أكدت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية ضرورة أن تشتمل الجهود الدولية المبذولة للاطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد على ضغوط دبلوماسية وعسكرية وإنشاء ممرات إنسانية ولا تتوقف على خيار بعينه دون الاخر. وأوضحت الصحيفة، في سياق مقالها الافتتاحي اليوم السبت أنه كلما تفاقمت الازمة الراهنة في سوريا، تتصاعد وتيرة الدعوات المطالبة للجوء إلى الخيار العسكري ما يجعل النقاش أكثر استقطابا على نحو خطير ويحصر الامر في اختيار "زائف" في حقيقته وهو المفاضلة ما بين الوقوف عاجزين عن فعل أي شىء وبين تدخل غربي واسع النطاق.
واعتبرت الصحيفة أنه ما بين تلك الزاويتين، تكمن العديد من الخيارات الاخرى تتضمن على رأسها إرسال مساعدات إنسانية إلى ضحايا الصراع الدموي الذي تشهده البلاد ودعم المعارضة ومواصلة الضغط على حكومة الأسد.
ولفتت الصحيفة إلى أن تلك التوليفة من الجهود المتضافرة ستضع نصب أعنيها تحقيق هدفين رئيسين أولهما: تقليص حجم العنف الدائر في البلاد وخلق عملية سياسية من شأنها أن تمهد الطريق أمام إعادة بناء نظام شرعي في سوريا، مشيرة إلى أن "عملية سياسية بناءة" قد تكون، على المدى الطويل، هى السبيل الوحيد المتاح للحيلولة دون انزلاق البلاد إلى حرب أهلية محتملة.
وأضافت الصحيفة أن أي عملية سياسية مثمرة توضع في سبيل حل الأزمة السورية، يجب أن تتضمن أولا رحيل "عصابةالأسد" من سدة الحكم ما قد يتطلب بدوره اللجوء إلى تدخل عسكري محدود بين الحين والاخر.
ورأت الصحيفة البريطانية أنه مخطىء من ظن أن الضغط سيتأتى من الغرب وذلك بالاخذ في الاعتبار أن الولاياتالمتحدة وحلفاؤها في الغرب لا يزالون ينتشلون أنفسهم من "صراعات دامية أثقلت كاهلها" في كل من العراق وأفغانستان فضلا عن المشكلات والازمات الاقتصادية التي تواجهها في الداخل ما قد يولد لديها عزوفا عن التورط في عملية عسكرية أخرى في بلدان العالم الاسلامي.
وأكدت صحيفة فاينانشيال تايمز البريطانية ضرورة أن تتولي القوى الاقليمية دفة القيادة في الجهود الدبلوماسية المبذولة للاطاحة بالرئيس الاسد على رأسها: تركيا والمملكة العربية السعودية على أن يقتصر دور القوى الغربية على تقديم الدعم اللوجيتسي والمالي.
وأشارت الصحيفة إلى أن ما يتحدث عنه البعض عن خطر حرب إقليمية مشتعلة يحدق بسوريا حال ما كثفت الدول المجاورة لها دعمها للمعارضة،قد يستحضر حينه دورا محوريا تقوم به القوى الغربية في توفير سياق وأجواء دبلوماسية وسياسية مصحوبة بضغوط على الارض تؤول إلى عملية سياسية انتقالية تفاوضية وإنهاء عمليات إراقة دماء الشعب السوري.
ونوهت الصحيفة بأن المعارضة السورية تبذل بالفعل الضغط العسكري المحوري والمطلوب على نظام الاسد، موضحة أنه رغم المجازر والمذابح الوحشية والمروعة التي ارتكبت ضد المدنيين في سوريا من قبل قوات موالية للحكومة الاسد،تزداد المعارضة مهارة من حيث الكفاءة العسكرية.
من ناحية أخرى، اعتبرت مجلة "الايكونوميست" البريطانية أن المجازر التي ارتكبت ضد أبناء الشعب السوري في كل من مدينة "الحولة" والقبير" أحدثت تغيرا فى طبيعة الحرب الدائرة في سوريا.
ولفتت المجلة إلى أن اصابع الاتهام تشير في كلتاالمذبحتين إلى عناصر مسلحة تأتي من قرى يقطنها أفراد الطائفة العلوية وأنه معرفة سكان المدينتين بأسماء والقرى التي تأتي منها تلك العناصر يعزز احتمالات نشوب اعمال عنف وهجمات انتقامية.