أعلن وزير الخارجية الروسى سيرجى لافروف تلقيه من الحكومة السورية تأكيدات بأنها ستلتزم بتنفيذ كافة بنود خطة مبعوث الأممالمتحدة وجامعة الدول العربية لسوريا كوفى أنان. وقال لافروف ، خلال مؤتمر صحفى عقده اليوم الثلاثاء مع نظيره السورى وليد المعلم في موسكو ، إنه ناقش خلال اجتماعه مع المعلم سبل تطبيق خطة أنان ذات الست نقاط، وتناولا التفاصيل المتعلقة باستخدام أسلحة الجيش والمعدات الثقيلة فى المدن.
وأضاف أن بلاده تصر منذ الوهلة الأولى على ضرورة حل الأزمة السورية عبر السوريين أنفسهم، من خلال الحوار الشامل دون أى تدخل خارجى أو انتهاك لسيادة الأراضى السورية.
ومضى يقول إن بلاده دعمت بشدة مبادرة جامعة الدول العربية التى تم اقتراحها فى شهر نوفمبر الماضى والتى تم بمقتضاها إرسال بعثة مراقبين إلى سوريا لتقييم الأوضاع على أرض الواقع، معربا عن أسفه لتوقف هذه المهمة.
وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف إنه على الجانب الآخر، لا يمكن تجاهل رفض عدد من الجماعات السورية، بينها المجلس الوطنى السورى، لبعض البنود المدرجة فى خطة أنان، ما قد يؤدى إلى فشل هذه الخطة.
ودعا لافروف كافة الجهات الدولية القادرة على التأثير على الاطراف المسلحة فى سوريا إلى إقناعها بوقف إطلاق النار بشكل فورى، مشيرا إلى أنه بحث هذا الموضوع مع نظيره التركى، ويعتزم طرح الأمر على وزراء خارجية مجموعة الثمانى خلال الاجتماع الذى سينعقد غدا فى واشنطن.
وشدد الوزير الروسي على أنه لنجاح خطة أنان لابد أن يلى خطوة سحب القوات المسلحة من المدن السورية وقف العنف المتبادل من قبل كافة الأطراف، وتوفير مراقبة دولية.
ولفت لافروف إلى أن بلاده وافقت على إقتراح بارسال كوادرها الموجودة فى مرتفعات الجولان إلى داخل سوريا للمشاركة فى عملية المراقبة، معربا عن أمله فى ان تتخذ الأطراف الدولية الآخرى إجراءات مماثلة. ومن جانبه ، وصف وزير الخارجية السورى وليد المعلم المحادثات التى أجراها مع نظيره الروسى بأنها كانت "بناءة"، وتركزت على سبل إنجاح خطة أنان، وكشفت عن أن وجهتى النظر السورية والروسية متقاربتان. وقال المعلم إنه شرح لنظيره الروسى الخطوات التى قامت بها الحكومة السورية لإظهار حسن نواياها تجاه خطة أنان ذات الست نقاط// ، لافتا إلى أنه تم سحب بعض وحدات للجيش من بعض المحافظات السورية تنفيذا لبنود خطة أنان، كما تم السماح لأعضاء أكثر من 28 شبكة إعلامية بدخول سورية منذ 25 مارس الماضى، وهو اليوم الذى أعلنت فيه سوريا موافقتها على خطة السلام. وأضاف الوزيرإن الحكومة السورية استقبلت رئيس لجنة الصليب الأحمر الدولى وأبرمت معه اتفاقيات تتعلق بالسماح بتوصيل المساعدات للمتضررين ، وذلك بالتعاون مع منظمة الصليب الأحمر السورية.
وقال إنه أكد للافروف أنه من مصلحة الحكومة السورية الوصول إلى وقف مستدام للعنف بكل أشكاله ، لافتا إلى أنه لتحقيق ذلك لابد من وجود بعثة مراقبين دوليين تقوم بتحديد الجهة التى تخرق قرار وقف إطلاق النار.
وشدد الوزير السورى على ضرورة أن يكون وقف العنف متزامنا مع وصول بعثة المراقبين الدوليين، وأن يلى ذلك إجراء حوار وطنى، معربا عن أمله فى أن تلعب الحكومة الروسية دورا فى هذا الأمر.
وأكد المعلم ان الحكومة السورية تعتزم مواصلة اتخاذ خطوات تظهر حسن نواياها تجاه خطة أنان، وستبذل قصارى جهدها لإنجاح المحادثات الخاصة بالتوصل لبروتوكول ينظم مهمة المراقبين الدوليين.
وأعرب المعلم عن ترحيب بلاده بالمراقبين الروس الذين وافقت الحكومة الروسية على إرسالهم الى سوريا ، وأكد امتنانه البالغ لموقف روسيا الرافض لأى تدخل أجنبى فى شئون سوريا، وتقديره لحرص روسيا على إنهاء الازمة السورية.