أشادت صحف خليجية فى افتتاحياتها اليوم السبت بالانتخابات الرئاسية فى مصر..ودعت الجميع إلى التكاتف من أجل إعادة مصر إلى موقع الريادة. فتحت عنوان "خطوة أولى بالاتجاه الصحيح".. قالت صحيفة "الخليج" الإماراتية : الآن وقد قام المصريون بواجبهم الديمقراطي للانتقال إلى مرحلة جديدة تؤذن بقيام نظام جديد على أنقاض النظام السابق فإن النتائج أياً تكن من المفترض أن تحظى بالقبول ..مضيفة أن الانتخابات الرئاسية غير المسبوقة التي جرت في مصر وتنافس فيها مرشحون من مختلف الاتجاهات السياسية هي وحدها تشكل علامة فارقة في مجرى التغيير وتضع أسساً للمرحلة المقبلة بما يجعل من مصر بوابة لتغيير حقيقي في المنطقة العربية. وأكدت المهم أن نعي أن التغيير المنشود لا يتحقق دفعة واحدة وإنما من خلال خطوات وإن تخللتها هفوات وأخطاء ..وهذا هو الحال الطبيعي لكل الثورات التاريخية.. فكيف بالنسبة إلى مصر التي كانت ثورتها غير مألوفة ومن خلال حراك جماهيري واسع لا يستند إلى برنامج سياسي أو منهاج عمل وحزب قائد . وأضافت أن انتخاب رئيس جديد للجمهورية يعني أن مصر استكملت العملية الدستورية وخرجت من تحت وصاية العسكر تمهيداً لحكم مدني كامل لديه المؤسسات الشرعية المطلوبة من برلمان ومجلس شورى ورئاسة جمهورية ..أي أن العملية الديمقراطية بدأت تشق طريقها والمطلوب المضي فيها وتعميقها في الممارسة والفعل على أمل أن تبدأ الثورة المصرية بالتعافي والانطلاق للملمة الأزمات السياسية والأمنية والاقتصادية التي لاتزال تلقي بظلالها السلبية على الوضع الداخلي وما يتركه ذلك من أثر في الحياة اليومية للمواطن المصري. وقالت الصحيفة "أجل ..المطلوب احترام إرادة المواطن ونتائج صناديق الاقتراع والمستقبل كفيل بتصحيح المسار إن اعتورته أية أخطاء أو سلبيات من خلال الممارسة الديمقراطية وتعميق التجربة مؤكدة أنها خطوة أولى بالاتجاه الصحيح مطلوب تكريسها". وفى دولة قطر أشادت الصحف بالأجواء التي صاحبت الانتخابات الرئاسية المصرية منذ بدء عملية التصويت وحتى إعلان النتائج شبه النهائية، مشددة على أن هذه الانتخابات "التي كانت نتاج ثورة 25 يناير" لاقت اهتماما كبيرا في الشارع العربي. وقالت صحيفة "الراية" في افتتاحيتها تحت عنوان "وعي الشعب المصري" أن الشعب المصري أكد من خلال الانتخابات الرئاسية في جولتها الأولى بمشاركته فيها بنسبة فاقت ال50 في المئة أن دماء شهداء الحرية التى سالت إبان الثورة لم تذهب هدرا وأن هذا الشعب يستحق رئيسا يدرك معنى الديمقراطية والكرامة والحرية لبناء نظام جديد يعكس الثورة وأهدافها ولا يعيد إنتاج النظام القديم الذي ثار عليه المصريون وأسقطوه. وأضافت الصحيفة أنه كان لا يمكن لاحد أن يتكهن بهوية الفائز في هذه الانتخابات من بين 13 مرشحا خاضوا المعركة حتى تم إعلان النتائج الاولية .. مشيرة إلى أن إرادة المواطن المصري هي التي ستصنع الرئيس المقبل لمصر من خلال انتخابات الإعادة والتي ستجري الشهر القادم بين الفائزين الأول والثاني "الرهان هنا على وعي الشعب المصري ودقة وحسن اختياراته". وأعربت "الراية" عن أملها بأن تجري جولة الإعادة بين مرشح الإخوان المسلمين محمد مرسي والمرشح المستقل أحمد شفيق في ظل أجواء حرة ونزيهة كما حصل في الجولة الأولى خصوصا وأن المجلس العسكري قد التزم بتسليم السلطة لمن يختاره الشعب الذي ضحى كثيرا من أجل نيل حريته وكرامته وقراره. ودعت الصحيفة جميع المصريين للاستعداد للمرحلة القادمة التي تتطلب تكاتف الجميع من أجل إعادة مصر لموقعها الريادي "وذلك باحترام رأي