شهدت مصر ولاول مره تاريخها اعظم تجربه سياسيه حضارية فى تاريخها . وهى التجربه الديمقراطية الرائعه التى بدأت منذ 11 فبراير 2011 وبتولى المجلس الاعلى للقوات المسلحه المسئوليه كامله . وابعاد الحاكم المخلوع حسنى مبارك عن الحكم .
حيث بدأت اعظم تجربه وطنية حضاريه ديمقراطيه فى تاريخ مصر المكتوبه منذ اكثر من 7000 عام . وهى التجربه التى بدأت بتقنين العمل الحزبى فى مصر ووضع معايير موضوعيه لمن يريد الترشح لمقعد رئاسه مصر شديد الاهميه ثم اجراء انزه انتخابات ديمقراطية حره لمجلس الشعب فى تاريخ مصر .
وهو ما تكرر حرفيا فى انتخابات مجلس الشورى ثم اكتملت التجربه الرائعه بانتخابات رئاسه الجمهورية .
وهى تجربه تمت بنزاهه غير مسبوقه وتجعلنا نضاهى بها الامم والشعوب الاخرى. ويرجع الفضل فى ذلك الى قواتنا المسلحه ومجلسا الاعلى بالدرجه الاولى ثم هيئه الشرطه ورجالها البواسل ثم مؤسسه القضاء المصرى ورجالها من القضاه المصرين فلقد ثبت يقينا بعد عام ونصف من ثوره يناير المجيده ان هذه المؤسسات الثلاث ومهما المؤسسه الدينيه سواء الازهر او الكنيسة هم رمز مصر وحجر الزاوية فى الدوله المصرية . فلقد نجحوا فى ابطال كافه المؤامرات التى استهدفت مصر كوطن ودوله ومجتمع على مدار العام والنصف
واستطاعوا الحفاظ على البلد وقياده مرحله التحول الانتقالية والوصول الى بر الامان تقريبا . بعد تكوين مؤسستى مجلس الشعب ومجلس الشورى ثم باجراء المرحله الاولى من انتخابات رئاسه الجمهوريه . والوصول الى مرحله الاعاده النهائيه بين الفريق احمد شفيق رئيس الوزراء الاسبق وبين الدكتور محمد مرسى رجل الاخوان المسلمين بعد ان اجريت المرحله الاولى بين 13 مرشحا . وتمت بنزاهه غير مسبوقه وشفافيه عاليه لدرجه ان الفرز كان يتم على الهواء مباشره فى المحطات التلفزيونية .
انها درجه عاليه جدا من النزاهه والحريه لم يكن يمكن ان تتم لولا القوات المسلحه ومجلسا الاعلى . لكن مع التسليم بكل ما سبق والاعتزاز به .
فاننا مازالنا نحتاج لبعض الامور التكملية التى لاغنى عنها منها ضروره خروج الانتخابات الرئاسيه فى مرحلتها الثانيه والاخيرة وهى مرحله الاعاده فى صوره رائعه لا تقل عن المرحله الاولى او عن سائر الانتخابات السابقه وان تكون مسك الختام للفتره الانتقالية والتى تسلم فى نهايتها القوات المسلحه لرئيس الجمهوريه المنتخب شرعيا من الشعب المصرى .
وان يعود الشعب المصرى للعمل والانتاج وان تنتهى من حياتنا ظاهره الاعتصام والتظاهر والشغب. وان يسعى كل فريق سياسى الى ان يعيد حساباته مع نفسه . ويحدد اسباب خسارته او مكاسبه اذا كان قد حصل على مكاسب ويضع خططه من الان للاستعداد للجولات المقبله .
وان نرسخ التجربه الديمقراطيه وان نؤمن ان التغيير يكون من خلال الاحتكام للصندوق ولاراده الناس لا ان يتحول بعض مدعى السياسه الى بلطجيه ويهددون بأنهم سوف يمارسون الفوضى والتخريب فى حاله عدم حدوث نتيجه على مزاجهم ومقاسهم انها قمه البلطجه والتحقير لهذا الشعب العظيم .
اننى انتهز الفرصه لاطالب المجلس الاعلى للقوات المسلحه فى ان يستمر يؤدى دوره مساندا للرئيس المنتخب فى مواجهه التحديات الداخليه الممثله فى مجلس ربما يكون غير متعاون فى سبيل مصلحه الوطن . او فى مواجهه تحديات واستفزازات خارجيه من عدو متربص .
وفى نفسى الوقت فاننى ارى ضروره اقامه مهرجان وطنى ضخم يتم فيه تكريم المجلس الاعلى للقوات المسلحه وعلى رأسه المشير محمد حسين طنطاوى الذى قدمه المجلس الاعلى ورئيسه القائد الوطنى العظيم المشير طنطاوى سواء فى دعم وحمايه وقيادة ثورة يناير او فى خلع المخلوع وقياده المرحله الانتقاليه والتنفيذ الحر فى كافه تعهدات القوات المسلحه ومجلسها الاعلى حتى الوصول للبلاد الى بر الامان .
ليتأكد لنا جميعا ان القوات المسلحه ليست مجرد درع وسيف للامه وانما هى العمود الفقرى لمصر وطنا وشعبا واخيرا ادعو الاغلبيه الصامته للنزول لانتخابات الاعاده لحسمها .
بعد ان نزلت منها بعض القطاعات فى الانتخابات الرئاسيه فحسمت كثير من الامور . ويبقى ان تنزل فى الاعاده لتحسم مصير مصر دوله حضاريه ديمقراطيه حديثة ومتقدمه وليست افغانستان .