حذرت منظمة المساعدات الإنسانية الدولية "أوكسفام" من مغبة تفاقم مشكلة أكثر من 37 ألف لاجئ بمخيم "جمام" في جنوب السودان، مشيرة إلى أنهم يواجهون نقصا في المياه مهددا لحياتهم، وطالبت بالتعجيل بنقلهم إلى مكان آمن حتى انتهاء الصراع في المناطق الحدودية بين شمال وجنوب السودان. وقالت منظمة أوكسفام في بيان أصدره مكتبها بأديس أبابا اليوم إن عشرات الآلاف من اللاجئين الفارين من الصراعات الحدودية يواجهون نقصا خطيرا في المياه وتهددهم الأمراض الفتاكة في مخيم "جمام" في جنوب السودان ويتعين نقلهم إلى موقع جديد.
وأكدت المنظمة أنها تتعاون مع منظمات آخري لإيجاد مصادر مياه كافية وجديرة بالوفاء باحتياجاتهم المتزايدة، لكنها قالت إن هطول الأمطار خلال الأسابيع المقبلة سيجعل توصيل المساعدات إليهم وإعادة نقلهم أمرا أكثر صعوبة وسيؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية المتصاعدة.
وأشارت إلى أن الأمطار ستفاقم من تهديد إصابتهم بأمراض فتاكة مثل الملاريا والكوليرا وستدمر الخيام المهلهلة التي يحتمون بها.
وقال بولاين بالامان رئيس عمليات "أوكسفام" في "جمام" إن الوقت آخذ في النفاد وأن الخيارات تتضاءل أمام هذه الأزمة الإنسانية الكبيرة، مؤكدا أنه لا توجد مياه جوفية متاحة في هذه المنطقة تكفي للأعداد المتزايدة من اللاجئين، وأن النساء ينتظرن لساعات في طوابير طويلة في الشمس الحارقة لأخذ حصص من المياه وأن هذا الموقف يتدهور بمرور الوقت وأن الحل الوحيد يكمن في نقلهم على الفور".
وأضاف بالامان إن نحو 37 ألف لاجئ وصلوا إلى "جمام" منذ ديسمبر الماضي فارين من الصراع الجاري بولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان وأن هناك مئات الآلاف آخرين شردوا داخل السودان.
وحثت أوكسفام كل الوكالات الإنسانية الأخرى والسلطات المحلية على الإعداد بشكل ملح، مكان آمن جديد يؤوي هؤلاء اللاجئين وتتوفر به مصادر للمياه.
وقالت إن المياه التي تتوفر في هذه المنطقة تكفي بالكاد لنحو 16500 فرد وهم السكان المحليون، ولكن اللاجئين ضاعفوا من هذا العدد، معبرة عن مخاوفها من أن يؤدي هذا النقص في المياه إلى نشوب نزاع بين السكان المحليين وهؤلاء اللاجئين.
وقالت أوكسفام إن الحل الوحيد الدائم لهذه الأزمة هو التفاوض على حل سلمي للصراع على المدى الطويل في ولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان وبقية المناطق الحدودية حتى يتسنى عودة اللاجئين إلى منازلهم.