انطلقت أمس الأحد فعاليات مؤتمر "القدس والهاشميون" الذي أقامه اتحاد الكتاب والادباء الاردنيين بالمركز الثقافي الملكي في إطار إحتفالات القدس عاصمة الثقافة العربية لعام 2009، بمشاركة كوكبة من المثقفين والباحثين والدارسين ويختتم اعماله اليوم. وقام الدكتور صبري الربيحات وزير الثقافة الأردني بقص شريط المؤتمر، وشدد في كلمته الإفتتاحية علي أنه الحديث عن موضوع القدس والهاشميون ربما معروف لدى الجميع. وأشار الربيحات وفقا لما ورد بصحيفة "الدستور" الأردنية الي أربعة محطات في تاريخ تلك العلاقة، المحطة الاولى عندما اختار شيخ القضاة الحسين بن علي السكنى الابدية في القدس، والمحطة الثانية أن المغفور له مؤسس الدولة الملك عبدالله الاول قضى على اعتاب القدس. و المحطة الثالثة أن جلالة الملك الحسين بن طلال رحمه الله قضى آخر ساعات حياته يفاوض من القدس ومكانة القدس لدى العرب والمسلمين، والمحطة الرابعة أن جلالة الملك عبد الله الثاني يقضي 90 % للحديث عن القدس والقضية الفلسطينية. وأكد الوزير الأردني وراعي المؤتمر أن الاسرة الهاشمية نذرت نفسها وحياتها من أجل القضايا العربية وفي مقدمتها القدس، مضيفا أن وجود القدس على الاجندة العربية كعاصمة للثقافة العربية لهذا العام يحمل دلالات. واعترف أن هناك إجماع عربي واسلامي ومسيحي لهذا العنوان، فهو عنوان هويتنا وثقافتنا والقدس تعبر بكيانها على انها رمز للثقافة العربية والاسلامية بما تحمله من تسامح ولمن يطلب السلام والحرية للبشرية. وأوضح الربيحات أن القدس مركز العالم والاديان السماوية الثلاث والتي لها صلة بالقدس ، فتاريخها يزيد عن 5000 عام واحتلت كثيرا وتحررت 60 عاما هي برهة قصير في حسابات التاريخ. وأضاف أن ثقافة الهاشميين ثقافة أمل فالاجيال القادمة عليها مسؤوليات كبيرة في المستقبل، مشيرا الى البرامج التي وضعتها اللجنة العليا للاحتفال بمدينة القدس عاصمة الثقافة العربية عام 2009 ذاكرا العديد من المؤتمرات التي ستعقد حول المدينة اضافة الى الامسيات الشعرية والفكرية والثقافية والفنية تقديرا لمكانة القدس في العرب والمسلمين. ومن جانبه شدد الدكتور صادق جودت رئيس الاتحاد في كلمته خلال الحفل الذي أداره الدكتور محمد ذيب النطافي على اهمية القدس عبر التاريخ والازمان، مشيرا الي أن هذا الحضور اجتمع اليوم لنحتفل بمناسبة القدس مدينة الثقافة العربية الاسلامية. وتابع : "لورجعنا الى نشأة هذه المدينة لوجدناها عربية المنشأ امورية كنعانية الهوية والصفات أنشأها الاموريون عند التقاء نقطة توادي الجوز مع وادي قدرون ويعود وتاريخها الى بداية العصر البرونزي المبكر ، ثم قدم اخوانهم الكنعانيون اليبوسيون بعد استيطانها وكانت صغيرة الشكل على اعلى مرتفع قرب نبع جيجون وقد شهدت نشاطا بشريا محدودا ذا نشاط زراعي ثم طورها اليبوسيون الكنعانيون واتخذت اسم يبوس بالنسبة اليهم اواورسالم اي مدينة الاله سالم الحامي والرئيس لها". وبدوره اوضح الاستاذ عبدالله كنعان امين عام اللجنة الملكية لشؤون القدس أن اللجنة الملكية تعمل ما بوسعها من اجل خدمة قضية القدس واهلها الصامدين في شتى المجالات بالتنسيق الدائم مع الوزارات والمؤسسات المعنية بالقدس في القطاعين العام والخاص ضمن ظروف دولية واقليمية ومحلية ليست طبيعية على الاطلاق. وأكد كنعان أن هذا النهج الذي اختطته لنا قيادتنا الهاشمية الحكيمة منذ عقود دليل على عمق انتماء الاردن لامته واصالة اهله الذين ظلوا يحملون الراية جيلا بعد جيل، ويتدافعون جماعات وافرادا للبناء والذود عن حمى الوطن، فكانت الاسرة الاردنية الواحدة على ما هي عليه الآن قادرة على حمل الرسالة نيابة عن الأمة. وحملت الجلسة الأولي للفعاليات عنوان"القدس تاريخ وحضارة" وترأسها الدكتور رؤوف ابو جابر ومقررها بديع رباح ، وتحدث خلالها عبدالله كنعان عن"القدس عاصمة الثقافة العربية ماذا تعني؟" وقاسم محمد صالح عن"تضحيات الجيش العربي الاردني في القدس" وعبدالله القاق عن"مدينة القدس في الصحافة ". وحملت الجلسة الثانية عنوان "السياحة والآثار في القدس" وترأسها صادق جودة ومقررها يوسف الطريفي، وتحدث خلالها رؤوف ابو جابر عن "تهويد الاوقاف في مدينة القدس"، ومحمد سعيد حمدان عن "المعالم الحضارية في مدينة القدس"، ومحمود عبد العزيز عن"الخانات والاسواق في القدس القديمة ".