اعتبر الأمين العام ل"حزب الله" حسن نصرالله أن "هدف حرب يوليو كان سحق المقاومة ولم يكن لاستعادة أسيرين، ولإخضاع لبنان كجزء من تحضير المنطقة لوضع يطال فلسطين وسوريا وإيران، لإقامة شرق أوسط جديد، وإلحاق لبنان بمشروع الإستسلام العربي، لكن هذا المشروع فشل". وتسائل خلال احتفال "الوعد الاجمل" في الضاحية الجنوبية مساء الجمعة 11 مايو: "لماذا يلجأ العدو الإسرائيلي الى هذا الحجم من التدمير عندما يواجه مقاومة؟ ولماذا لا يكتفي بإستهداف النقاط العسكرية أو القتال في الميدان؟ لماذا تدمير البيوت، المدارس، البنى التحتية؟ هل لحاجات عسكرية؟".
واوضح قائلا: "إنها جرائم حرب قام بها بهدف تدمير البيئة الحاضنة لأية مقاومة، وأن تدفع ثمن خيارها في حماية المقاومة. العدو الإسرائيلي يتعمد تحويل حياة الناس الى جحيم، وأيضا كي وعي الناس ليستسلموا ويقبلوا بالفتات".
وأشار الى انه "وكما إحتفلنا في 22سبتمبر 2006 بالانتصار الإلهي الكبير، نحتفل اليوم بإنتصار البقاء في الأرض والحياة بكرامة لا في ذل تحت الإحتلال. نحتفل بإنتصار الإعمار وبقاء الحياة في أرضنا هنا".
ولفت الى ان "أصحاب الشقق المدمرة أصروا على العودة الى بيوتهم والبقاء فيها بعد الإعمار". "انها حرب إرادة وبقاء"، منوها ب "جرأة الناس في قرارهم الشجاع بالعودة يوم 14اغسطس 2006".
وقال "يومها اتصلت بالأخوة في إيران خلال فترة الحرب لأن معلومات وصلتنا عن رهانات يتحدثون عنها تفيد بأن ضغوطا اجتماعية ستمارس على حزب الله نتيجة لهذا الدمار".
وأعلن أن "الإمام الخامنئي والرئيس نجاد استجابا لتلبية متطلباتنا فوصلت النصرة، لنبدأ العمل منذ اليوم الأول ولم ننتظر الدولة لأنها ستكون بطيئة حتى لو حسنت نياتها، في حين كنا نحتسب الوقت بالدقيقة".
وأكد أن ملف الإيواء والترميم تم بأموال الجمهورية الإسلامية الإيرانية وقبل أن تباشر الدولة ذلك.
وقال "لدينا أزمة دولة في لبنان، ولو انتظرناها لما عاد الناس الى بيوتهم بسبب البيروقراطية ولا أتحدث هنا عن سوء نية، لكن الجهات الحكومية للإنصاف لم تكن متعنتة، مشيرا الى دور الرئيس بري الايجابي في هذا المجال، من خلال تعاونه مع الحكومة.
وقال ان "الحكومة يومها قدمت الدفعة المالية الاولى وان شاء الله ستدفع الثانية"، متسائلا من جهة ثانية ان "أموال تسلمتها الحكومات السابقة من دول عربية للإعمار ونسأل اين انفقت؟".
وكشف نصر الله ان "العدو الإسرائيلي شن على مناطق المقاومة 10 آلاف غارة حربية بالصواريخ، و3 آلاف غارة مروحية، في حين انه في حرب 1967 بلغت مجموع الطلعات الجوية على جميع الدول العربية المشاركة في الحرب 4538 غارة جوية، لا نعرف عدد الطلعات التي نفذت قصفا".
واعتبر ان "هذا يدل على الحقد على هذه المقاومة التي هزمت العدو واذلته، وذكر ان 75 الف قذيفة اطلقها العدو في حرب 67 على الدول العربية، في حين بلغت 177 الف قذيفة مدفع علينا".
وقرأ نصر الله نصا من التقرير الإسرائيلي بعد حرب 33 يوما ووصفه للقصف المدفعي بالاهوج.
وأكد مجددا "أن المقاومة التي أرادوا أن يسحقوها ازدادت قوة وقدرة"، مخاطبا أهل الضاحية "أن اليد التي عمرتم معها موجودة على الزناد لتفرض على الإسرائيلي معادلة جديدة، وكل مبنى سيهدم في الضاحية ستهدم مقابله مبان في تل ابيب".
