سلطت صحيفة "ديلي تليجراف" البريطانية الضوء على تقرير نشرته منظمة هيومان رايتس ووتش أمس الاثنين بصدد الهجمات الجوية التي شنها حلف شمال الأطلنطي الناتو في ليبيا العام الماضي قائلة "إن المنظمة اتهمت الناتو بالفشل في الاعتراف بنطاق الأضرار الجانبية الناجمة عن حملته التي ساعدت في الإطاحة بالعقيد معمر القذافي ، داعية إلى ضرورة تعويض الضحايا المدنيين والتحقيق في الهجمات التي قد تكون غير قانونية. ونقلت الصحيفة - في سياق تقرير أوردته اليوم الثلاثاء على موقعها الالكتروني - عن فريد آبراهامز المستشار الخاص بمنظمة هيومان رايتس ووتش قوله ، في بيان ، "لم يكن مسموحا بشن ضربات سوى على أهداف عسكرية ومازالت هناك علامات استفهام جادة حول بعض الحالات عما كانت قوات الناتو تستهدفه تحديدا". وقالت الصحيفة "إن منظمة هيومان رايتس ووتش اعترفت أيضا بأن الناتو كان حريصا على تقليل الخسائر في صفوف المدنيين وأن دولا مثل روسيا ، التي وجهت اتهامات بشأن وقوع ضحايا من المدنيين على نطاق واسع ، فعلت ذلك "لتسجيل نقاط سياسية".
وأعرب حلف الناتو عن اعتقاده بأن عمليات القصف التي شنها في ليبيا والتي بدأت في نهاية مارس 2011 ، كانت ناجحة .. فقد قام الحلف بنحو 26 ألف طلعة جوية من بينها 9600 غارة.
وتطرقت منظمة هيومان رايتس ووتش غير الحكومية التي ترتكز على تحقيقات تقوم بإعدادها على المواقع التي دمرت أثناء النزاع وبعده ، بصفة خاصة إلى الهجوم على قرية ماجر الواقعة على بعد 160 كيلومترا شرق طرابلس في 8 أغسطس 2011 والذي راح ضحيتها 34 مدنيا. وكانت منظمة حقوق الإنسان قد طالبت بفتح تحقيق لتحديد أسباب مقتل 73 مدنيا على أقل تقدير ، من بينهم 20 امرأة و 24 طفلا في ثمانية مواقع كانت "هيومن رايتس ووتش" تفقدتها في ليبيا في أعقاب الغارات الجوية للناتو التي هاجمت خلالها أهدافا غير محددة المعالم ضمن الحملة العسكرية للحلف في ليبيا خلال الفترة من مارس إلى أكتوبر من عام 2011.