استقبل محمد كامل عمرو وزير الخارجية اليوم فؤاد السنيورة رئيس وزراء لبنان السابق ورئيس كتلة المستقبل بمجلس النواب اللبنانى. وصرح السنيورة عقب المقابلة بأنه بحث عددا كبيرا من الموضوعات ، مشيرا إلى أن مصر دولة كبيرة فى المنطقة ولهذا كان لابد من التشاور مع المسئولين المصريين خاصة فى الفترة الحالية التى تعاني فيها المنطقة العربية من تحديات كبيرة فى إطار ظاهرة الربيع العربى ، مشيرا إلى الوعى المتزايد لدى الشعوب التى تطالب بتقرير مصيرها خاصة فى مصر من أجل أن تعود للعب دور رائد فى المنطقة وهو الدور الذى تملك مصر وحدها بقدراتها لعبه فى المنطقة.
وحول تطورات الاوضاع فى سوريا، أشار السنيورة إلى أن العام الماضى أثبت أن الأدوات الأمنية وحدها لا تكفى لمعاجلة الأوضاع التى يعانى منها الشعب السورى مثل التهميش والقدرة على الإسهام فى صنع مستقبلهم وقمع الحريات وعدم احترام حقوق الإنسان بجانب أهمية التداول السلمى للسلطة.
وأكد أن الأساليب الأمنية وحدها لن تؤدى إلى أى نتيجة ، بل بالعكس ستؤدى إلى تفاقم الأوضاع ، مشيرا إلى وجود طريق واحد لحل الأزمة وهو الاعتراف بأن الحل الأمنى وحده لا يكفى مما سيؤدى إلى تجنيب الشعب السورى المزيد من الألم والشعب العربى ككل من المعاناة والأخطار ومحاولة التفريق بين مكونات الشعب السورى ومحاولة إلقاء كرة النار ليس فقط فى نطاق الشعب السورى ولكن فى كل المنطقة.
وحول التطورات فى مصر أشار فؤاد السنيورة رئيس وزراء لبنان السابق ورئيس كتلة المستقبل بمجلس النواب اللبناني الى أنه لاشك أن المنطقة تمر بتجربة جديدة وتحول ديمقراطى، واصفا هذا التحول بأنه مخاض ما قبل الولادة، ولكن المهم أننا يجب أن نؤكد على أشياء أساسية أولها التأكيد على القيم الأساسية والتي تقوم عليها أى دولة وهى احترام حقوق الإنسان واحترام الحريات والتداول السلمي للسلطة وتمكين الشعوب بممارسة دورهم فى صنع المستقبل.
وأكد السنيورة أن ذلك لا يعنى أن الحرية تساوى الفوضى ، بل يجب أن يعود الانضباط داخل المجتمع لأنه إذا لم تعد الدولة قادرة على ممارسة دورها ضمن قواعد احترام القانون الانسانى والقانون فلن تستطيع أن تؤمن أى نمو أو تنمية أو إنتاج ولا تحسين أوضاع الناس.
وفى النهاية لابد أن تكون الدولة موجودة و"مهابة" وتحترم القانون حتى تعطى المثال للمواطنين..مشيرا الى أن الهم الأكبر الذى يجب أن يكون في الفترة القادمة يتمثل فى كيفية أن تعود الدولة لتقوم بدورها.
وحول الأزمة المصرية السعودية الأخيرة قال السنيورة أنه بحث هذا الموضوع مع كل من الأمين العام للجامعة العربية ووزير الخارجية المصرى واستمع إلى رؤيتهما للأزمة بجانب الاتصالات التى جرت على أعلى مستوى بين قيادات البلدين الشقيقين.
وأضاف أن العمل العربى لا يمكن أن يقوم إلا على هاتين الدولتين وهما مصر والسعودية ، مؤكدا أن "أى حديث في هذا الأمر لا يسعى إلى إنهاء الخلاف في مهده أمر مضر للجميع"، وأعرب عن اعتقاده أن هناك وعيا صحيحا من أجل إيقاف هذه الأزمة وإنهائها والنظر الى الأمام .
وردا على سؤال حول أزمة العمالة المصرية فى لبنان قال السنيورة أن القوانين لابد أن تحترم ، مشيرا إلى أن العلاقة بين مصر ولبنان لابد أن تكون فى قلب وضمير كل مسئول فى لبنان حتى لا يكون هناك مشاكل بين البلدين .. مشيرا إلى وجود قانون للعمل خاص بكل العمالة المصرية ويجب أن يحترم.