طالب المطران عطا الله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس بالقدس بعدم التشكيك في وطنية من يزور القدس وهي تحت الاحتلال الإسرائيلي، وقال "إنني ارفض زيارة القدس في ظل الاحتلال، ولكنني لا اشكك بمصداقية أو وطنية من يخالفونني الرأي". واعتبر المطران حنا في بيان له اليوم الجمعة أن السجال بين من يحرمون ويحللون زيارة القدس صحي إذا كان منطلقا من المصلحة الوطنية والدفاع عن القدس وعروبتها، خاصة إذا ما كان سقف هذه المواقف هو وطني وعربي هادف للدفاع عن القدس والتصدي للهجمة العنصرية الشرسة التي تتعرض لها.
وقال المطران حنا، "إن الذي يحرر القدس هو ليس زيارتها في ظل الاحتلال وإنما أن يتخذ العرب قرارا استراتيجيا بتحريرها واستعادتها، وهذا القرار لم يتخذ بعد باستثناء بعض المواقف والمؤتمرات التي تعقد هنا وهناك، فالموقف العربي ضعيف ومترهل ولا يرقى إلى المستوى المطلوب".
وأضاف " المطلوب من العرب إذا ما أرادوا أن يحرروا القدس هو أن يأخذوا قرارا فعليا بهذا الشأن وان تكون القدس حاضرة على جدول أعمالهم وان يقوموا بخطوات سياسية وإستراتيجية عملية من اجل استعادة القدس".
وقال المطران عطا الله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس بالقدس إلى إن السماح بزيارة القدس دون أي ضوابط لن يحرر القدس بل سيستغل من قبل إسرائيل لكي تظهر أمام العالم وكأنها دولة ديمقراطية ترحب بزائريها وتفتح الأبواب أمامهم بهدف الوصول إلى المقدسات.
وأضاف "إننا نثمن المواقف المبدئية التي تطلقها شخصيات دينية ووطنية تدعو لعدم زيارة القدس بتأشيرة إسرائيلية، فهذا موقف أصيل يجب أن يشكروا عليه لا أن يحرض عليهم وكأنهم يخدمون الاحتلال".
وأضاف المطران حنا "أولئك الذين يدعون لزيارة القدس عليهم أن يعرفوا بأن إسرائيل هي المستفيد الحقيقي من هذه الزيارات وهي تستفيد اقتصاديا وسياسيا وإعلاميا، وما يسمى بوزارة السياحة الإسرائيلية تقوم بحملة غير مسبوقة لكي تظهر أمام من يزورون القدس على أن إسرائيل هي المحافظة على المقدسات وهي التي تستقبل المؤمنين من كل الأديان وتقدم كل التسهيلات لهم".
وقال "إن زيارة الأسير ليست اعترافا بالسجان ولكن على الجميع أن يدركوا أن السجان وهو في هذه الحالة إسرائيل يستغل هذه الزيارات لكسب شرعية لا يستحقها ولذلك علينا أن نتعاطى بحذر مع هذا الموضوع، وإسرائيل تمكنت من فرض سيطرتها على القدس ليس بسبب فتاوى تحريم زيارة القدس كما يدعي البعض وإنما بسبب التقصير العربي الرسمي تجاه القضية الفلسطينية عامة وقضية القدس بشكل خاص".