تضم محافظة اسيوط بين جنباتها تراثا حضاريا ضخما من مختلف العصور الفرعونى والقبطى والاسلامى وهى مناطق مؤهله تماما لتكون واجهه سياحيه ضخمه , ويتحسر الزائرون على اهمال 38 منطقه من مناطق الجذب السياحى دون استغلال حتى تصبح قاعدة استثمارية مدرة للدخل لابناء المحافظه والاقتصاد الوطني ككل . مئات من الشكاوى والطلبات بازاله التعديات على المناطق الاثريه واقامه سور لحمايتها يعد ان اضحت ممرًا ليس للأهالي فقط، بل الحيوانات والماشية التي ترعي في المنطقة الأثرية دون رادع، هذا بجانب تهدم بعض الجدران والأعمدة الأثرية. وأفاد صلاح محسن -اخصائي سياحي بهيئة تنشيط السياحة فى أسيوط أنه نتيجة لعدم وجود سور بالمناطق الأثرية فإن الأهالي شقوا طريقًا وسطها يمرون به بسياراتهم وحيواناتهم وجراراتهم ما يضر بالأعمدة والآثار الموجودة بالمنطقة التي لا توجد بها لافتات توضح ما هو موجود بداخلها من أثار, واضاف ان هناك انطباع سائد عن المحافظه انها ليست سياحيه او اثريه , ولكن لدى الاقليم تراث حضارى ضخم لم يستغل حتى الآن خاصه فى ظل تراجع دور وزاره السياحه والمجلس الاعلى للاثار فى القيام بمهامهما . وقال الدكتور محمد عبد الفتاح–مدرس مساعد بقسم الاثار - هناك عقبات تتمثل في غياب الحصر الكامل والتخطيط لمناطق التراث الاثرى حيث تتمتع محافظه اسيوط بميزات نسبية يمكن طرحها للاستثمار السياحي إلا أنها لم تسوق بعد , بالاضافه لعدم وجود تنسيق بين الجهات المعنية بالنشاط السياحي ,فمثلا هناك العديد من المناطق الاثريه القديمه التى تحتاج الى ترميم بشكل مستمر حتى لانفقدها مثل منطقه الوكايل بمدينة أسيوط وحمام ثابت وقنطرة وجبانة المجذوب ومعهد فؤاد الأول و مسجد المجاهدين و مسجد جلال الدين السيوطى و مسجد أبو العيون فى ديروط. ادهم متولى –مواطن-يؤكد أن الاهمال الذى طال معظم الاثار فى المحافظه يعد سببا رئيسيا لانعدام وجود دخل من المزارات السياحيه المنتشره فى اسيوط فهناك العديد من الاثار القبطيه والاسلاميه والمصريه دون اى رعايه , واشار ان ضمن هذه المناطق مسجد المجاهدين الذى اوشك على الانهيار دون اهتمام من المسئولين بترميمه بالاضافه الى الحمام الاثرى الفرعونى الذى يوجد اسفله الذى تعرض للتشققات فى حوائطه منذ سنوات ,والمنطقه المحيطه بالمسجد التى اصبحت سكنا للزواحف والحشرات والقمامة. يشير رمضان عثمان - مدير هيئه التنشيط السياحى بالمحافظه-ان الشركات السياحيه هى المسئول الاول والاخير عن انهيار منظومه السياحه بسبب اهتمامها بالربح السريع دون غيره ,علاوه على انعدام وجود خبرات بها فى سبل تسويق المنتج السياحى لافتا الى ان السياحه فى الاقليم تتطلب المزيد من الخبرات والكفاءات لتقديم منتج سياحي احترافي يدار وفق صناعة متقنة ذات عائد اقتصادي. واشار المهندس عبد الستار محمد -رئيس منطقه اسيوط الجنوبيه للاثار المصريه - ان معظم الاثار الموجوده فى المحافظه غير مفتوحه للزيارات مثل منطقه اثار مير فى القوصيه ومنطقه الهماميه و مقابر دير ريفا الاثريه ومنطقه اثار الجبل الغربى , لافتا الى انه حاول مرارا وتكرارا تقديم خطابات لمحافظى اسيوط المتعاقبين بإعتبارهم جهه الولايه على املاك الدوله بهدف ضم هذه المناطق الى حيازه املاك الاثار و فتحها للمزارات السياحيه ولكن دون رد. يذكر أن محافظه اسيوط قد وضعت خطة لتطوير 6 مواقع أثرية و المناطق المحيطة لتنشيط السياحة بها من خلال تطوير القنطرة الأثرية بميدان المجذوب والتي تستخدم كجراج للحملة الميكانيكية لحي غرب و إيجاد مكان بديل لها بعيداً عن هذه المنطقة الأثرية والتي يعود تاريخها إلى عام 1835, وقد تحولت الى مكان لتجار الخردة والباعة الجائلين رغم أنها مسجلة ضمن المزارات السياحية, بالاضافه الى تطوير قنطرة المجذوب الأثرية والتى تعد من أهم المنشآت المائية بمحافظة أسيوط وقد أنشئت في عهد محمد على حاكم مصر وهى عبارة عن ثلاث عيون لمجرى المياه و هي معقودة ومبنية من الحجر ومزينة بزخارف نباتية وحيوانية ويحيط بالجانبين الشرقي والغربي سور والعيون مزخرفة تشبه رقبة الجمل المعكوسة متأثر بالفن الساساني القديم للحيوانات.