القاهرة: طرحت ندوة صناعة المعاجم والموسوعات العربية والمعربة التي نظمتها لجنة الكتاب والنشر بالمجلس الأعلى للثقافة مشكلات انتاج هذه المعاجم والموسوعات، في ظل افتقاد تقاليد العمل الجماعي وغياب المؤسسية. ودعت أوراق الندوة وتوصياتها إلى إصدار دائرة معارف عربية من مصر، وإصدار قاموس تاريخي للغة العربية يشرح ميلاد مفرداتها واختلاف معانيها وتطورها, وانتقدت تعثر مشروع المعجم التاريخي للغة العربية الذي نشأت فكرته مع تأسيس مجمع اللغة العربية في عام1934 . وناقشت الندوة معاجم التراث, وقال الدكتور عاطف العراقي أستاذ الفلسفة أن العرب القدامي كان لهم اسهاماتهم العديدة في صنع الموسوعات, وأكد في ورقته أنه إذا أردنا التأريخ للمعاجم والموسوعات فيجب أن نخصص مساحة بارزة لمجهودات العرب في هذا المجال وتساءل عن المصادر التي استفاد منها مفكرو العرب في مجال الموسوعات, وأعادها إلى مصادر دينية إسلامية وأخرى يونانية وعلى رأسها أرسطو وفلاسفة مدرسة الاسكندرية. ومن جانبها, أرجعت الدكتورة عايدة نصير أستاذة المكتبات والنشر تأليف الموسوعات العربية إلى القرن الأول الهجري بتأثير الفتوحات لبلدان ذات حضارات عريقة. ووجهت الندوة اهتماما لافتا إلى الموسوعات والمعاجم الالكترونية, وأشار الدكتور شريف اللبان أستاذ الصحافة إلى الحجم المتواضع لمساهمة العرب في الموسوعات الالكترونية علي شبكة الانترنت, وقال في ورقته كما نقلت عن هصحيفة "الأهرام" المصرية: أن من جملة المزايا التي تتميز بها الموسوعة الرقمية علي نقيض الموسوعة المطبوعة هو انه يمكن لصاحبها تحديث محتواها ومواكبة مستجدات العلوم في حين تتقادم النسخة المطبوعة يوما بعد يوم كما أشار الي ان الموسوعة الرقمية تشمل بالاضافة الي النصوص المكتوبة عددا من الوسائط المتعددة كالفيديو والخرائط والصور والملفات الصوتية. لكن الدكتور اللبان نبه كذلك إلى سلبيات الموسوعات الالكترونية وعلي رأسها مشكلة مصداقية المعلومات, وقدم ثلاثة نماذج من الموسوعات الالكترونية باللغة العربية علي شبكة الانترنت, مشيرا الي تواضع محتواها وعدد مداخلها مقارنة بالموسوعات المتوافرة علي ذات الشبكة باللغات الأجنبية. علي سبيل المثال فإن موسوعة الويكبيديا باللغة العربية تحوي نحو100 ألف مدخل بينما تضم الموسوعة باللغة الانجليزية مايزيد على12 مليونا. والقي محمد عبد اللطيف رئيس اتحاد الناشرين العرب كلمة قال فيها أن المعاجم والموسوعات تبرز هوية الأمم الثقافية وهي بمثابة صناعة ثقيلة تستغرق زمنا طويلا وتتطلب كلفة عالية, وأشار إلى أن دور النشر التي تعمل في مجال صناعة الموسوعات والمعاجم تحتاج إلى المساندة والدعم. وفي ختام أعمالها, أصدرت الندوة 15 توصية, تضمنت طرح مشروع قومي عربي لانشاء صندوق خاص لدعم صناعة المعاجم والموسوعات العربية سواء التي يصدرها أفراد أو مؤسسات والاهتمام باصدار موسوعات ومعاجم عربية عامة ومتخصصة وترجمة الموسوعات ذات القيمة المرجعية العالية, فضلا عن دعم اصدار دائرة معارف لا تعتمد علي الترجمة الكاملة واصدار معجم إنجليزي عربي.