الشعب وقبول نتائج الانتخابات خاصة وإن المجلس العسكري والحكومة قد وقفا على مسافة واحدة من المرشحين للانتخابات تاركين للناخب المصري حريته الكاملة في الاختيار، كما أن الانتخابات نفسها قد خضعت لرقابة محلية ودولية أكدت شفافيتها ونزاهتها وعلى الثقة بأن نتائجها في الجولة الأولى قد عكست اختيار الشعب". وأشارت "الراية" إلى أنه من المؤكد أن معظم المصريين الذين اصطفوا طوابير طويلة أمام صناديق الاقتراع لاختيار مرشحهم الرئاسي شعروا للمرة الأولى أن أصواتهم الانتخابية لها تأثير وقيمة بعد أن صودرت إرادتهم في الاختيار وغيبت أصواتهم عمدا لعقود طويلة مؤكدة أن :الشعب المصري بمشاركته في هذه الانتخابات يصنع حاضره ومستقبله وبالتالي فإن اختياره لمن يحكمه بوعي وبما يحقق أهداف الثورة يعتبر تصويتا للوطن وتصويتا لتحقيق أهداف الشعب في الحرية والديمقراطية والتنمية والمساواة". ومن جانبها قالت صحيفة "الوطن" القطرية في افتتاحيتها تحت عنوان "الانتخابات المصرية ودلالاتها" أن الانتخابات الرئاسية المصرية لم تكن حدثا مصريا فقط "ولكنه أيضا عربي تابعه العالم بشغف لقياس واحدة من أهم نتاجات الربيع العربي الذي قوض أنظمة كان قد عفى عليها الزمن وانتصر لإرادة شعوب ترنو إلى الحرية والعدالة والكرامة الإنسانية". وأضافت الصحيفة أنه على الرغم من أن هذه الانتخابات لم تحسم وتنتظرها جولة اعادة بين مرشحين كما تلوح بذلك النتائج الأولية "إلا أننا على ثقة أن الشعب المصري الذي انتصر لثورته سوف يكون عند كل الاستحقاقات الانتخابية التالية بذات الدأب والاستعداد وبنفس الشفافية والنزاهة حتى يتسنى لأم الدنيا تجاوز هذه المرحلة ومن ثم المضي قدما في معارك التنمية ومقتضياتها". وأشارت "الوطن" إلى أن الأداء الانتخابي للشعب المصري كان رائعا مما دفع شخصيات عالمية عدة إلى الاشادة بإصرار مصر على أن تكون حركتها صوب ديمقراطية شفافة ونزيهة بهذا الزخم. وخلصت الصحيفة إلى أن العواصم والمدن العربية سهرت الليلة قبل البارحة حتى الصباح "ليس لمشاهدة مباراة كرة قدم هامة أو مسلسل عاطفي أو تاريخي شهير بل لمتابعة أضخم وأوسع مضمار انتخابي شهدته مصر لانتخاب رئيس جمهورية 25 يناير وهو الحدث الذي لا يتابعه فقط الأشقاء العرب بل إن قادة إسرائيل لم يغمض لهم جفن حتى ساعة متأخرة من الليل لمتابعة المخاض الانتخابي الذي سيؤتي برئيس سيقود الجار المصري للدولة العبرية والذي قد يقلب موازين مستقرة سادت لنحو ثلاثة عقود خلت". من جانبها نوهت صحيفة "الشرق" في افتتاحيتها تحت عنوان "مصر تعيش عرسها الديمقراطي" بشفافية الأجواء التي دارت في كنفها الإنتخابات الرئاسية المصرية مستحضرة في هذا الصدد التضحيات التي قدمها الثوار كمقدمة لمخرجات العملية الديمقراطية الحالية. ولفتت الصحيفة إلى ان الآلية الانتخابية التي من خلالها عبر المواطن المصري عن تطلعاته وخيارته قد حملت من الجولة الأولى إلى الجولة الثانية رجلين نقيضين في اتجاهاتهما وفي أساليبهما لإدراة أمور الحكم والسياسة . وشددت على أنه بغض النظر عن اختلاف المدراس والتوجهات التي ينتمي لها الرئيس المسقبلي لمصر فإن الأهم هو الممارسة الانتخابية المرتبطة بخيارات وتطلعات المواطن. وأعربت"الشرق" في ختام افتتاحيتها عن أملها بأن تنتقل عدوى الحرية والديمقراطية إلى مختلف دول العالم العربي حتى يتمتع المواطن في كل أقطاره بمثل هذه الشفافية التي هو حتما يتعطش إليها، مجددة التأكيد على أن لا خوف بعد الآن على عودة الديكتاتورية إلى مصر لأن من عرف طعم الحرية لن يرضى لها بديلا