رتب كل من الرئيس الفرنسي المنتهية ولايته نيكولا ساركوزي والمرشح الإشتراكي فرانسوا هولاند المكانين الرمزيين الذين سيحتفل كل منهما فيه بالفوز بعد إعلان نتائج جولة الإعادة للانتخابات الرئاسية مساء اليوم الأحد. فمن جانبه قال فريق هولاند "إن المرشح اليساري سيقبع في مكتبه بمنطقة كورزير حيث سيدلي بصوته أيضا على أن يتحدث إلى ناخبيه بعد إعلان النتائج النهائية "أيا كانت" لمدة قد تستغرق 20 دقيقة في ساحة كاتدرائية كوريز على أن يغادر بعد ذلك إلى باريس ومن المقرر أن يحتفل بساحة باستيل بقلب العاصمة مع مؤيديه في حال فوزه".
وقد بدأت الاستعدادات في باريس في هذا المكان الرمزي حيث احتفل الرئيس الإشتراكي الأسبق فرانسوا ميتران في عام 1981 في الساحة ذاتها وقام العاملون المختصون بتركيب الأضواء على أعمدة الإنارة في ساحة الباستيل استعدادا للاحتفال كما وضعت الحواجز المعدنية في زوايا مختلفة في هذا المكان.
وأعلن الفريق الإنتخابي لساركوزي أنه بصرف النظر عن النتائج فإنه سيتحدث لأنصاره والصحفيين والإعلاميين الذين جاءوا من شتى أنحاء العالم وذلك بمقر حملته الإنتخابية بالعاصمة على أن يتوجه بعد ذلك في حال فوزه لساحة الكونكورد حيث جرت كافة الاستعدادات أيضا.
وسواء الكونكورد أو باستيل فلهما بعد رمزي إذ أن الأول (الكونكورد) يعد من أكبر ميادين باريس ويقع في قلب العاصمة في نهاية شارع الشانزلزيه الأشهر الذي يحتضن المسلة المصرية الضخمة و عليها إهداء من الخديوي إسماعيل للويس فيليب عام 1831 وأطلق على الساحة اسم "كونكورد" بعدما اشتهر بإسم "ميدان الثورة" الذي شهد على إعدام لويس السادس عشر في 21 يناير 1793.
أما ساحة "باستيل" يعني الحصن الصغير ومعروف رسميا باسم حصن سانت أنطوان في الفترة ما بين 1370 و1383 كحصن لحماية مدينة باريس أثناء حرب المائة عام وتم تحويل الحصن إلى سجن في أوائل القرن السابع عشر وتم اقتحامه من قبل الثوار يوم 14 يوليو عام 1789، ومنه انبعثت الشرارة الأولى للثورة الفرنسية وتم تدمير السجن أثناء الثورة.
وينتظر الفرنسيون بشغف نتائج جولة الإعادة للانتخابات الرئاسية الفرنسية التي ستحدد الرئيس الفرنسي القادم فإما التغيير الذي يجسده هولاند وإما الاستمرار في سياسة اليمين الذي يمثله ساركوزي منذ عام 2007.