القاهرة: ناقش المفكر الأمريكي البارز نعوم تشومسكي ما تشهده الساحة العربية حالياً من احتجاجات للمطالبة بالديمقراطية والحرية، وذلك في حوار صحفي أجري معه مؤخراً وأكد فيه أن كل من إسرائيل وأمريكا ترفضان تطلعات الشعوب العربية للديمقرطية لأنها ضد مصالحها. وخلال الحوار الذي أجراه سمير الصياد مع تشومسكي ونشرت مقتطفات منه صحيفة "القدس العربي" وصف المفكر الأمريكي طوفان المطالب الديمقراطية التي تجتاح الدول العربية بأنها أمر رائع لا مثيل له وعلى الرغم من أنه يمكن مقارنته بما حدث في أوروبا الشرقية سنة 1989 إلا أنه لا يوجد شبه بين الحدثين، حيث أن في حالة أوروبا الشرقية كان غورباتشوف يقود تلك الحالة وينظمها، إلى جانب مساندة القوى الغربية له، ولكن نفس هذه القوى الغربية لم تساند المتظاهرين في شمال إفريقيا. وحول تنامي الكراهية وتجددها في الشارع العربي تجاه أمريكا رأى تشومسكي أن السر في أن كلا من إسرائيل وأمريكا ترفضان بشكل قاطع تطلعات الشعوب العربية إلى الديمقراطية، حيث تريد كل منهما أن تظل هذه الشعوب خاضعة لسيطرتها عن طريق ديكتاتور حليف. ويوضح تشومسكي أنه بالتحديد في حالة مصر تحاول أمريكا دعم حليفها الديكتاتور لغاية نقطة معينة فقط، ثم تضطر لإزاحته، ثم تدعو بعدها لانتقال منظم للسلطة، ثم تعلن عن حبها للديمقراطية. عاد تشومسكي للحديث عن الحالة المصرية قائلاً أن مصر اجتازت مرحلة الليبرالية الجديدة مع مخلفاتها ونتائجها المألوفة: فقر يسود الشعب، إلى جانب ثراء فاحش للطبقة ذات الامتيازات، والتي تضم سياسيين وكبار قادة الجيش وعائلات رجال المال. ويوضح تشومسكي أن أكبر دعم رسمي للرئيس السابق مبارك أتى من اسرائيل والسعودية، الحلفاء التقليديين، الذين يريدون للوضع الحالي أن يبقى كما هو ويستمر، مؤكداً أن العقل السياسي الوحيد في العالم الذي تحدث في الأسابيع الأخيرة علنا عن دعمه للديموقراطية في المنطقة، هو رجب طيب اردوغان، رئيس وزراء تركيا، والذي وصفه تشومسكي أنه لعب دورا نظيفا في هذه الأحداث. جدير بالذكر أن هذا الحوار أجري مع تشومسكي قبل أن يقوم الرئيس المصري السابق حسني مبارك بالتنحي، وقبل اندلاع الثورة الليبية.