يتوجه السوريون غدا الاثنين لانتخاب 250 عضوا منهم 127 عن العمال والفلاحين و127 عن باقى الفئات من بين حوال 7 الاف مرشح لتمثيلهم في مجلس الشعب. وإن كانت هذه الانتخابات هى الاولى التى تشهدها سوريا بعد اندلاع الاحداث الاخيرة فى شهر مارس من عام 2011 كما انها اول انتخابات تشهدها البلاد فى ظل الدستور السورى الجديد.. الا أن بعض الاحزاب وعدد من الشخصيات العامة أعلنت قبل ايام عن انسحابها من خوض سباق الانتخابات.
وأعلنت وزارة الاعلام السورية أنها وجهت الدعوة إلى 173 من الشخصيات الاعلامية والسياسية تضم مندوبين لوسائل اعلام عربية وأجنبية من دول مختلفة لمواكبة انتخابات مجلس الشعب اضافة الى 122 وسيلة اعلامية موجودة على الاراضي السورية في اطار متابعتها للاحداث، وستكون في تغطية مباشرة للانتخابات وستتواجد في مراكز الاقتراع المنتشرة في كافة المدن والبلدات والقرى والمحافظات السورية.
وقد توقفت صباح اليوم /الاحد/ الدعاية الانتخابية .. حيث نصت المادة /30/ من قانون الانتخابات العامة فى سوريا على توقف الدعاية الانتخابية قبل أربع وعشرين ساعة من التاريخ المحدد للانتخاب ولا يجوز لاى شخص أن يقوم بعد توقف الدعاية الانتخابية بنفسه أو بوساطة الغير بتوزيع برامج أو منشورات أو غير ذلك من وسائل الدعاية الانتخابية.
وشهدت ساحات وشوارع مختلف المدن والمحافظات السورية وبعض القنوات الفضائية الدعائية ومحطات اذاعية محلية ووسائل الاتصال الالكترونية الحديثة من مواقع الكترونية وصفحات التواصل الاجتماعية ورسائل أجهزة هواتف الخلوى خلال الاسابيع الماضية حملات الدعاية الانتخابية حاول من خلالها المرشحون تعريف الناخبين بالمرشحين وبياناتهم الانتخابية ووعودهم المختلفة بهدف كسب أصوات الناخبين.
وساهمت الدعاية الانتخابية واعلان مختلف قوائم التحالفات الحزبية والسياسية والمستقلين للمرشحين وعقد ندوات حوارية وتلفزيونية فى تعريف الناخبين ببعض البرامج الانتخابية للمرشحين ونشر ثقافة الانتخابات وجعل الناخب يدرك أن لصوته الانتخابى قيمة فى ايصال المرشح الذى يختاره الى قبة المجلس ليمثله فى نقل همومه والمساهمة فى أداء الدور الرقابى على السلطة التنفيذية التى شهدت فى فترات سابقة فجوة بينها وبين متطلبات وتطلعات الشعب فى تعميق الديمقراطية والعدالة الاجتماعية.
وتشارك الأحزاب والكتل والقوى السياسية والمستقلون ترشيحا واقتراعا فى قضائى مستقل يضمن النزاهة للناخبين فى اختيار ممثليهم لمجلس الشعب القادم.
ووفقا لقانون الانتخابات العامة فى وقت تشهد فيه سوريا إصلاحات شملت مختلف مناحى حياة المجتمع السورى توجت باقرار دستور جديد للبلاد. وينص قانون الانتخابات العامة على أن يجرى الانتخاب بالاقتراع العام والسرى والمباشر والمتساوى ولكل ناخب صوت واحد.
ويتمتع بحق الانتخاب كل مواطن سورى من الذكور والاناث أتم الثامنة عشرة من عمره ما لم يكن محروما من هذا الحق بينما يوقف حق الانتخاب والترشيح عن عسكريى الجيش والشرطة طوال وجودهم فى الخدمة.
وتتولى اللجنة العليا للانتخابات التى تتمتع بالاستقلال التام فى عملها عن أى جهة أخرى الاشراف الكامل على ادارة الانتخابات وتتخذ الاجراءات اللازمة لضمان نزاهتها وحريتها من خلال العمل على تأمين تطبيق أحكام قانون الانتخابات العامة واتخاذ الاجراءات اللازمة للعملية الانتخابية وتنظيم وسائل الاشراف عليها ومراقبتها وتسمية أعضاء اللجان الفرعية والاشراف على عملها واعلان نتائج الانتخاب النهائية لعضوية مجلس الشعب.
