خطوط نيفين الرفاعي تنطلق في الإسكندرية محيط - رهام محمود نفين الرفاعي قدمت الفنانة د. نيفين الرفاعي تجربتها الجديدة بقاعة الفنون التشكيلية بكلية الفنون الجميلة بالإسكندرية ، والتي تناولت فيها المرأة بشكل جديد ، وأسمت معرضها " مدارات خطية " ، ظهرت فيه المرأة مجردة من أي تفاصيل، وركزت الفنانة على الخط الخارجي فقط للجسد الإنساني والذي عكس درايتها التشريحية الكبيرة . ومن خلال ستة وعشرين عملاً تصويرياً بأحجام مختلفة، قامت الفنانة بعمل اللوحة في عدة مراحل. في المرحلة الأولى رسمت التصميم الأساسي للوحة على الكمبيوتر، ثم قامت بطبعه على القماش الذي رسمت عليه بعد ذلك تكويناتها اللونية بشكل عفوي، مستخدمة الألوان الأكريليك، بالإضافة إلى بعض التداخلات لأقلام الدوكو والفحم. قسمت الفنانة خلفيات أغلب لوحات المعرض إلى مساحات تحمل تكوينات لونية، والتي رسمت فوقها المرأة معبره عن شخصيتها في تلك الأعمال، كما كررت رسم المرأة نفسها في اللوحة في بعض الأعمال، ولكن من زاوية أخرى؛ لتظهر جانبين من شخصيتها، وكأنهما صديقتين تندمج كل منهما مع الأخرى. نفين الرفاعي وتقول الفنانة عن المعرض: أطرح في تجربتي إشكالية تثيرها الكثير من الجهات، والتي تظهر تورط فنون ما بعد الحداثة في إغراءات التقدم التقني وآليات البرمجة المعلوماتية، وهي تقيد بحس البعض من الحرية التلقائية ، وقد درج تاريخ الفن على تملص المبدع من رقابة العقل بعد الإحباط الكوني، وبالتالي إدانة مخالب التقدم التقني وهجرة فنونه إلى التعبير الذي ندعوه " فرضاً " بالتلقائية اللافظة للثقافة، إلا أنني استخدمت جهاز الكمبيوتر في التحضير الأولي لأعمالي؛ حيث أنه يعد أداة قوية يومية في مختلف الميادين، كما أنني اعتبرته أداة تشكيلية تساير هذا العصر، وتحمل فلسفة آليته وجمود هندسيته، فهناك بالفعل شق نفعي في استخدامه، وهو أنه يختصر وقتاً للإبداع، إلا أنه أداة فقط تنتظر إرادة الفنان الحرة والتي ترنو إلى العودة للتلقائية وانتقاء الصدف القدرية في العمل الإبداعي اللامستنسخ. تواصل الرفاعي: فلسفة الآلة هنا هي الانتظام والتوازي دون الخطأ، وهي عبارة عن إيقاعات خطية تنقسم لقسمين، الأول هو إيقاعات غير مرئية نعرفها، وتتمثل في إيقاعات الأثير المحيط كموجات الهواتف الجوالة والراديو والأقمار الصناعية واللاسلكي، فأتعامل معها بمنطق الفنان الذي يرسم ما يعرفه ولا يراه. أما النوع الآخر فهو إيقاعات مرئية نعرفها، وهي المخزون البصري الذي يتواجد في كياني كمصرية تعتز بالفن المصري القديم في استخدامه للخط كسمة أساسية رفيعة المستوى في تمثيله للشخوص والأشكال النباتية بفردية ذات خصوصية عالية. تعايشت الفنانة في هذه التجربة مع الآخرين لتجد انغماسهم في تلك الحياة المعاصرة، حيث تغمرهم العشوائية، وتحد من تواجدهم الوجداني لتطمس ما يتبقى من إنسانياتهم، ويبقى لديهم بعد اليأس من التغيير بصيص من الأمل نحو حياة أفضل، فالإنسان بطبعه - بحسب قول الفنانة - لا يسمع الأصوات الخافتة جداً، ولا الأصوات المرتفعة جداً، إلا إنه ينصت بكل جوارحه إلى صوت الفراغ وضجيج الصمت؛ ليتحسس في خوائهما ويرنو إلى إيقاعات الوجود وتجلياته النغمية.