الكويت: كانت الكويت إحدى المحطات التي توقفت بها "ورشة تهريب أبيات الشعر" والتي أقيمت بالتنسيق مع ورشة الأدب في برلين ووزارة الثقافة والإعلام بمملكة البحرين، حيث استضاف الورشة ملتقى الثلاثاء وجامعة الخليج للعلوم والتكنولوجيا في أمسية جمعت أربعة شعراء هم محمد الحارثي "عمان"، ورون فينكلر "ألمانيا"، ومحمد النبهان "الكويت"، وتوم شولتز "ألمانيا"، وقدم للأمسية ميخائيل روز وإسماعيل فهد إسماعيل، وقام بالترجمة جونتر أورت. ووفقاً لصحيفة "القبس" الكويتية تدور فكرة الورشة حول جمعها لعدد من الشعراء من عرب خليجيين، وألمان، على هيئة ثنائيات لا تعتمد على ترجمة نصوصهم فقط لإصدار تراجم موثقة ومعتمدة، بل تبادر إلى جعل الشعراء من اللغتين العربية والألمانية يجهدون في فهم نصوص بعضهم بعضا بعد ترجمتها بشكل أولي ترجمة مباشرة غير أدبية، بعدها يحاول كل شاعر فهم مقاصد الآخر؛ صوره وأخيلته وإحالاته الثقافية، وصولا إلى معنى مشترك يحمل بصمة الثقافتين معا، وطبيعة فهم كل منهما للأخرى. وخلال الأمسية التي عقدت مؤخراً بالكويت قرأ كل شاعر قصيدتين بلغته الأصلية، بينما قام زميله الشاعر المقابل بقراءة القصيدتين بعد ترجمتهما، وفي البداية قرأ الشاعر رون فينكلر - الذي أصدر عدة دواوين - قصيدتين الأولى بعنوان "الجيزة يا حبي" حول "رحلة يمكن للمرء أن يقوم بها في الأحلام أو الأدب، لمكان لم يزره"، والقصيدة الثانية "تستعيد ذكريات الطفولة بالإضافة إلى ما ينقص هذه الذكريات"، تقدم القصيدة ملامح من عائلية من ألمانياالشرقية وفيها إحالة على نظام الحكم السابق، وهي بعنوان "أرشيف القرون" نقرا من أجوائها: كثيرة ما فتح والداي كتاب المشاحنات الخافتة لكنني كثيرا ما كنت أذهب في حالات كهذه للتجول مع أحد كلاب طفولتي الثلاثة كلابها التي كانت تعوي على التتالي لتهشم أناشيد ريفية كاملة أختي كانت تلعب دور جدتي حين تتدعي أنها ضعيفة السمع جدتي نفسها كانت تسمع جيدا لكننا اعتبرناها صماء لأنها كانت غارقة في عوالم موسيقى الفالس. أما الشاعر العماني محمد الحارثي هو شاعر وكاتب ورحالة حائز على جائزة ابن بطوطة في الأدب الجغرافي عن كتابه "عين وجناح"، قرأ الحارثي قصيدتين الأولى بعنوان "كلمات صاحب الحانة المقترحة على حافة الصحراء" والثانية بعنوان "لعبة لا تمل" يقول في الأولى: هنا الضحك هنا البدويات هنا الماء القراح والكحول تلك صحراء خارج الباب هذا نمر ورقي يتبختر على الطاولة كما لو كان في الغابة ينام كما لوكان في العرين في الظهيرة أو في الليل على جمل أو شاحنة جنود .. صاحين كنتم أم سكارى. أناملي صدوقة كهذا الرمل في فاتورة الحساب. ثم جاء دور الشاعر توم شولتز وهو شاعر وناقد كما يعمل استاذا للكتابة الإبداعية في جامعة أغسبورغ ومحررا للمجلة الأدبية "لا أحد" وله عدة مجموعات شعرية. قرأ شولتز قصيدتين لهما علاقة بالتراث الشعري الباروكي الأولى بعنوان "وصف الجمال الكامل" والثانية بعنوان "فناء الجمال". يقول في القصيدة الأولى: هذه السماء نظمتها بقبلة قابلتني عند ناصية الشارع أو في إقطاعية نظرة حوراء أو عفوية سرب نحل حين تتراءين في الساحة فمك وهو ينفرج من حين لآخر اليوم راحة حفل مغلق الشامة .. وأنا أحلم أن أصير وحمة كي أبقى بالقرب منك. واختتم الشاعر محمد النبهان القراءات الشعرية بقصيدتين هما "جرس في الحائط" و"بلا إطار" وللنبهان مجموعتان شعريتان هما "غربة أخرى ودمي حجر على صمت بابك". يقول في قصيدة جرس في الحائط تأخذني من كفي للسينما نحضر فيلما عن فردوس ضائع عن حزن صديقين \وعن وطن أوحد تفتح أزرار قميصي وتنام على صدري تأخذني من جوعي لمطاعم سرية النادل جرس في الحائط والأطباق الصينية قلق ومواعيد وأكد الحضور خلال الأمسية على أهمية التجربة في التعاطي مع لغة الأخر خاصة لكون اللغة الشعرية حافلة بالمجازات والمعاني المستترة كما قال الشاعر رون فينكلر، وثمن النبهان دور المترجم الذي يضع القصيدة عند "عتبة أولى" يقوم الشاعر من الجهة المقابلة بمحاولة إعادة تأسيسها من خلال حواره مع زميله. بينما أكد شولتز أنه سوف يظل للشاعر والمترجم جانبا ذاتيا لا فكاك منه. وتساءل د. أيمن بكر عن النص المترجم لمن ينسب في هذه الحال؟ وهل حاول الشعراء إعادة ترجمة ما ترجم "إعادته للغته الأصلية" لتبين الفرق بين الأصل والترجمة؟ بينما رأى فهد الهندال أن هناك تشابه بين الشعراء رغم تباين الثقافة، وتساءل نادي حافظ عن طريقة اختيار الشعراء.