وأكد القاضى المستشار خلف العزاوى رئيس اللجنة العليا فى تصريح أن لجان الانتخاب بمختلف مراكز الدوائر الانتخابية بالمحافظات أدت اليمين القانونية بحضور اللجان القضائية الفرعية وتسلمت كافة مستلزمات العملية الانتخابية من صناديق الاقتراع وأوراق موضحا أن العملية الانتخابية ستبدأ الساعة السابعة من صباح الاثنين 7/5/2012 وتستمر دون انقطاع حتى الساعة الثانية والعشرين منه حيث تبدأ لجان الانتخاب بفتح الصناديق علنا وتقوم بجمع وفرز أصوات الناخبين بحضور المرشحين أو وكلائهم وارسال النتائج الى اللجان القضائية الفرعية بالدوائر الانتخابية التى تقوم بدورها بجمع نتائج كافة مراكز الانتخاب وارسالها الى اللجنة العليا للانتخابات التى ستقوم باعلان النتائج النهائية للانتخاب.
وأوضح المستشار العزاوى ان اللجنة العليا للانتخابات فى حال انعقاد دائم ومستمر لغاية اعلان النتائج النهائية لانتخاب أعضاء مجلس الشعب.
وقد أدى أمناء صناديق الدائرة الانتخابية في المحافظات أمس اليمين القانونية أمام أعضاء اللجان الفرعية للانتخابات في كل مدينة .. وأشار الحضور الى أهمية الانتخابات كونها تسهم في تعزيز التجربة الديمقراطية التي تشهدها سوريا وتعمل على تكريس مبادئ اللحمة الوطنية وتماسك الشعب السوري أمام التحديات والمخططات التي تواجه سوريا.
وقد وصل عدد الأحزاب السورية المرخصة حديثا التي أعلنت انسحابها من الانتخابات التشريعية إلى أربعة أحزاب، كما شهدت الفترة الماضية انسحاب مرشحين مستقلين وخاصة في محافظة ريف دمشق.
فقد أعلن حزب الأنصار وحزب الطليعة وحزب التضامن، الانسحاب من المشاركة في الانتخابات، لتنضم إلى حزب رابع لم يقرر المشاركة، هو حزب التنمية الوطني وجاء في أبرز أسباب الانسحاب صدور قائمة الوحدة الوطنية التي يترأسها حزب البعث العربي الاشتراكي التي تضم مرشحين عن ائتلاف الجبهة الوطنية التقدمية.
وقال الأمين العام لحزب التضامن عماد الخطيب إن قرار الانسحاب له علاقة بالمشهد السياسي المقبل ، مشيرا إلى أنه كانت هناك توجيهات من القيادة السياسية أن يقوم البعث بالتحالف مع الأحزاب كافة، لا سيما الجديدة وعلى ذلك لم نقم كحزب بأي نشاط بانتظار أن يعلن البعث تحالفاته التي رأى أنها في المحصلة لن تؤدي إلى جديد في مجلس الشعب.
على الصعيد ذاته .. أعلن رئيس إتحاد العمال العام فى سوريا شعبان عزوز عدم نيته خوض انتخابات مجلس الشعب القادمة، في موقف لم يكن متوقعا في وقت سارع فيه عزوز إلى تقديم أوراقه للترشيح والبدء بحملة انتخابية واسعة توقفت في اللحظات الأخيرة، مكتفيا بالقول " أنه لا يريد خوض انتخابات هذا العام لأسباب شخصية رفض خوض في تفاصيلها.
وكان عزوز متحمسا في بداية الأمر للدخول في ماراثون الوصول إلى كرسي في مجلس الشعب، وكان في وقت سابق قد حقق فوزا لأكثر من مرة في هذه الانتخابات ويوصف بأنه المرشح الأقوى الذي سيغيب عن المشهد هذا العام.
يأتي هذا في وقت أعلنت المرشحة الأقوى في الحركة النسائية أسماء كفتارو نيتها عدم الترشح لانتخابات مجلس الشعب الجارية في السابع من شهر مايو الحالي. وذكرت في تصريح لموقع /دامس بوست/ السورى الاليكترونى أنها لم تر فائدة من ترشحها بسبب غياب ما وصفته بالمنافسة الشريفة، منوهة أنها لن تستطيع تقديم شيء لمن يمنحها الثقة من خلال صوته.
من جهته انسحب التاجر السوري المعروف بهاء الدين حسن ولم يبد أي رغبة بخوض انتخابات المجلس لهذا العام ، مشيرا الى أن موقفه الأخير جاء بناء على رغبة منه لفسح مجال واسع أمام من سماهم شباب سوريا الواعد الذي يجب أن يكون له دور في هذه المرحلة الحساسة.
