باريس: صدر مؤخراً عن دار "روبير لافون" الباريسية عبر سلسلتها العريقة "كُتُب" مجلد ضخم للشاعر العربي صلاح ستيتيه يجمع الدواوين الخمسة الأولى للشاعر، إضافة إلى خمسة من أبرز أبحاثه، ونصوص تأملية ونقدية غير منشورة كما يتضمّن مقدّمة طويلة من الجامعي والناقد الأدبي الكبير بيار برونِل، ومقدمة أخرى لستيتيه يتوقف فيها بطريقةٍ شعرية وحميمة عند محطات مساره ويتحدّث فيها عن علاقته بالشعر وباللغة الفرنسية. كما قدم الباحث الفرنسي مكسيم ديل فيول من خلال المجلد عرضا موجزا لأجزاء المجلد الأربعة عن طريق نصوص نقدية مهمة عرف من خلالها بشعر صلاح ستيتيه وأبحاثه ، بحسب صحيفة " المستقبل" . كتب فيول في تقديمه للمجلد "صلاح ستيتيه هو كاتب يتمتّع بفضولٍ لا ينضب، عبر خلال حياته جزءاً مذهلاً من ثقافة العالم ومارس دائماً كتابة البحث بموازاة الشعر، مسيّراً لغته الشعرية "العمودية" إلى جانب اللغة "الأفقية" لتحليلاته التي تقارب مختلف ميادين المعرفة والإبداع. (وفي هذا المجلّد) نجد خصوصاً موضوعَين كبيرين عزيزين على قلب الشاعر. هنالك أوّلاً (موضوع) الحضارة العربية-الإسلامية التي ينتمي إليها ستيتيه اللبناني، ابن الطائفة السنّية، والتي لطالما ساءلها محاولاً تحديد، له ولجميع الآخرين، المعنى الوجودي لهذا الانتماء، ومجاهداً في سبيل تبديد العدائية التي يغذّيها الجهل منذ زمن طويل في الغرب ضد العالم العربي الإسلامي ومستكشفاً من دون أي مراعاة أو عدول عن الحسّ النقدي أهم إنجازات هذه الحضارة، خصوصاً في الميدان الديني".