قرر مجلس الأمن الدولي التصويت على مشروع قرار يدعو لنشر بعثة دولية لمراقبة وقف إطلاق النار في سوريا رغم عدم موافقة روسيا على نص المشروع. ويأتي التصويت الذي يجرى الساعة الثالثة بعد ظهر السبت بتوقيت غرينتش تلبية لدعوة الولاياتالمتحدة. وكانت واشنطن قد دعت للتصويت على مشروع القرار حتى لو لم توافق موسكو على صياغته.
ويدعو مشروع القرار الذي حصلت "رويترز" على نسخة منه الى نشر 30 مراقبا غير مسلحين من الاممالمتحدة مبدئيا تنفيذا لطلب مبعوث الاممالمتحدة والجامعة العربية كوفي عنان. ولكن مشروع القرار ينتقد ايضا دمشق بسبب انتهاكات حقوق الانسان ويلمح الى احتمال قيام مجلس الامن الدولي بعمل اخر. وقال جيرار ارود سفير فرنسا لدى الاممالمتحدة للصحفيين "هناك مفاوضات ولم يتم بعد التوصل لاتفاق ، "الامر صعب للغاية ولكن سيجري تصويت السبت على اية حال".
وفي المقابل ، نقلت هيئة الاذاعة البريطانية "بى بى سى" عن فيتالي تشوركين مندوب روسيا في الأممالمتحدة إن بلاده" غير راضية تماما" عن المحادثات الجارية بشأن نص مشروع القرار المقترح.
وكانت روسيا والصين قد استخدمتا حق النقض" الفيتو" ضد مشروعي قرارين سابقين بشأن سوريا ما أثار انتقادات دولية وعربية لهما.
مساعدة المعارضة من ناحية أخرى نقلت وكالة "فرانس برس" عن مسؤول امريكي رفيع المستوى الجمعة قوله ان الولاياتالمتحدة تمد المعارضة السورية بالمساعدات وخصوصا بالمعدات الطبية ووسائل الاتصال لكنها لا تزودها بأي اسلحة.
وقال المسؤول ، الذي طلب عدم كشف اسمه إنه "تماشيا مع جهودنا المستمرة لدعم المعارضة السلمية في سوريا، تقدم الولاياتالمتحدة مساعدة مادية للمعارضة السياسية وغير العنفية" في هذا البلد. وأوضح أن هذه المساعدات لا تشمل اي معدات عسكرية.
وأضاف المسؤول الأمريكي "هذه المساعدة خصوصا المعدات الطبية واجهزة الاتصال تشمل معدات اشارت المعارضة السورية الى فائدتها في مساعدة المدنيين المحتاجين وتنظيم صفوفها في مواجهة "الوحشية والعنف اللذين يمارسهما حاليا النظام السوري".
وأكد انه "من المحتمل ان تزيد كميات المساعدات هذه في المستقبل". غير أنه لم يحدد القنوات المستخدمة لايصال المساعدات.
وكانت واشنطن تستبعد ، منذ اندلاع الاحتجاجات ضد نظام الرئيس السوري بشار الاسد قبل 13 شهرا، مساعدة المحتجين عسكريا معتبرة أنه من الخطر الدفع باتجاه مزيد من "العسكرة" للازمة السورية. قصف حمص وميدانيا ، أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيان له اليوم السبت تعرض حيا "جورة الشياح" و"القرابيص" بحمص لقصف من قبل القوات النظامية السورية في خرق جديد لوقف إطلاق النار.
ونقل راديو "سوا" عن المرصد قوله " إن 20 مدنيا أصيبوا بجروح إثر إطلاق النار من قبل القوات النظامية على متظاهرين في مدينة جاسم بمحافظة درعا أمس كما شنت حملة اعتقالات في المدينة" . وذكر تليفزيون هيئة الإذاعة البريطانية (بى بى سى) اليوم السبت أن الحكومة السورية تؤكد من جانبها تصاعد أعمال العنف من قبل من أسمتهم ب"الجماعات الارهابية المسلحة"، مشيرة إلى مقتل ثلاثة على الأقل من أفراد قوات الأمن فى عمليات اغتيال فى مدن حماه وحمص وأليبو. ورحبت هيئة التنسيق لقوى التغيير الديمقراطي في سوريا بصمود وقف إطلاق النار في البلاد بعد 48 ساعة على بدء سريانه. وقالت الهيئة في بيان لها أورده راديو "سوا" الأمريكي اليوم السبت إن على الجميع الالتزام بوقف إطلاق النار وسحب القوات إلى ثكناتها.
يشار إلى أن خطة وقف إطلاق النار التى اقترحها مبعوث الأممالمتحدة وجامعة الدول العربية كوفى عنان باتت سارية المفعول منذ صباح أول أمس الخميس، ومن المقرر ان يتم قريبا إرسال بعثة مراقبين دوليين لمراقبة الأوضاع ورصد المخالفات على أرض الواقع.