دعا الدكتور نبيل العربي الأمين العام للجامعة العربية كافة الإطراف في سوريا إلى الالتزام بوقف إطلاق النار بصورة كاملة وشاملة وفورية حتى يمكن للمسار السياسي أن يتحقق. وأكد العربى فى تصريحات لوكالة الأنباء الجزائرية الرسمية اليوم الجمعة بمناسبة زيارته التي تبدأ يوم الاثنين القادم للجزائر وتستمر ثلاثة أيام – ضرورة التزام جميع الاطراف السورية بقرار مجلس الأمن حول وقف إطلاق النار بصورة كاملة وشاملة وفورية حتى يمكن للمسار السياسي الذي يقوده مبعوث الأممالمتحدة والجامعة العربية كوفي أنان ونائبه ناصر القدوة أن يتحقق.
وكشف العربي عن دعوة الجامعة العربية لاطراف المعارضة السورية لعقد اجتماعموسع بالقاهرة قبل نهاية شهر أبريل الجاري، مشيرا إلى أنه سيلتقي الأحد القادم مع رئيس المجلس الوطني السوري المعارض برهان غليون وبعض أعضاء المجلس لتحديد موعد الاجتماع الموسع ودعوة أطراف المعارضة الأخرى.
وأوضح أن اجتماع مجلس وزراء الخارجية العرب الخميس المقبل بالقاهرة سيبحث ما تم الوصول إليه بشأن جمع المعارضة السورية والذي يهدف إلى تحقيق توافق بين ممثلي أطيافها حول واجهة لتمثيلهم عندما يتم اللقاء مع ممثلي الحكومة الذين طلب من السلطات السورية أن تعينهم تحسبا للقاءات الحوار المرتقبة.
وحول تقييمه لمهمة كوفي أنان وما حققه المسار السياسي في سوريا حتى الان أكد العربي أن مواصلة الضغط الدولي من جميع الاطراف كما يحدث الان كفيل بتحقيق تقدم للمسار السياسي هناك لاسيما مع قبول روسيا والصين وايران بمهمة المبعوث الاممي العربي المشترك كوفي أنان.
وأشار إلى أنه لاول مرة يتحقق اجماع حول قرار مجلس الامن الصادر في منتصف أبريل الجاري.
واكد الأمين العام للجامعة العربية أن الوضع في سوريا لايمكن مقارنته بما جرى في ليبيا "وذلك بسبب" الظروف المختلفة" ورفض أغلبية السوريين للتدخل العسكري، كما أن أطراف المجمع الدولي غير مستعدة لاستخدام القوة العسكرية في سوريا.
وبالنسبة لمشاركة الجامعة العربية في وفد الرقابة الدولية في سوريا أكد الدكتور نبيل العربي الأمين العام للجامعة العربية أنه تم الطلب من الجامعة العربية والدول الإسلامية المشاركة في وفد المراقبين الدوليين، مشيراإلى أن الأسماء ستطرح خلال أيام على أن يتم كل ذلك في إطار الأممالمتحدة التى ستشرف على العملية برمتها بالتشاور مع الجامعة العربية.
وحول الوضع على الحدود السودانية مع دولة جنوب السودان دعا العربي حكومة "جوبا" إلى العودة لحدود 1956، والانسحاب من منطقة "هجليج" وحل الخلاف بينها وبين دولة السودان سواء عن طريق التفاوض المباشرأو باللجوء إلى جهاز دولي.
واعتبر العربي أن نشوب الحرب في المنطقة "خطير جدا" مؤكد أن الموضوع مطروح في جدول أعمال اجتماع مجلس وزراء الخارجية العرب المقرر عقده بمقر الجامعة بالقاهرة يوم الخميس القادم.
واوضح أنه "غير مقبول إطلاقا لا بالنسبة للدول العربية ولا بالنسبة للمجتمع الدولي وطبقا لمواثيق الاممالمتحدة أن تعتدي دولة على دولة أخرى وتحتل جزءا من أراضيها، وقال إن هذا هو الموقف الأساسي الذي تتمسك به الدول العربية لانه يمثل موقفها من القضية الأصيلة وهي قضية فلسطين حيث "لانقبل أي احتلال لأي أراضي".
وبالنسبة لتداعيات الحرب على امن مياه النيل قال العربي إن سياسة جنوب السودان في مجال المياه "تلتقي مع سياسة مصر تماما"، مؤكدا أن هذا ما التزم به قادة جنوب السودان للمسئولين المصريين".
وبخصوص موضوع تطوير الجامعة العربية أوضح العربي بأنه سيمر بثلاث مراحل تتعلق الأولى بإعادة هيكلة الأمانة العامة وإعادة النظر في جميع الاتفاقيات التي تم إبرامها منذ 1945، وتمس المرحلة الثانية المنظومة العامة للجامعة العربية والتي تضم منظمات كثيرة جدا ولابد من إعادة النظر فيها.
أما المرحلة الثالثة فتتعلق بتعديل ميثاق الجامعة العربية وإعطاء الأمانة العامة والمجالس المعنية حرية أكبر في التحرك لمواجهة الاعباء والمتطلبات.
وأوضح الامين العام للجامعة العربية أن تطوير منظومة العمل العربي المشترك الذي أسند إلى فريق عمل برئاسة الأخضر الابراهيمي وزير الخارجية الجزائري الاسبق سياخذ وقتا.
على صعيد أخر توقع الدكتور نبيل العربي الأمين العام للجامعة العربية أن تكون الانتخابات التشريعية المقررة يوم العاشر من مايو القادم بالجزائر انتخابات هادئة ونزيهة، مشيرا إلى أن هناك اهتماما غير عادي للجامعة العربية بهذه الانتخابات ولذلك قررت الجامعة المشاركة بوفد يضم 126 عضوا من المراقبين العرب ليكون بذلك أكبر وفد تشارك به الجامعة حتى الان في ملاحظة الانتخابات في المنطقة.
وأضاف أن وفد الجامعة الذي يضم في تشكيلته عناصر من مختلف البلدان العربية رجالا ونساء تم اختيار أعضائه من بين الذين لديهم خبرة سابقة في ملاحظة الانتخابات ومن الكفاءات السياسية نظرا للأهمية التي توليها الجامعة لهذه الاستحقاقات.
ووصف العربي الزيارة التي سيقوم بها للجزائر يوم الاثنين القادم بالهامة جدا بالنظر لقيمة وأهمية الجزائر داخل منظومة العمل العربي المشترك..مشيرا إلى أن الجزائر التي ستحتفل في يوليو القادم بمرور نصف قرن على استقلالها أنجزت الكثير في نواحي التربية والتعليم وفي نواحي الإصلاحات الاقتصادية والسياسية المستمرة واكتسبت خبرة "تمكنها من تحقيق تقدم مذهل.
وأضاف أن الجزائر لديها إمكانيات ضخمة جدا ويمكن أن تتميز عن أية دولة أخرى لموقعها القريب من أوروبا وبما لديها من خبرة بشرية وثروات.
وأشارإلى أنه سيبحث خلال زيارته مع المسئولين الجزائريين وعلى رأسهم الرئيس عبد العزيز بوتفليقة كل المواضيع السياسية المطروحة على الساحة العربية وكذلك المواضيع المتعلقة بالجامعة نفسها وتطويرها.