشل بقدر ما هو صدمة مؤقتة ستعاود بعدها الحياة ، وستعود أنت أقوي من قبل بفضل إرادتك وبفضل الاستعانة بالله ، واجه نفسك بحقيقة ما حدث ولا تلم نفسك كثيراً فما قصرت ، لكن ما حدث كا خارج إرادتك وهي لم تكن مجبرة علي العودة إلي زوجها إلا عن كان في ذلك صالحها ولا تنسي أن بينهما 3 أطفال فخيراً فعلت أن فضلت مصلحة أطفالها علي مصلحتها ، وأخيراً أقول لك القاعدة السحرية التي يجب أن تنطلق بها لحياتك من جديد " لا تحصي متاعبك فقط احصي نعم الله عليك" .
عواطف عبد الحميد
نتلقي رسائلكم علي الرابط التالي
تابعوا أواتار القلوب علي الفيس بوك