كما انسحب بعض المرشحين المستقلين في محافظة ريف دمشق من سباق الانتخابات، حيث عبر بعضهم عن خيبة أملهم لأن قيادة حزب البعث لم تف بوعودها في التخلي عن أكثر من خمس فرص أمام المستقلين في قوائمها بريف دمشق، مما أفضى إلى تقييد هامش المنافسة.
وأدلى بعض المنسحبين إن هناك طوابيرا من المرشحين المستقلين، لذلك قرر بعضنا الانسحاب ،وإلى جانب هؤلاء فلا يزال بعض المرشحين المستقلين على إصرارهم بالاستمرار في خوض الانتخابات، إلا أن أعدادهم قليلة نسبيا حيث سيتنافس نحو 80 ممن يحدوهم الأمل، للفوز بأحد (الكراسي- الفرصة) الثلاثة التي أخلتها قائمة الوحدة الوطنية في قائمتها المعلنة.
وفي لفتة صريحة، قال أكثر من مرشح مستقل إن ترشحهم إلى انتخابات مجلس الشعب منذ البداية لم يكن طمعا في الحصول على مقعد، ولكنهم اندفعوا آملين بالحصول على قرض مالي .. وأضاف هؤلاء بعد صدور قرار عدم منح القروض للمرشحين سارعنا إلى تقديم أوراق الانسحاب، مشيرين إلى أن صدور القائمة الحزبية وعدم تخلي "البعث" إلا عن ثلاث فرص أمام المستقلين قطع بصيص الأمل.
وأشار منسحبون إلى أن قيادة البعث تعهدت بالتخلي عن خمسة مقاعد للمستقلين كحد أدنى وسبعة مقاعد كحد أعلى، كما تجاهلت مطالب بعض المستقلين بتعديل قائمة الوحدة الوطنية لانتخابات مجلس الشعب برفع حصة مقاعد المستقلين ضمنها من ثلاثة لأكثر من ونقلت صحيفة /الوطن/ عن مصادر حزب البعث في ريف دمشق أن هناك منسحبين بالجملة تقدموا خلال الايام الماضية بأوراقهم إلى اللجنة الفرعية الخاصة بالانتخابات عن طريق فرع الحزب، وعزت المصادر السبب إلى أنه بعد صدور قائمة الوحدة الوطنية التي تمثل تحالف أحزاب الجبهة من أسماء بعض رفاقنا، تقدم هؤلاء بأوراق الانسحاب مباشرة إلى اللجنة الفرعية للانتخابات امتثالا لتعليمات قيادة الحزب.
على صعيد اخر .. أعلنت وزارة الداخلية السورية أنها أنهت كل مستلزمات عملية انتخاب أعضاء مجلس الشعب للدور التشريعي الأول للعام 2012 من صناديق الاقتراع والحبر السري الخاص بالانتخاب والستائر القماشية الخاصة بالغرف السرية للمراكز الانتخابية إضافة الى جميع المطبوعات التي تحتاج اليها مراكز الانتخاب في عملية الاقتراع.
وأوضح العميد حسن جلالي معاون وزير الداخلية السوري ان عدد المواطنين الذين أتموا الثامنة عشرة من العمر بلغ 14 مليونا و 788 ألفا و644 شخصا بمن فيهم المغتربون وعسكريو الجيش والشرطة الذين لا يحق لهم الانتخاب طيلة فترة وجودهم بالخدمة موضحا أنه بإمكان المغتربين الراغبين بالانتخاب والمواطنين القادمين والمغادرين يوم غد ممارسة حقهم الانتخابي في مراكز الانتخاب التي وضعت في المنافذ البرية والبحرية والجوية شريطة أن ينتخبوا مرشحي الدائرة الانتخابية التي توجد فيها المنافذ وذلك دون الرجوع الى مكان القيد الأصلي للناخب.
وبلغ عدد المرشحين لعضوية مجلس الشعب القادم الذين ينتمون لمختلف شرائح وأطياف ومكونات المجتمع 7195 مرشحا ومرشحة فى 15 دائرة انتخابية منهم 2632 يحملون شهادات جامعية و710 سيدات وسيتنافسون من خلال 12152 مركزا انتخابيا فى مختلف أنحاء سوريا على 250 مقعدا فى مجلس الشعب منها 127 مقعدا مخصصا لقطاع العمال والفلاحين و123 لقطاع باقى فئات الشعب.
وينتخب مجلس الشعب كل أربع سنوات بشكل مباشر ويبلغ عدد أعضائه 250 عضوا بينهم127 عضوا يمثلون العمال والفلاحين و123 يمثلون باقى فئات الشعب فى 15 دائرة انتخابية.