سما - أكد رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس خالد مشعل أن "لا خيار في استعادة القدسالمحتلة إلى بالمقاومة"، وأن "لا فلسطين ولا قضية فلسطينية بدون القدس، وعلى العدو الصهيوني أن يحسب ألف حساب لما هو قادم". حديث مشعل جاء خلال كلمة ألقاها في مهرجان القدس الرابع الذي نظمه الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين في العاصمة القطرية الدوحة مساء أمس الجمعة، بحضور جماهير حاشد وبمشاركة شخصيات فلسطينية وقطرية وعربية وإسلامية.
وقال مشعل في كلمته: "في ظل التآمر الدولي والخيارات المهزومة، "إسرائيل" تسرح وتمرح في فلسطينوالقدس ونصنع أمرا واقعا وتشوه معالمها وسرق تاريخها"، مضيفا أن "إسرائيل تريد أن تخنق القدس وتسرقها، هذا واقع نعيشه، والتحدي أمامنا كفلسطينيين وعرب ومسلمين ومسيحين هو كيف نستعيد القدس ونحرر فلسطين".
وتابع في ظل العجز الدولي وفي ظل الخيارات التي استهلكننا فإن "إسرائيل تسرق القدس تشوهها وتحفر فوق الأرض وتحت الأرض تهجر السكان وتريد أن تهود القدس"، وشدد على أن القدس هي جوهر القضية "فلا فلسطين بلا القدس، ولا قضية بدون القدس، ولا فصائل بدون القدس، ولا أجندة بدون القدس".
وأضاف: "القدس سرقت منا ببندقة المعتدي السارق وسنستعيدها ببندقية المقاومة، اليوم نحن محتاجون إلى مزيد من القوة والوحدة واحتشاد الأمة وأحرار العالم حتى نحقق مطالبنا".
ووجه القائد الفلسطيني تحيته "أهلنا الصامدين في القدس نِعم ما يفعلون، ما اصطفاهم الله للانغراس في هذه الأرض المباركة، حيا الله إخواننا وأبنائنا على ارض القدس، حيا الله قيادات الوطن على ارض القدس، حيا الله أبناء التشريعي على ارض القدس، حيا الله أهلنا في ال 48 الشيخ رائد صلاح وإخوانه الذي كانوا سباقين".
وقال ونحن نتحدث عن القدس نستذكر رحيل خطيب المسجد الأقصى البيتاوي عرفته منابر القدس عرفه منبر الأقصى، أكرمه الله بحسن خاتمة أن مات وهو ينظر الى قبة المسجد الأقصى، كان صوت الحق والوسطية والشجاعة والوحدة الوطنية، دفع سجنا متواصلا وإبعادا الى مرج الزهور، هؤلاء العلماء هم عدة النصر".. كما أشاد بفضيلة الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي وقال "إنه ما بخل يوما على قضية القدس".
وأكد مشعل على ضرورة المصالحة بقوله "لا سبيل لاستعادة القدس في ظل الانقسام ولا بد من الوحدة الوطنية"، وأضاف "نحن اليوم محتاجون الى جانب شرعيتنا وحقنا الى مزيد من القوة ووحدة الصف ومزيد من الإصرار والعناد حتى نحقق حقوقنا".
وفي هذا الشأن قال "كثير منكم مل ويأس ولم ير سلوكا عمليا يعكس روح الوفاق والاتفاق، اعذرونا فالشأن الفلسطيني لم يعد شأنا داخليا، فكثر هي الأصابع التي تعبث بالشأن الفلسطيني، ولكن لا خيار لنا الا الوحدة، نحن مختلفون ولكننا أبناء قضية واحدة، وأبناء شعب واحد، المهم أن لا نستقوي بأعدائنا وخصومنا على بعضنا بعضا".
وأضاف "علينا ان نرتب البيت الفلسطيني على قاعدة شراكة واستيعاب الأخر، أن نتراحم مع وجود مساحات خلاف، وان نعمل في مساحات الاتفاق، وقطار المصالحة ماضي في طريقه مهما كانت العوائق".
وحول قضية الأسرى أكد مشعل على أن "الأسرى العظماء سيطلون على رأس أجندتنا حتى ينعموا بالحرية"، وأضاف "إذا كان العدو لا يتعلم من الماضي والحاضر، فالجواب ما يراه لاما يسمعه".
وحمّل الاحتلال "مسؤولية أي أذى يلحق بالقادة العظماء"، وقال "من أفرج عن هؤلاء قادر على إخراج البقية والطريق معروف".
أما عن الربيع العربي فوصفه بأنه "عظيم مبشر بنهوض الأمة"، وقال "لا خيار أمامنا نحن مع الشعوب في حقها بالحرية والكرامة حق الأمة أن تستعيد قرارها أن تشارك وأن تنهض.. وأن تحصل شعوب الأمة على حريتها بعيدا عن الدماء، وعلى حكام الأمة أن يدركوا أن الزمن قد تغير"، وتابع "الربيع العربي لن يكتمل الا بالقدس".
وختم بالحديث عن ما يحدث داخل حركة "حماس"، وقال "هناك مقالات تخلط الحابل بالنابل.. حديث المتشفي، حديث المتربص".
وأضاف "أحب أن أطمئن الجميع حماس حركة بشرية تصيب وتخطئ لها نجاحاتها ولها عثراتها مثل كل البشر، ولكنها حركة موحدة التنظيم روحا وجوهرا لها مؤسسية رفعية تمارس أرقي درجات المؤسسية، نتمنى أن تروا شورانا وديمقراطيتنا على الملأ"، وختم بقوله "اطمئنوا حركة تنهض بمسيرة المقاومة لا بد أن يكون لها هذه المتانة".
وفي النهاية دعا رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إلى ابتكار مبادرات "تجعل قضية القدس حاضرة في المشهد العربي دون أن يعطل ما يجري في مشهد الربيع العربي".