دمشق: فقدت الساحة السورية بداية العام الجاري الشاعر والفنان التشكيلي السوري زهير غانم، والذي أصدر على مدار حياته أربع عشرة مجموعة شعرية أخرها "عبير الغيوم"، كذلك قدم العديد من المعارض التشكيلية الفردية في دمشقوبيروت. وبحسب صحيفة "الخليج" شيع جثمان الراحل إلى مسقط رأسه "بسنادا" القريبة من محافظة اللاذقية السورية، وهو من شعراء جيل السبعينات في سوريا وأحد رموز الحداثة الشعرية، شكلت مجموعته الشعرية الأولى بعنوان "أعود الآن من موتي" أما مجموعته الأخيرة فصدرت قبل رحيله بوقت قصير بعنوان "عبير الغيوم". ويعد غانم إضافة مميزة سواء على المستوى الشعري أو الفني، ولد الراحل بمدينة اللاذقية على الساحل السوري عام 1949 وتخرج في قسم اللغة العربية من جامعة دمشق 1971، عمل ناقداً فنياً في بيروت، كما عمل محرراً ثقافياً في جريدة "الحقيقة"، ثم مدير تحرير لمجلة "التصدي" السياسية، ثم مدير تحرير ومشرفاً على القسم الثقافي في مجلة "العواصف"، مارس الرسم الصحفي في عدة صحف منها الحقيقة، والناقد، والنهار، والديار والعواصف. نشر قصائده للمرة الأولى في الصحف والمجلات السورية مطلع السبعينيات، وصدرت له أربع عشرة مجموعة شعرية منها: "أعود الآن في موتي، التخوم، الشاهد، مدائح الأشجار، أحوال الشخص المتباعد، هديل الجسد اليابس، صخب الياسمين" وقبل رحيله صدرت عن دار بيسان اللبنانية مجموعته الشعرية الرابعة عشرة "عبير الغيوم". من قصائده: تتراقصين الآن كالمطر الغضير على تراب القلب يخضرُّ الترابُ هنا.. وتصطفق الزهور النائمات بنا فيعلو وجهنا الفرح... حقيق ... أن نجنَّ... لنا ليالي الصيف ...والأيام تختزن التذكر ....كيف أبدأ...? لا طريقَ إليك... قد سُدَّت عليّ مرافئُ الترحال ألقيت العصا.... في قاع أغوار المدينة ...والمدينة لم تزل تغفو على الأحلام يسكنها ضباب أزرق نديان ...يصحبني... مع الفجر النحاسيّ القديم.. فأنثني فوق الرصيف... هنا يلذّ النوم... لكنّ المدينة قد تململ لحمها فصحت.... دقائق والعيون تشع من خلف الضباب.... أنا أخاف حرابهم.... إن العيون حراب تغرز فيّ ها جسدي طريٌُّ سوف يخطفني .... فأهرب للنهاية آه ما جدوى الفرار إلى النهاية فالمدينة تستعيد رؤاي تسلبني شغاف القلب تسلبني الحصافة...