في الوقت الذي دعا فيه نشطاء المعارضة السورية إلى مظاهرات حاشدة اليوم الجمعة تحت شعار "إخلاصنا خلاصنا"، أفادت لجان التنسيق السورية المحلية بأن تظاهرات حاشدة الليلة الماضية عمت مختلف مناطق وأحياء مدينة حلب، مما تسبب في ارتفاع حصيلة القتلى إلى 33 قتيلا. فيما قالت مصادر المعارضة في حلب إن سبعة طلاب قتلوا واصيب نحو خمسن آخرين في مواجهات بين قوات الامن وطلاب في المدينة الجامعية بالمدينة. وأضافت اللجان حسبما ذكرت قناة "الجزيرة" اليوم الجمعة، أن التظاهرات التي خرجت في كل من حي المشهد والمرجة والأشرفية والحمدانية ومساكن هنانو وحلب الجديدة وبستان القصر وصلاح الدين، جاءت ردا على اقتحام قوات الأمن لجامعة حلب الأمر الذي خلف 7 قتلى فيما اعتقل العشرات.
وقالت لجان التنسيق ان أصوات انفجارات وإطلاق نار سمعت في قرية الجبة قرب يبرود في ريف دمشق تزامنا مع انشقاقات على الحواجز الأمنية واقتحمت قوات الأمن والجيش السوري لحي القابون في دمشق.
وفي حمص، قال شهود عيان إن قوات الأمن شنت هجوما عنيفا بالأسلحة الثقيلة على حي الخالدية بالتزامن مع وصول لجنة المراقبين الدوليين، بينما شهدت منطقة داعل بدرعا، اطلاق النار من قبل حواجز الأمن على المدنيين الذي خرجوا بعد فرض حظر للتجول في المدينة.
تحذيرات دولية وكان الهجوم الذي وقع قبل فجر اليوم حدثا داميا نادرا ما تشهده حلب - المدينة التجارية الهادئة - وادى الى انتقادات من البيت الابيض الذي اتهم الاسد بأنه لا يبذل "اي جهد" لاحترام وقف اطلاق النار الذي بدأ سريانه منذ ثلاثة اسابيع برعاية من الاممالمتحدة، محذرا في الوقت ذاته، من ان القوى الدولية قد تتخذ خطوات جديدة لتحقيق التغيير في سوريا.
وادانت الادارة الامريكية الهجوم الذي تعرضت له جامعة حلب، وقالت إن المجتمع الدولي قد يضطر الى اعتماد نهج جديد للتعامل مع الازمة السورية اذا فشلت خطة المبعوث الدولي كوفي انان، متهمة الرئيس السوري بشار الاسد بعدم بذل اي جهد للالتزام بها.
وقال جاي كارني المتحدث باسم البيت الابيض "اذا واصل النظام تعنته، سيتوجب حينئذ على المجتمع الدولي ان يعترف بالهزيمة وان يبدأ العمل جديا للتعامل مع التهديد الخطير للسلم والاستقرار الذي يمثله نظام الاسد."
واضاف كارني قائلا "ان الحاجة ماسة في سوريا لانتقال سياسي، ونحن نأمل ان تنجح خطة انان، ولكننا ما زلنا - اعتمادا على الادلة المتوفرة - نشك في رغبة الرئيس السوري للتجاوب مع شروط الخطة لانه فشل بالالتزام بها الى الآن."
ميدانيا، قال المرصد السوري لحقوق الانسان ومقره بريطانيا ان 28 طالبا اخرين اصيبوا خلال الليل ثلاثة منهم في حالة حرجة.
وأوضح المرصد أن شبانا يحملون سكاكين انضموا الى قوات الامن في الهجوم على زملاء لهم في حرم جامعة حلب ثم اعقب ذلك هجوم لقوات الامن على احدث مسيرة لحركة احتجاجات طلابية تتصاعد، وظهر المتظاهرون الشبان في لقطات فيديو وهم يرددون هتافات ضد الاسد.
