فلسطين كلها عربية خالصة لذا فالقدس عربية مثلها، لأنها جزء منها، بل هي روحها، فهي لم تكن قط يهودية ولو ليوم واحد في التاريخ كله وان سيطر عليها اليهود سيطرة تامة بعد حرب 1967 كما سيطروا عليها في الماضي البعيد عندما قامت لهم فيها مملكة لم تدم غير فترة محدودة من الزمن، لأن العرب لم يرضوا بأن يقام على أرضهم حكم أجنبي غريب، ولأنهم لم يتركوا مدينتهم المقدسة ساعة من نهار، بل كانوا بها كجبالها ثابتين بثبوتها.. اليهود الصهيونيون بخاصة قوم مجبولون على الباطل الذي لم يعرف التاريخ له شبيها في كل العصور، ولكنهم لن يهنأوا بما سلبوا ما دام في الأرض عربي، وحسبنا دليلا على هذا ان دولة اسرائيل بكل قوتها تعيش في مخافة دائمة، حتى أن امنها قائم على اخافة الآخرين، وأمر القدس اليوم أعظم فاليهود يدعون انها مدينتهم المقدسة، وانه كان بها هيكلهم المقدس، ويجب ان يعيدوا بناء الهيكل وهي دعوى من دعاواهم الآثمة الشريرة، فما كانت القدس خالصة لهم قط برغم ما فعلوا بأهلها، فقد استباحوا حرمات العرب ومع هذا ثبت العرب في مدينتهم، ولم يفارقوها ولن يفارقوها باذن الله، فكلما تحدى اليهود بقوتهم وبطشهم العرب تحداهم العرب بالصبر والايمان والجهاد الدائم الذي لا ينقطع ولا يفتر. ومن البديهيات المسلم بها ان القدس عربية خالصة في عروبتها وان اسفار اليهود المقدسة لديهم تعترف بذلك وتثبته وتؤكده دون ان يحملها احد عليه، فقد جاء في سفر حزقيال (الطبعة الكاثولوكية) 16/3 (يا بن البشر، اخبر اورشليم باء رجسها، وقل: هكذا قال يهود الرب لاورشليم معدنك ومولدك من أرض كنعان، أبوك أموري وأمك حثية وفي الطبعة اليسوعية من سفر حزقيال 16/2-3 يا بن آدم عرف اورشليم برجاساتها، قل: هكذا قال السيد الرب لاورشليم مخرجك ومولدك من أرض الكنعان، ابوك اموري وامك حثيه) وفي رواية: مقصعك بدل (مخرجك) وفي سفر التكوين اول اسفار توراتهم يقول 10/15 (وكنعان ولد صيدون وحثا واليبوسي والاموري الخ) فهو يثبت ان الحثيين والاموريين اخوة ابناء كنعان العربي، وحزقيال يؤكد تكوين اورشليم ومولدها ونشأتها ويعزوهن إلى أب وأم عربيين، فالأب أموري والأم حثيه وكلاهما من كنعان، فهما عربيان ويزيد في التأكيد ان المعدن والمخرج والمولد والمقطع كنعاني. فعروبة القدسأصيلة، فهي من أرض كنعان العربية، وعندما كانت جنينا في بطن أرض كنعان العربية كانت نطفة عربية في رحم عربية، ثم كان المولد فجاء الوليد عربيا نقي العروق والدم، ثم كانت النشأة والتربية عربيتين، فبقيت على اصلها عربية حتى اليوم. وليست اسفار اليهود وحدها التي تذكر ان العرب وحدهم هم اصحاب فلسطين واورشليم، بل الوثائق والحفريات تشهد بذلك، وعلماء الاجناس والمؤرخون من غير العرب والمسلمين يؤكدون ان العرب هم دون غيرهم اصحاب فلسطين واورشليم، وقد ذكر شواهد تثبت ذلك ولو أردنا المزيد منها لملأنا صفحات كثيرة. كل أسماء القدس عربية .. حتى كلمة أورشليم عربية.