وأوضح: "كان بإمكاننا ان نضرب تل ابيب في العام 2006، لكننا أردنا تجنب العاصمة بيروت، لكننا اليوم يمكننا ضرب أهداف محددة في تل ابيب. لقد انتهى الزمن الذي نهجر فيه ولا يهجرون وانتهى الزمن الذي نخاف فيه ولا يخافون بل اقول لكم جاء الزمن الذي سنبقى فيه وهم الى زوال". وطالب بتقديم المال لأهل غزة "وهم يتدبرون أمورهم قادرون على ذلك".
وشدد على "التضامن مع الأسرى الفلسطينيين في معركتهم"، وقال "عندما دخل آلاف الأسرى الفلسطينيين في إضراب عن الطعام لم يحرك احد من العرب والاتحاد الأوروبي والعالم والأمم المتحدة ساكنا وهذا محزن، وعندها فهمت كيف لم يناصر احد المعتقل عبد الهادي الخواجة في البحرين، سائلا "اين هم العرب والمسلمون إزاء الأسرى في السجون الإسرائيلية؟".
ودعا الحكومة اللبنانية الى الانتهاء من إعمار مخيم نهر البارد، آسفا "لربط هذه المماطلة بالعامل السياسي"، ومحذرا من مشروع تحويل الفلسطينيين في لبنان الى جالية لأن في ذلك إلغاء لحق العودة وخدمة لإسرائيل، وطالب بإعطاء الحقوق الإنسانية للفلسطينيين كلاجئين في لبنان.
ونفى الشائعات القائلة بأن حزب الله يدفع شباب البحرين لتبني العنف، وقال "نؤيد الحراك السلمي الذي يقوم به أهلنا في البحرين، وسيؤدي لا بد الى نتيجة"، متهما السلطة في البحرين بأنها "تعمد الى استفزاز الناس لجرهم الى العنف".
وفيما يخص الأزمة السورية اعتبر نصر الله "ان الأيدي التي عبثت في العراق ودمرت وقتلت وفجرت المساجد والكنائس ومراكز الدولة دون أي حس إنساني، هي نفسها التي تريد تدمير سورية".
وعبر عن قناعاته بأن "أمريكا والغرب وإسرائيل وبعض الجهات الإقليمية تريد تدمير سورية ثأرا منها لمساعدتها المقاومة في لبنان وفلسطين، وأودت بمشروع بوش الشرق أوسطي". واتهم بعض الدول العربية وحكوماتها بتصدير الانتحاريين الى العراق سابقا، ووصف هذا القتل المريع بالمنهجي، تاركا الجواب للشعب السوري".
وعن لبنان قال "يبدو ان الانتخابات النيابية قد بدأت منذ الان"، متمنيا "الا نغلق الأبواب على الأفكار المقترحة حول قوانين الانتخاب". واعلن "نحن مع اجراء الانتخابات النيابية في موعدها"، مؤكدا ان السلاح باق وبالتالي لا ضرورة لربط الانتخابات بوجود السلاح، وقال ان "السلاح وخاصة الكلاشنيكوف موجود في بيوت كل اللبنانيين".
وعن قانون الانتخاب قال "في ظل اي قانون انتخابي يستطيع حزب الله الحفاظ على حصته، لكن هناك شعورا لدى شرائح بعدم قدرتها على الوصول الى المجلس بسبب اعتماد قانون الانتخاب الاكثري، و"بالحق والعدل والإنصاف ان النظام النسبي لا يلغي احدا، ولكن يلغي الأحادية في الطوائف".
وأكد أن النسبية تتيح التمثيل الأفضل في المجلس النيابي. واعلن ان حزب الله يؤيد نظام النسبية في حال تعذر لبنان دائرة واحدة.
وتطرق الى حادثة 7مايو 2008 وقال "في كل عام يفتح هذا الملف ويستخدم التحريض المذهبي والطائفي". وعلق قائلا "اما يستخدموه لشد عصب جماعاتهم، او لاعتقادهم ان منطق حزب الله ضعيف، او يريدون جرنا الى سجال لالهاب البلد".
ودعا الى "تجنب التحريض لمنع الفلتان الأمني، لأن كل ما حولنا يضج بالأحداث والضغوط"، وقال "نحن فقأنا عين الفتنة ومنعنا الفتنة السنية-الشيعية".
واختتم قائلا ان "ما حصل في بيروت يومها مواجهة لها أسبابها وخلفياتها المحلية والإقليمية والدولية".
ورأى "ان تيار المستقبل سيبقى يستخدم هذا الملف لأنه يفتقد اي مشروع وطني"، وكرر قوله "أن المواجهة في 7 مايو لم تكن مع السنة بل مع تيار المستقبل الذي يحتكر التحريض في هذا الملف لأنه يريد احتكار تمثيل الطائفة السنية، واصفا "بعض الشيعة والسنة بالفلتانين على مواقع الانترنت بالتحريض".