قبل أقل من أسبوع على انتخابات الرئاسة المصرية ما زال الانقسام سائدا بين التيارات الإسلامية بشأن دعم مرشح بعينه فيما يرى محللون أنه وضع سيستمر في الأغلب حتى جولة الإعادة. ويتوقع المراقبون أن تنحصر أصوات الإسلاميين بين عبد المنعم أبو الفتوح القيادي البارز السابق في جماعة الإخوان المسلمين ومحمد مرسي المرشح الرسمي للإخوان وأستاذ الفقه الإسلامي محمد سليم العوا.
وسيصب هذا الانقسام في صالح مرشحين آخرين بما في ذلك المحسوبين على نظام الرئيس السابق حسني مبارك الذي أطاحت به انتفاضة شعبية في مطلع العام الماضي بعد ثلاثة عقود على رأس السلطة دون منافس.
وتجرى الانتخابات التي يتوقع ان تكون أول انتخابات رئاسية ديمقراطية في تاريخ البلاد يومي الأربعاء والخميس المقبلين 23 و24 مايو في حين أدلى المصريون في الخارج بأصواتهم بالفعل. وتجرى جولة الإعادة في حالة عدم حسم النتيجة من المرحلة الأولى يومي 16 و17 يونيو حزيران.
ولم يجزم حازم صلاح أبواسماعيل أبرز مرشحي التيار السلفي قبل استبعاده من السباق لحصول والدته على الجنسية الأمريكية موقفه بعد من دعم مرشح بعينه.
وقال أبو إسماعيل في لقاء مع أنصاره بأحد مساجد العاصمة المصرية هذا الأسبوع "لن أقول من ترشحون ولكن المهم أن يكون لنا موقف في الانتخابات الرئاسية وألا يعود شخص من نظام مبارك ليحكم."
وقال ياسر سلامة وهو من الحملة التطوعية لدعم ترشيح أبو إسماعيل إن مؤيديه يقررون من ينتخبونه كل حسب مرجعيته لأنه لا يوجد تنظيم يجمعهم تحت مظلته لكن أصواتهم ستنقسم بين أبو الفتوح ومرسي.
وذكر سلامة أن سقف تطبيق الشريعة لدى ناخبي التيار الإسلامي واحد لكن أبو الفتوح ومرسي لا يعرضونه "بالشكل المرضي لنا كما كان الحال مع الشيخ حازم."
وأفادت تقارير إعلامية أن أبو إسماعيل سيبلغ أنصاره يوم السبت بمن يوصيهم بدعمه لكن أسامة الدليل رئيس قسم الشؤون الخارجية بمجلة الأهرام العربي يهون من حجم التأثير الانتخابي لقاعدة مؤيدي أبو إسماعيل.
ويقول "المال السياسي كان وراء تضخم ظاهرة حازم صلاح أبو إسماعيل.. هناك مؤشرات متعددة -وأشار العوا إليها ذات مرة- على أن هذه الكتل (أصوات الإسلاميين) سوف يتم توجيهها بنفس الطريقة التي تم حشدها لحازم."
وتباينت آراء الأحزاب ذات المرجعية الإسلامية في مصر حول تأييد أي مرشح في الانتخابات ففي حين أعلن حزب النور السلفي دعمه لأبو الفتوح قال حزب الأصالة السلفي إنه سيدعم مرسي.
وأكد عادل عبد المقصود عفيفي رئيس حزب الأصالة أن الحزب اتخذ قراره منعا لتفتيت أصوات ناخبيه بين المرشحين الإسلاميين وأن "غالبية التيار السلفي في القاهرة والمحافظات المختلفة تقف خلف الدكتور مرسي إلا البعض في الإسكندرية وعدد من المناطق."
وقال حزب النور السلفي إن أبو الفتوح حصل على أكثر من 75 في المئة من الأصوات في استفتاء على مرشحي الرئاسة في اجتماع عقد الشهر الماضي لمجلس شورى الدعوة والهيئة العليا والكتلة البرلمانية للحزب.
ومن جانبه هاجم الداعية محمد عبد المقصود حزب النور والتيار السلفي خلال مؤتمر لجماعة الإخوان المسلمين بمحافظة الجيزة الأسبوع الماضي وقال إن قادة السلفيين "مارسوا الضحك على الذقون".
وأضاف "عندما قالوا إن العوا أفضل مفكر ومشروع مرسي الأقوى بين البرامج ولذلك سنختار أبو الفتوح فهل كانت هذه مزحة أم فزورة منهم؟"
وقال مصطفى حمزة رئيس مجلس شورى الجماعة الإسلامية بالخارج ان تأييد "مرسي يحقق نهضة مصر واستقرارها ... فهو الأقرب لمنهج الجماعة الإسلامية وأفكارها وطموحاتها وهو ما يحتم مراجعة الموقف قبل إجراء الانتخابات."
وطالب حمزة الدعوة السلفية وذراعها السياسية حزب النور بإعادة التفكير في دعم أبو الفتوح "والعودة إلى منهج السلف وإعلان تأييد مرسي."
وأعلن حزب الوسط الذي يضم أعضاء سابقين في جماعة الإخوان تأييده لأبو الفتوح في انتخابات الرئاسة وقال إن نتيجة تصويت داخلي بالحزب أسفرت عن فوز أبو الفتوح بحصوله على نسبة 63% ثم العوا بنسبة 23%.
وعلى الرغم من انقسام آراء الأحزاب ذات المرجعية الدينية في مصر فإن أحمد عبد العليم وهو كاتب وباحث سياسي مصري قال لصحيفة الشروق إن "وصول مرشح إسلامي لجولة الإعادة مع مرشح ليس محسوبا على تيار الثورة يعني حالة جديدة من التوافق من جديد بين تيارات الإسلام السياسي في دعم هذا المرشح الإسلامي"،وأضاف أن ذلك "سيكرس لحالة الصعود الإسلامي".