تعليق الدراسة وقررت جامعة حلب في وقت سابق امس الخميس تعليق الدراسة في الجامعة عقب مقتل عدد من الطلاب على يد قوات الامن ومليشيات الشبيحة الموالية للحكومة، وتقرر ايضا اخلاء المدينة الجامعية ابتداء من الساعة 12 ظهر الخميس بالتوقيت المحلي.
كما اعتقلت تلك القوات ما يزيد على 200 طالب آخر عقب الاحتجاجات التي شهدها سكن الطلبة التابع للجامعة ليل الاربعاء وصباح الخميس.
وبثت رسالة عبر موقع الجامعة في الانترنت تبلغ الطلاب تعليق الدوام حتى بعد انتهاء الامتحانات الختامية في الثالث عشر من مايو/ايار المقبل.
وما زالت الانباء متضاربة حول عدد القتلى في صدامات سكن طلاب الجامعة، اذ تقول بعض الانباء انهما اثنين، وتقول اوساط معارضة ان عددهم بلغ سبعة قتلى.
وتشير الانباء ايضا الى اصابة اكثر من 50 آخرين في تلك المواجهات بين طلاب مدينة حلب الجامعية والقوى الأمنية السورية والمليشيات الموالية للحكومة.
وقالت مصادر محلية في مدينة حلب إن "قوات الأمن السورية اقتحمت المدينة الجامعية في حلب عقب خروج مظاهرات مساء الأربعاء، ما أدى الى مواجهات بالحجارة بين الطلاب وقوات الأمن حيث تم تفريقها بالغاز المسيل للدموع."
ونُقل عن طالب ناشط اسمه ثائر الحمد قوله ان قوات الامن الحكومية ومليشيات الشبيحة اطلقت عبوات الغاز المسيل للدموع والرصاص الحي لتفريق المتظاهرين في جامعة حلب بعد ان اقتحمت سكن الطلاب ليل الاربعاء.
ونسبت وكالة "اسوشيتدبرس" الى الطالب السوري قوله ان عملية الاقتحام واطلاق النار ظلا مستمرين حتى صباح الخميس.
بعثة المراقبين يأتي هذا التطور في وقت حاولت فيه بعثة المراقبين التي ارسلتها الاممالمتحدة التقليل من خطورة التطورات الاخيرة على مجريات الامور عموما في سوريا.
وقال الجنرال روبرت مود رئيس بعثة المراقبة الدولية في سوريا إن وجود المراقبين هناك أسهم في تراجع حدة أعمال العنف، مؤكدا في الوقت نفسه على ان المهمة ليست باليسيرة، وأن الهدنة في سوريا ما زالت هشا.
جاء ذلك بعد أن شهدت مناطق عدة في سوريا تصاعدا في العمليات العسكرية والاشتباكات بين الجيش السوري والمنشقين، وتكبدت القوات النظامية الخسائر الاكبر منذ دخول الهدنة حيز التنفيذ قبل نحو ثلاثة اسابيع.
وقال ناشطون إن الاشتباكات والعمليات العسكرية أسفرت عن مقتل اكثر من ثلاثين شخصا بينهم جنود نظاميون وعناصر من قوات الامن السورية.
في غضون ذلك، اتهمت هيومان رايتس ووتش، ومقرها نيويورك، السلطات السورية بارتكاب جرائم حرب في محافظة إدلب بقتل 95 شخصا واحراق وتدمير المنازل في عملية عسكرية سبقت دخول وقف اطلاق النار حيز التنفيذ.
انشقاقات وفي سياق متصل، أعلنت لجان التنسيق المحلية السورية الجمعة عن انشقاق عدد من جنود الجيش النظامي صباح اليوم في بلدة "الضمير" بريف دمشق.
ونقلت قناة "الجزيرة" اليوم عن لجان التنسيق المحلية قولها إن المنشقين اشتبكوا مع الجيش النظامي الذي يقوم حاليا بقصف المدينة بشكل مكثف باستخدام المدافع الثقيلة .