كشف فؤاد السنيورة رئيس وزراء لبنان السابق ورئيس كتلة المستقبل بمجلس النواب اللبناني أنه بحث موضوع الأزمة المصرية – السعودية الراهنة مع كل من الأمين العام للجامعة العربية ووزير الخارجية المصري، وقال لقد استمعت إلى رؤيتهما للأزمة بجانب الاتصالات التي جرت على أعلى مستوى بين قيادات البلدين الشقيقين. وأضاف عقب مباحثاته مع "محمد كامل عمرو" - وزير الخارجية - مساء اليوم أن العمل العربي لا يمكن أن يقوم إلا على هاتين الدولتين وهما مصر والسعودية، مؤكدا على أن "أي حديث في هذا الأمر لا يسعى إلى إنهاء الخلاف في مهده امر مضر للجميع "، مؤكدا على أن هناك وعيا صحيحا من أجل إيقاف هذه الأزمة وإنهائها والنظر إلى الأمام.
ورداً على سؤال حول أزمة العمالة المصرية في لبنان، قال "السنيورة" أن القوانين لابد أن تحترم، مشيرا إلى أن العلاقة بين مصر ولبنان لابد أن تكون في قلب وضمير كل مسئول في لبنان حتى لا يكون هناك مشاكل بين البلدين ، مشيرا إلى وجود قانون للعمل خاص بكل العمالة ويجب أن يحترم.
وأشار إلى أنه بحث عددا كبير من الموضوعات مع وزير الخارجية في إطار جولة أفق، مشيرا إلى أن مصر دولة كبيرة في المنطقة ولهذا كان لابد من التشاور مع المسئولين المصريين خاصة في الفترة الحالية التي تمر بها المنطقة العربية بتحديات كبيرة في إطار ظاهرة الربيع العربي، مشيرا إلى الوعي المتزايد لدى الشعوب التي تطالب بتقرير مصيرها خاصة في مصر من أجل أن تعود مصر للعب دور رائد في المنطقة وهو الدور الذي تملك مصر وحدها بقدراتها لعبه في المنطقة.
وعن تطورات الأوضاع في سوريا أشار السنيورة إلى أن العام الماضى أثبت أن الأدوات الأمنية وحدها لا تكفي لمعاجلة الأوضاع التي يعاني منها الشعب السوري مثل التهميش والقدرة على الإسهام في صنع مستقبلهم وقمع الحريات وعدم إحترام حقوق الانسان بجانب أهمية التداول السلمي للسلطة.
واكد أن الأساليب الأمنية وحدها لن تؤديإلى أي نتيجة بل بالعكس ستؤدي إلى تفاقم الأوضاع، مشيرا إلى وجود طريق واحد لحل الأزمة وهو الاعتراف بأن الحل الأمني وحدة لايكفى مما سيؤدي إلى تجنيب الشعب السوري المزيد من الألم والشعب العربي ككل من المعاناة والإخطار ومحاولة التفريق بين مكونات الشعب السوري ومحاولة إلقاء كرة النار ليس فقط فى نطاق الشعب السوري ولكن في كل المنطقة.
وحول التطورات في مصر إشار "السنيورة" إلى أنه لاشك أن المنطقة تمر بتجربة جديدة وتحول ديمقراطي واصفا هذا التحول بأنه مخاض ما قبل الولادة ولكن المهم "أننا يجب أن نؤكد على أشياء أسياسية أولها التأكيد على القيم الأسياسية والتي تقوم عليها أي دولة وهى احترام حقوق الإنسان واحترام الحريات والتداول السلمي للسلطة وتمكين الشعوب بممارسة دورهم في صنع المستقبل".
وقال "السنيورة" أنه ليس معنى هذا أن الحرية تساوى الفوضى بل يجب أن يعود الانضباط داخل المجتمع لأنه إذا لم تعد الدولة قادرة على ممارسة دورها ضمن قواعد إحترام القانون الإنساني والقانون فلن تستطيع أن تؤمن أي نمو او تنمية أو إنتاج ولا تحسين أوضاع الناس، وفي النهاية لابد أن تكون الدولة موجودة و"مهابة"و تحترم القانون حتى تعطى المثال للمواطنين، مشيرا إلى أن الهم الأكبر الذي يجب أن يكون في الفترة القادمة يتمثل في كيفية أن تعود الدولة لتقوم بدورها.