القاهرة: استهل الروائي المصري علاء الأسواني الندوة التي نظمها المركز الثقافي بنادي الرحاب في القاهرة أول أمس بعبارة "نحن في حالة هزيمة حضارية، والإرادة الوطنية غير مستقلة"، معتبرا أن "الثقافة من المكتسبات الخالدة التي لا يمكن محوها"، وأن "كل الأعمال التى تقوم بها وزارة الثقافة المصرية يمكن أن توكل إلى وزارة السياحة، لأنها لا تمت للثقافة بصلة". وأشار الأسواني بحسب صحيفة "الدستور" الأردنية إلى أن الأديب في مصر لا يستطيع أن يتعيش من أدبه؛ فنجيب محفوظ ظل موظفا حتى سن التقاعد. ورأى الأديب أن حقوق الملكية لا تتم حمايتها في مصر، وأن الحكومة تتعمد ذلك حتى يظل الأديب والمفكر والمثقف في حاجة إليها، لأنها لا تستريح لفكرة الكاتب المستقل "الذي يغرد خارج الحظيرة". أكد الأسواني أيضا أنه لم يتقاضى مليما واحدا من الحكومة المصرية، لذا فهو يكتب ما يريد أن يكتب ، معتبرا أن كثيرا من الكتاب يتقاضون رواتب شهرية من وزارة الثقافة مقابل كتابة ما يمليه عليهم النظام ، رغم أن الأديب يجب أن يكون صاحب موقف سياسي واضح يدافع عن قيم الحرية والعدالة ولا يجوز أن يلوذ بالصمت. وعن شخصيات الرواية يقول الأسواني: "يجب أن تتحدث شخصيات الرواية بلسانها وليس بلسان الأديب، فرأي الكاتب الشخصي لا يجب أن يأتي على لسان شخصياته في العمل الروائي ، وهذا لا يمنع أن يكون للأديب رأي، لكنه يأتي على مستويات عميقة جدا داخل العمل". ويرفض الأسواني أن تكون حرية الإبداع والكتابة مطلقة وبلا قيود أو ضوابط ، مؤكدا رفضه التصادم مع المشاعر الدينية في أعماله الروائية. وعن الفرق بين نص الرواية ونص الفيلم "السيناريو" يقول الأسواني: "الرواية بها سلطة خيال وأنت تقرأها لكن الفيلم الروائي ليس به سلطة خيال لأن المخرج يحدد النهايات الخاصة بالشخصيات، وأنا راضْ تماما من الناحية الفنية عن فيلم "عمارة يعقوبيان" وإن كنت لا أسأل عنه لأنني لست منتجه أو مخرجه".