لي نهم العصافير هذا الصباح وتفتّقّ وردةٍ تداعبها الشمس على عجلٍ ومن نداها تشرب فلي هذا الصباح راحة الشمس من بعد طول سباتٍ تريق ريقها عسلاً على جفون النائمين ولي شهيقٌ لم يدخل قبل في طور الزفير لم يتجول بعد في رئة الآخرين لي نهمٌ غريبٌ للغناء صوتي يهدر شلال ضوءٍ في الظلام وحنجرتي مسرحاً للريح وكأني وحدي على جبل في الخواء أغني : سأنافس الحسون لحنه الموتور وأشارك الدموع ملحها فأشجي الغيوم العابرات إلى فضائي سأغني سأُسمع قطيع خراف بيضاء يلهو على دفتر ازرقٍ في البعيد فأصير عشبةً تحنو على رملاتها كيلا تشردها الريح سأُطرب نجمةً تأتي بعد قليل خجلاء من أسودٍ يترامى حولها سأحس بجبهتي تعانق وجه السماء فيدنو المساء ليطرب سيعزف الهواء على آلاته النفخية؛ نايٌ هنا وساكسفون يضرم الحزن هناك لا لشيء كي يصير لا لشيء ينتهي بل أريد الغناء وحسب ربما لشحنة فرحٍٍ زائدةٍ عن القلب أو جرعةٍ فائضةٍ عن حاجة الكآبة تضيء في الليل البهيم كبرق يحيل الظلام نهار ستحبل الأناشيد موالاً صغيراً في رحم الغد الآتي وحين يسمع صوتي أغني سيخرج من باطن الذكريات طفلٌُُ جميلٌُ معافى من أجله سأغني واغني واغني