الرياض: أكد الدكتور خالد بن عبدالله المصلح أستاذ الفقه المشارك بجامعة القصيم أن من أركان الصلاة جلسة ما بين السجدتين ، مشددا أن الصلاة لا تصح بدونها. واستدل المصلح بما جاء في السنة أن النبي "صلى الله عليه وسلم" كان يرفع رأسه مكبرا،ويفرش رجله اليسرى، ويجلس عليها ، وينصب رجله اليمنى ، ويضع يديه على فخذيه وركبتيه، ويقول كما روى عن حذيفة :(رب اغفر لي.. رب اغفر لي .. رب اغفر لي .. أو أكثر ). أما الحديث الثاني عن عبدالله بن عباس أن النبي "صلى الله عليه وسلم" كان يقول في جلوسه: (اللهم اغفر لي ،وارحمني ، واهدني ، وارزقني ، وعافني ، واجبرني)، موضحاً أن هذا الحديث جمع خير الدنيا ، مشيرا إلى أنه "صلى الله عليه وسلم" كان يطمئن في هذا الجلوس حتى يرجع كل فقار إلى مكانه كاعتداله بعد الركوع؛ لأن النبي "صلى الله عليه وسلم" كان يطيل اعتداله بعد الركوع وبين السجدتين، فكان - صلى الله عليه وسلم - يصلي صلاةً تامة متناسبة، كان إذا أطال القيام أطال الركوع والسجود والاعتدال بعد الركوع والجلوس بين السجدتين، وإذا خفف القيام خفف الركوع والسجود وما بينهما. وقال المصلح خلال برنامج" يستفتونك" والذي تعرضه قناة الرسالة الفضائية : إن السجود هو وضع الأعضاء ( الجبهة ) على الأرض وفيه من الذل والخضوع والتذلل لله سبحانه وتعالي ، ولا يصلح ذلك إلا لله وذلك من خلال وصف الله أو وصف حال الإنسان من التقصير والظلم (لا اله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ) موضحاً أن ترديد الإنسان للأذكار تجعل القلب في خضوع لله تعالى. وأشار إلى أن من السنة الاعتدال في الجلوس كما ذهب إليه بعض الفقهاء بأنه واجب ؛ لأنه أعظم موقف يقف فيه العبد على هذه الدنيا هو الوقوف بين يدي الله في الصلاة ذليلاً يشكو إلى الله . وتطرق إلى حكم رفع الأصبع في الجلوس بين السجدتين مشيرا إلى أن جمهور الفقهاء لا يؤيدون ذلك بل يفرش يده اليمنى على فخذه اليمنى . ومن أهل العلم من يقول بأن يشير بأصبعه كحال التشهد؛ واستندوا إلى حديث وائل بن حجر قال: "رأيت النبي "صلى الله عليه وسلم" كبر فرفع يديه حين كبر" فذكر الحديث، وفيه: "وسجد فوضع يديه حذو أذنيه، ثم جلس فافترش رجله اليسرى، ثم وضع يده اليسرى على ركبته اليسرى ؛ ووضع ذارعه اليمنى على فخذه اليمنى، ثم أشار بسبابته، ووضع الإبهام على الوسطى، وقبض سائر أصابعه، ثم سجد فكانت يداه حذو أذنيه". وفي رواية: "عقد ثلاثين، وحلق واحدة، وأشار بإصبعه السبابة". وشدد على أنه يجب على المسلم إتباع هدى النبي "صلى الله عليه وسلم " في الصلاة لقوله "صلى الله عليه وسلم" ( صلوا كما رأيتمونى أصلى ). مشيرا إلى أن من يعيقه نصب رجله اليمنى كأن ينشغل في الصلاة بها عن حضور القلب والخشوع فلا حرج في تركها ، مشيرا إلى أن في هذه الحالة يقدم خشوع المرء في الصلاة عما يشغله .