أعلن السفير الدكتور محمد إبراهيم شاكر رئيس المجلس المصري للشئون الخارجية عن إطلاق مبادرة لإنشاء شبكة للمجالس والمعاهد العربية المعنية بالشئون الخارجية والدراسات الإستراتيجية من أجل متابعة ودعم تنفيذ القرار الدولي الصادر عن الأممالمتحدة في عام 1995 والذي يقضي بإقامة منطقة خالية من السلاح النووي غيرها من أسلحة الدمار الشامل في الشرق الأوسط. وقال السفير شاكر في كلمة له اليوم الثلاثاء في الجلسة الختامية لمؤتمر الجامعة العربية "نحو إنشاء المنطقة الخالية من السلاح النووي في الشرق الأوسط" إن هذه الفكرة نشأت من وجود تحالفات وشبكات بين عدد من المعاهد والمراكز الإستراتيجية والبحثية في دول الاتحاد الأوروبي، في إطار استعدادها للمؤتمر الدولي الذي سيعقد في الأسبوع الأخير من شهر ديسمبر القادم في فنلندا من أجل تنفذ القرار الدولي بإقامة المنطقة الخالية من السلاح النووي في الشرق الأوسط.
وقد حرص السفير شاكر على أن يعلن هذه المبادرة على هامش مؤتمر الجامعة العربية، وقال إن هناك ثلاثة مراكز مصرية وافقت مبدئيا على الانضمام لهذه الشبكة وهي مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، المركز الدولي للدراسات المستقبلية والإستراتيجية، والمجلس المصري للشئون الخارجية، بالإضافة إلى المعهد العربي لدراسات الأمن في الأردن، إلى جانب مركزين من الإمارات العربية المتحدة ومركزين من لبنان.
وأكد السفير الدكتور محمد إبراهيم شاكر رئيس المجلس المصري للشئون الخارجية في الجلسة الختامية لمؤتمر الجامعة العربية "نحو إنشاء المنطقة الخالية من السلاح النووي في الشرق الأوسط" أنه يجب انتهاز هذه الفرصة، خاصة وأن المجتمع الغربي والأمريكي يسيطر تماما بأفكاره ودراساته وأبحاثه على قضية تهمنا نحن في الأساس الأول وهي إخلاء الشرق الأوسط من السلاح النووي.
وناشد شاكر من هذا المنطلق، المجتمع المدني العربي بمنظماته ومراكز أبحاثه السياسية والإستراتيجية أن تنضم لهذا التكتل البحثي العربي الجديد والمستقل حتى يبلور أفكاره ورؤاه من أجل خدمة قضية تنفيذ قرار الأممالمتحدة لإقامة المنطقة الخالية من السلاح النووي في الشرق الأوسط، وأنه لايجب أبدا أن نترك الساحة للمجتمع الغربي أن يضع أجندته ويقرر مصيرنا بيده في هذه القضية.
من جانبه، أكد وائل الأسد مدير إدارة العلاقات متعددة الأطراف بالجامعة العربية أن هذا الموضوع لم يكن مدرجا على جدول أعمال المؤتمر وإن كان السفير شاكر قد انتهز فرصة وجود مراكز الأبحاث والمعاهد العربية ليطلق مبادرته.
وأشار إلى أن مؤتمر الجامعة العربية جاء انطلاقا من أهمية دور المجتمع المدني العربي وإمكاناته الكبيرة في مجال إعداد الدراسات والسياسات التي قد تكون مفيدة يستعين بها متخذي القرار العربي.
كان مؤتمر الجامعة العربية "نحو إنشاء المنطقة الخالية من السلاح النووي وغيرها من أسلحة الدمار الشامل في الشرق الأوسط" قد ناقش في ختام أعماله اليوم التحديات الإقليمية والدولية سيناريوهات المستقبل والبدائل المتاحة للدول العربية وتأثير ذلك على إمكانيات نجاح المؤتمر الدولي بفنلندا.
وقد تحدث في هذا المجال الدكتور قدري سعيد الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية وخبير الأمن القومي والاستراتيجي الدكتور أحمد عبدالحليم، والدكتور محمد أبورمان الأستاذ بمركز الدراسات الإستراتيجية بالجامعة الأردنية.
وقد أثيرت مسألة الانسحاب العربي في حال ما إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق تنفيذ إقامة المنطقة الخالية، فيما رأى مشاركون آخرون أنه لا يجب الانسحاب وأن الخسارة بسبب الانسحاب ستكون أكبر، خاصة فيما يتعلق ببرامج الاستخدام السلمي للطاقة النووية.
وعقد المؤتمر مائدة مستديرة حول دور المجتمع المدني ومراكز البحث العربي في دعم الجهود الرسمية الحكومية لإنشاء المنطقة الخالية، وفي هذا الصدد، تحدث الدكتور عادل سليمان مدير مركز الدراسات المستقبلية والإستراتيجية عن العناصر الرئيسية في إنشاء آلية للتنسيق بين مراكز البحث ومنظمات المجتمع المدني لدعم القرار الدولي لإنشاء منطقة خالية من السلاح النووي في الشرق الأوسط.
كما تحدث الدكتور خير الدين حسيب رئيس مجلس أمناء مركز دراسات الوحدة العربية في بيروت عن التحديات التي تواجه مراكز البحث لدعم الجهود الرسمية لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة.
وعرض الدكتور أيمن خليل باحث وأكاديمي أردني لتجربة المعهد العربي لدراسات الأمن في الأردن.