تتوالى الادانات الدولية على المجزرة التي نفذها جيش الأسد في الحولة في ريف حمص وراح ضحيتها أكثر من 100 قتيل بينهم 55 طفلا ، فمن جانبه أدان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ومبعوث الأممالمتحدة والجامعة العربية الخاص إلى سوريا كوفي عنان المجزرة. وقال المتحدث باسم الأممالمتحدة مارتن نسيركي ان بان كي مون وعنان "يدينان بأشد العبارات قتل الرجال والنساء والأطفال، الذي أكده مراقبو الأممالمتحدة" في الحولة. وأضاف نسيركي أن المسئولين الدولييّن اعتبرا الحادث انتهاكا "وحشيا مريعا" للقوانين الدولية، وان عنان طالب بمساءلة ومحاسبة من نفذ هذه المجزرة، حسب وصف المتحدث.
وفي هذا السياق ، دانت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون "فظاعة" المجزرة ، مجددة الدعوة إلى إنهاء إراقة الدماء في البلاد. وأشارت كلينتون إلى أن الولاياتالمتحدة تعمل مع حلفائها الدوليين لزيادة الضغط على الرئيس بشار الأسد و"أعوانه" بعد المعلومات بشأن مجزرة الحولة، مؤكدة أن "حكم القتل والخوف يجب أن ينتهي". وأضافت في بيان أصدرته المتحدثة باسمها أن "الولاياتالمتحدة تدين بأشد العبارات الممكنة المجزرة في قرية الحولة السورية". وقالت إن المراقبين الدوليين "أكدوا أن عشرات الرجال والنساء والأطفال قتلوا وجرح غيرهم المئات في هجوم وحشي استخدمت فيه مدفعيات النظام والدبابات على منطقة سكنية". وأضافت "إننا نتضامن مع الشعب السوري والمتظاهرين المسالمين في المدن على امتداد سوريا الذين نزلوا إلى الشوارع للتنديد بمجزرة الحولة".
اجتماع عاجل ومن المقرر أن يعقد وزراء خارجية الجامعة العربية اجتماعا طارئا ، وفقا لما اعلنته الكويت صباح اليوم بصفتها الرئيسة الدورية للجامعة العربية. وجاء في بيان اصدرته وزارة الخارجية الكويتية انه سيتم الاتصال باعضاء الجامعة العربية لتحديد اجتماع بهدف بحث الاوضاع واتخاذ اجراءات لوضع حد لممارسات النظام السوري القمعية. واستنكر البيان بشدة الجرائم التي ارتكبها النظام السوري في بلدة الحولة. وفي ذات الصدد دعت دولة الإمارات العربية السبت إلى عقد اجتماع عاجل لجامعة الدول العربية لمناقشة المجزرة . وذكرت وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية أن وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان دعا إلى عقد هذا الاجتماع، معتبرا أن "مثل هذا الاستهداف للمدنيين يمثل رمزا مأساويا لفشل جهودنا المجتمعة عربيا ودوليا لإيقاف العنف تجاه المدنيين في سوريا". وقالت بريطانيا السبت أنها تتشاور مع حلفائها حول "رد دولي قوي" في أعقاب الحادث ، وقال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ: "سندعو إلى جلسة عاجلة لمجلس الأمن في الأيام المقبلة. حل فوري
وكان رئيس بعثة المراقبين الدوليين إلى سوريا الجنرال روبرت مود أكد مقتل أكثر من تسعين شخصا في الهجوم على منطقة الحولة، وهو ما جعله أكثر الهجمات دموية منذ البدء في تطبيق اتفاق الهدنة المعلن في البلاد منذ الشهر الماضي.
وقال الجنرال مود أن مراقبين من بعثته أحصوا جثث 32 طفلا أعمارهم تقل عن عشرة أعوام ، لكنه رفض التعليق عن الجهة المسئولة عن الحادث بالقول أن على فريق المراقبين إتمام تقريره حول الحادث أولا.
من جانبه، قال فصيل الجيش السوري الحر المعارض السبت انه لم يعد بوسعه الاستمرار بالالتزام بخطة وقف النار التي توسط فيها مبعوث الأممالمتحدة والجامعة العربية كوفي عنان، إذا لم يتم إيجاد "حل فوري للعنف الذي يمارسه النظام" السوري. وقال بيان صدر عن الجيش الحر: "نعلن انه إذا لم يتخذ مجلس الأمن خطوات عاجل وسريعة لحماية المدنيين، فلتذهب خطة عنان إلى الجحيم".
وكان وفد من بعثة مراقبي الأممالمتحدة في سوريا وصل إلى بلدة "تلدو" بمنطقة الحولة في ريف محافظة حمص، للتحقق من وقوع "مذبحة" قتل فيها 90 شخصا، قيل ان قوات الحكومة السورية ارتكبتها. واعتبر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن هدف الزيارة هو" توثيق الجرائم المقترفة خلال الأربع والعشرين ساعة الأخيرة في انتهاك لوقف إطلاق النار"."مجموعات إرهابية" غير أن وكالة الإنباء السورية الحكومية قالت إن "مجموعات إرهابية مسلحة" هاجمت الجمعة قوات حفظ النظام والمدنيين في تلدو، ما استدعى تدخل الجهات المختصة التي اشتبكت مع "المجموعات الإرهابية". ونقلت الوكالة عما وصفته بمصدر في محافظة حمص قوله إن " الاشتباك أسفرعن مقتل وإصابة عدد من الإرهابيين إضافة إلى إحراق عدد من السيارات التي كانوا يستخدمونها في الاعتداء على قوات حفظ النظام والمدنيين". وأضاف المصدر أن الجهات المختصة صادرت كمية كبيرة من الأسلحة "كانت بحوزة الإرهابيين"، مضيفا أن الاشتباك أسفر أيضا عن "استشهاد وإصابة عدد من عناصر الجهات المختصة".