تونس: بهدف تخليد وتأريخ الثورة التونسية الشهيرة ب "ثورة الياسمين" والتي انطلقت شرارتها منتصف يناير/ كانون الثاني الماضي قرر مجموعة من المخرجين السينمائيين البدء في تحضير أفلام وثائقية مسجلة تؤرخ ليوميات الانتفاضة الشعبية التي شهدتها تونس وأسفرت عن رحيل رئيسها. وبحسب صحيفة "الدستور" يستعد المخرج التونسي محمد الزرن لمواصلة تصوير فيلمه الوثائقي حول أحداث الثورة، وذلك بعد أن تابع بالكاميرا أغلب المسيرات التي جابت شوارع العاصمة، إلى جانب تسجيله لشهادات الشباب من مختلف أنحاء الجمهورية من القصرين وسيدي بوزيد وقفصة ودوز فضلاً عن تونس العاصمة. ومن المقرر أن يدعم الزرن عمله الوثائقي بشهادات لعائلات الشهداء وشهود عيان في عدة مناطق من البلاد، ونقل صورة صادقة عن بعض الأحداث المأساوية والانفلات الأمني الذي ساد عقب تنحي الرئيس المخلوع عن السلطة. كذلك ينجز الممثل والمخرج الشاب محمد علي النهدي بدوره فيلماً وثائقياً يفسح فيه المجال لنماذج من كل فئات الشعب ، حيث تجول بالكاميرا في أنحاء الجمهورية ليجمع شهادات ومواقف متباينة. وقال النهدي أن الهدف من إعداد الفيلم هو الكشف عن التباين الطبقي في تونس الذي أفرزه الفساد الاجتماعي والمالي للنظام السابق ، معرباً عن الأمل في أن تتحقق العدالة الاجتماعية ، وأن تنصف هذه الثورة الفئات المحرومة. من جانبه يعمل المنتج الحبيب عطية الذي يشرف على شركة سيني تيلي فيلم على إنجاز فيلم وثائقي رفقة المخرج مراد بالشيخ من خلال توثيق مساحات واسعة من أحداث الثورة ويومياتها بالاعتماد على شهادات أشخاص ساهموا فيها من قريب أو من بعيد.