عمان : ضمن برنامجه "مبدع وتجربة"، أحتفى منتدى الرواد الكبار، مساء أمس الأول، بالشاعر موسى حوامدة، بمشاركة الناقد د. مصلح النجار، في أمسية أدارها الناقد عبدالله رضوانظ. وبحسب صحيفة "الدستور" الأردنية ، استهل الشاعر موسى حوامدة الأمسية بقراءة قصيدة "الفراشات"، وقصيدة "حب برائحة الصابون" . من جهته قدم د. مصلح النجار قراءة نقدية في تجربة الزميل حوامدة، حملت عنوان "نضج الحالة الشعرية في قصيدة النثر.. موتى موسى حوامدة نموذجا"، مستعرضا، قبل ذلك، الشعر غير الموزون، والألفاظ الكتابية، وتحوّل النثر إلى نثر شعري، وتثقيف القصيدة وجعلها قصيدة مثقفة تحمل فكرا وبعدا دلاليا، من خلال الإسقاطات القرائية لدى الشاعر حوامدة. وأشار د. النجار إلى أن مجموعة "موتى يجرون السماء"، التي صدرت عن دار أرابيسك في القاهرة "تشكل منعطفا في الحالة الشعرية على مستوى النثر الذي يدعي الشعرية، أو الشعر المكتوب نثرا، في الأردن". لافتا إلى أن الحوامدة لا يصرح بنسب قصائده أو مجموعاته الى قصيدة النثر، بل يترك ذلك النسب للقراء والمتلقين. وقرأ النجار قصيدة للشاعر حوامدة بعنوان "عندما يأتي الموت"، المهداة للراحيل محمد طمليه، وقد استحوذت على انتباه الجمهور، لنبشها حالة الموت وجدليته مع الحياة. واختتمت الأمسية بقراءات شعرية للزميل حوامدة، فقرأ أكثر من قصيدة، من مثل: "سلالتي الريح وعنواني المطر"، و"حكمة الكولونيل"، و"قاطع طريق"، وغير ذلك من القصائد التي لا تخلو من مخيلة خصبة، ومخزون فكري ومعرفي كبير، ما أعطى القصائد بعدا دلاليا وثقافيا ومعرفيا. في قصيدة "سلالتي الريح" يقول : قَبْلَ أنْ تَرتطمَ الفكرةُ بالأرضِِِ قبْلَ أنْ تفوحَ رائحةُ الطينِ تَجولتُ في سوق الوشايات أحملُ ضياعي أقتلُ نفسي أنا هابيلُ وقابيل، آدمُ أنا وحواءُ نسلُ الخطيئةِ وزواجُ السوسنِ من بيتِ الطيوبْ. لعلِّي في نَسْغ الصنوبرة أو الأرزة في طَمْي النيل أو قاع التايمز لعلي ريشةٌ في جناح غراب ذرةٌ مطمورةٌ في رماد منجم فحمٍ صيني بعضُ فاكهةٍ أفريقيةٍ أو جذعُ شجرة في بنما ظلامٌ يغطي القطبَ الشمالي أو نهارٌ يشرقُ فوق المحيط الهادي لعلّي من أسلاف مغول أو من نسلِ قاتلٍ روماني، لعلي من سلالة آشورية أو من عائلة كردية، من بقايا الهنود الحمر أو من كاهنٍ هندوسي، من يجزم أنَّ دمع العين لا يتغير وأن ريحَ الخريف لا تعبرُ كلَّ أيام السنة، من يضمن أن ترابَ المقبرةِ لم يسكنْ غيمَ شتاء القرن السابق لميلاد سقراط من يثبت أن الحرارة التي طبخت جسد الفرعون تحتمس، ليست نفس الحرارة التي تعبث بوجه طفلتي الصغيرة. لَعلّي من أُممٍ كثيرة ورجال كثيرين لعلَّ لي جداتٍ روسياتٍ وعماتٍ اسبانيات واثقٌ أن مياهَ الخلقِ تدورُ بين الوديان والشهوة بين الحرير واللهاثْ، واثق أن لغتي ليست جسدي وأن أصوات الطيور ليست غريبةً عن حركة الريح والمطر. كنتُ طائراً في زمن الفرس صليبا في عهد قسطنطينْ سيفا في يد صلاح الدين كأسا في يد الخيام من يدلني عليّ ؟