ذكرت صحيفة (ذا فاينانشيال تايمز) البريطانية اليوم الثلاثاء أن نهاية نظام الرئيس السوري بشار الأسد باتت وشيكة .. مشددة على ضرورة أن ينصب جل الاهتمام الدولي حاليا على إيجاد بديل قوي يبحر بالبلاد بعيدا عن شر وأهوال الحرب الطائفية. وأوضحت الصحيفة - في سياق مقال افتتاحي نشرته اليوم وأوردته على موقعها الالكتروني - أنه في الوقت الذي يعجز فيه ديكتاتور من استعادة سيطرته على بلد ثائر لأكثر من 18 شهرا على الرغم من القمع الوحشي والمجازر التي يقوم بها في حق أبناء هذا الشعب ويعجز عن تأمين العاصمة من معاركه مع القوات الثورية ويجبر على سحب قواته من الحدود لتتولى حماية قصوره إنما يؤكد أن نظام الأسد يلفظ بالفعل أنفاسه الأخيرة وسيؤول إلى الهاوية عاجلا أم آجلا. واعتبرت الصحيفة أن التفجير الذي استهدف مبنى الأمن القومي السوري وأسفر عن مقتل عدد من كبار المسئولين السوريين لم يوجه ضربة مميتة للمؤسسة الأمنية فحسب بل وضرب أيضا "عصابة الأسد" وإمبراطوريته الاقتصادية والدولة الأمنية التي يرتكز عليها النظام في مقتل. وقالت "إنه على الرغم من دعم إيران وروسيا المتواصل لنظام الأسد إلا أنهما لن يخوضا معاركه الخاصة" .. مشيرة إلى أن المعارضة السورية تكتسب يوما بعد الآخر زخما واسعا وقدرة على تكوين قيادات عسكرية في ظل دعم غربي وخليجي متواصل لها. ورأت صحيفة (ذا فاينانشيال تايمز) البريطانية أن ما يجب أن يشغل الرأي العام ودوائر صنع القرار العربية والغربية الآن هو إيجاد نظام بديل عن نظام الأسد يجنب سوريا الانزلاق إلى حرب أهلية يعاني ويلاتها أبناء الشعب السوري .. مشيرة إلى أن تركيا قد يكون لها دور محوري في هذا الشأن لاسيما إن استطاعت عقد توازن بين المد السني ومخاوف الأقليات من الطائفة العلوية داخل سوريا ومن ثم الحيلولة دون إقحام سوريا في مباراة إقليمية بين السنة والشيعة بحسب تعبير الصحيفة. كما شددت الصحيفة على أهمية الدور الروسي في تحديد عناصر الدولة السورية الحالية التي من شأنها أن تلعب أدوارا رئيسية في تحديد مستقبل البلاد ومسارها نحو الديمقراطية. بدورها وفي السياق ذاته ، ذكرت صحيفة (الجارديان) البريطانية أنه على الرغم من قرب نهاية نظام الرئيس السوري بشار الأسد غير أن العداء المتنامي بين الأقليات الطائفية في سوريا تمثل عائقا آخر أمام استقرار البلاد وهى تتطلع لمستقبل أفضل. وشددت الصحيفة - في سياق تعليق أوردته على موقعها الالكتروني - على ضرورة أن تتم معالجة ومناقشة العداء المتزايد بين السنة ممن قادوا حركة التظاهرات ضد الرئيس الأسد وبين الأقليات الآخرى التي وقفت بجانبه في المجازر التي ارتكبها ضد السوريين على نطاق واسع وفي أسرع وقت. وخلصت الصحيفة - في ختام تعليقها - إلى أن السبيل الوحيد ليضمن السوريون وحدتهم وعدم غرق بلادهم في حرب أهلية لا تحمد عقباها هو أن يستمعوا لبعضهم البعض والعمل على تبديد خلافاتهم ومقاطعة الماضي وآلامه.