قام الوفد الصحفى المصرى الموجود فى إيران حاليا بزيارة لمؤسسة "كيهان" الثقافية الصحفية وذلك فى إطار سلسلة من اللقاءات التى يجريها الوفد مع كافة الفعاليات السياسية والثقافية والاقتصادية فى ايران . وقال الدكتور حسين شريعة مدارى رئيس مؤسسة كيهان خلال لقائه بالوفد المصرى إن مؤسسة كيهان تم إنشاؤها منذ ستين عاما وكان الهدف الرئيسى كما ذكرت الوثائق هو توجيه الأفكار نحو الغرب فى عهد الشاه ولكن بعد انتصار الثورة الإيرانية أصبحت المؤسسة من ممتلكات الشعب وتصدر حاليا أربع صحف هى "كيهان" بالفارسية وأخرى بالعربية و"كيهان" الدولية و"كيهان" الرياضية اضافة لمجلة أسبوعية هى امرأة اليوم لقضايا المرأة المسلمة وكذلك مجلة كيهان للأطفال، مشيرا إلي أن كيهان تصدر كذلك سنويا عددا كبيرا من الكتب . وردا على سؤال عما اذا كان منصبه كممثل لقائد الثورة الإيرانية فى مؤسسة كيهان يمثل نوعا من الرقابة الإعلامية ، قال حسين شريعة إنه يوجد ممثل للقائد فى مؤسسة كيهان ومؤسسة إطلاعات، أما بقية الصحف فلا يوجد بها هذا المنصب الذى يختص عمله إضافة للشق الإعلامي على إدارة الأمور المالية .. وهناك ممثل لقائد الثورة فى عدد من المؤسسات الاجتماعية مثل مؤسسة المستضعفين لمساعدة الفقراء، موضحا أن منصبه لا يمثل أى نوع من أنواع الرقابة . وأوضح شريعة مدارى أنه كان يكتب باسم مستعار قبل الثورة ومع ذلك تم اعتقاله والحكم عليه بالسجن المؤبد.. وبعد الثورة بدأ يكتب بإسمه الأصلى حيث عين منذ عشرين عاما فى هذا المنصب، وقال إنه تمت مقاضاته من قبل مسئولين ووزراء على ما ينشر فى كيهان أكثر من أى صحفى آخر وذلك فى إطار تدليله على عدم وجود رقابة على النشر، وأوضح أنه يوجد بإيران حاليا 2100 مطبوعة وأن العشرات منها تنتقد النظام بحرية . وتابع قائلا "إنه بالرغم من ذلك فإن هناك بعض الخطوط الحمراء التى يلتزم بها الإعلام مثل الإشارة بالسلب للرسول وكافة الأنبياء، واستطرد إنه فى حالة نشر الصحيفة كلام غير صحيح فمن حق المتضرر نشر تكذيب فى مساحة ضعفين ونصف المساحة التى سبق نشرها فى الموضوع الأصلى" . وحول تأثير العقوبات الاقتصادية على حرية الإعلام فى إيران قال حسين شريعة إنه منذ الثورة تواجه إيران حصارا من الغرب وقد ذكر الامام الخومينى عندما أصدر كارتر قرارا بفرض حصار بانه اذا كان كارتر قد عمل عملا إيجابيا وحيدا فى حياته فسيكون ذلك فرض الحصار على ايران حيث أصبحت إيران رغم الحصار متقدمة فى كل المجالات ورقم 11 فى تقنية النانو ومتقدمة نوويا وطبيا محلية الصنع وليس مثل ليبيا . وفى إطار تدليله على تقدم إيران قال شريعة إن إيران أصبحت تملك الآن صواريخ طويلة المدى، مضيفا إن عمرو موسى الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية كان قد أشار فى اجتماع القمة العربية منذ ثلاث سنوات إلي تقدم إيران موجها كلامه لحسنى مبارك حين قال " أين نحن وأين إيران اليوم .. فإيران تمتلك تقنية عالية فى كل المجالات اما نحن فهمنا اليوم كيف نغلق الأنفاق مع غزة .
وتابع المسئول الإيراني قائلا، " إن الإعلام الإيرانى تمكن من مواجهة الحصار بتصنيع أدوات طباعة ورفضنا استبدال الغابات بأشجار للورق وأصبحنا نستورد الورق من روسيا والصين بدلا من كندا والغرب". وتطرق شريعة - خلال اللقاء - إلى الثورة المصرية فقال إنها كانت ثورة فريدة ولها ثلاث خصائص : أولها أنها ثورة لها شكل وجوهر إسلامى، والثاني أنها شعبية تضم كل شرائح الشعب والثالث أنها تهدف لمقاومة الاستكبار ولها تأثيرها فى الدول الأخرى، مؤكدا أن شعب إيران ينظر لشعب مصر بتقدير كبير لأنه شعب مثقف وواع . وقد رفض عدد من أعضاء الوفد المصري تصنيف المسئول الإيراني للثورة المصرية على أنها ثورة إسلامية وأكدوا أنها ثورة شعبية فى الأساس .