شدد رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس (أبو مازن) والرئيس الألماني جواكيم جواك على ضرورة المضي في خيار المفاوضات لإيجاد طريق لتطبيق حل الدولتين. وقال أبو مازن - في مؤتمر صحفي عقب اللقاء اليوم الخميس بمقر الرئاسة في رام الله - "رغم انسداد الأفق السياسي واستمرار عمليات التهويد والاستيطان وخاصة في القدس لم نتخل عن جهودنا لإيجاد حل سلمي وسياسي عبر المفاوضات".
وأشار إلى أن اللجنة الوزارية المشتركة بين السلطة الفلسطينيةوألمانيا تعقد اجتماعات بشكل دوري، كما أن هناك زيارات متواصلة بين الجانبين على المستويات كافة.
وأوضح أبو مازن أنه تم إجراء محادثات بناءة، حيث تم استعرض أخر تطورات عملية السلام في الشرق الأوسط وما يعترض طريقها من المعوقات والعقبات التي سببها إصرار الحكومة الإسرائيلية على تغير المرجعيات الدولية وعدم وقف الاستيطان في الأراضي الفلسطينية، وعملها الممنهج لتغير معالم القدس والاستيلاء على الأراض والتضييق على السكان في مخالفة للاتفاقات بين الجانبين.
وأضاف أنه تم اختيار طريق المفاوضات لتحقيق السلام وإنهاء الاحتلال، على نحو يفضي لقيام دولة فلسطين ذات السيادة على التراب الوطني وعاصمتها القدس، موضجها الشكر لألمانيا على دعمها السياسي لحل الدولتين وإرساء الاستقرار والأمن في المنظمة، فضلا عن الدعم الاقتصادي الملموس لبناء المؤسسات الفلسطينية وتطوير أجهزتها الأمنية وهيئاتها القضائية.
ومن جانبه، شدد الرئيس الألماني جواكيم جواك على إلتزام بلاده بالعمل على تطبيق حل الدولتين وقبل ذلك بناء دولة فلسطينية مستقلة، موجها الشكر لأبو مازن على موقفه وقناعته بالمفاوضات التي تستطيع تحقيق الاختراق في تحقيق التسوية وليس العنف أبدا.
وقال "إن الجهود التي تبذلها السلطة من أجل بناء مؤسسات الدولة في رام الله أو في أماكن أخرى هي جهود جبارة جدا، مؤكدا أن ألمانيا ستدعم السلطة هذه السنة بأكثر من 70 مليون يورو وخاصة لقطاعي التعليم والأمن".
وأشار جواك إلى أنه تحدث بشكل معمق مع الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي وحثهما على التقاط الفرصة التاريخية لاستئناف عملية التسوية، بينما شجع الطرف الإسرائيلي على عدم قطع خيط الاتصال مع الفلسطينيين، داعيا إياه لاستئناف المفاوضات ضبط الأمور في موضوع الاستيطان.
وأكد أن أي نجاح في عملية التسوية بين الفلسطينيين والإسرائيليين سيكون له تأثير على الاستقرار في المنطقة بأكملها.
وكان الرئيس الألماني قد افتتح اليوم مدرسة للبنات في قرية "بورين" جنوب نابلس، ومركزا لتدريب الشرطة الفلسطينية في مدينة أريحا.