حذرت قيادات قبلية يمنية من تحركات مريبة لعناصر تنظيم القاعدة واستعدادات لإعادة التسلل الى مديرية رداع بمحافظة البيضاء ومهاجمة أهداف حكومية ومقار أمنية ومواقع عسكرية وإعادة التمركز في المدينة التي تقع "جنوب غربي اليمن". وكشفت مصدر يمنى عن توافد العشرات من العناصر التابعة لتنظيم القاعدة وجماعة انصار الشريعة من خارج المحافظة وانضمامها لأحد المعسكرات التابعة لما يعرف "بجماعة أنصار الشريعة" والواقعة في منطقة المناسح بمديرية رداع ، في ظل أنباء عن دعم قدم مؤخرا للجماعات المسلحة من بعض العسكريين على شكل أسلحة وعتاد بعد الضربات المتكررة التي تعرض لها التنظيم والتي حدت من إمكانياته ومنها الغارة الجوية على أحد معسكراته في منطقة "المخنق" الواقعة ضمن ضواحي مدينة البيضاء . وكانت اشتباكات قد تجددت فجر الاثنين بين وحدات عسكرية مرابطة في ضواحي مدينة البيضاء وعناصر ما يعرف بجماعة أنصار الشريعة ، وأعقب تلك الاشتباكات تفجير سيارة مفخخة لم ينجم عنها أي إصابات في صفوف القوات المسلحة والأمن. فى سياق متصل قال مصدر يمنى في مديرية كتاف بمحافظة صعدة إن 20 حوثيا قتلوا الليلة الماضية في كمين نصبه رجال القبائل للحوثيين بإحدى التباب التي يتمركزون فيها. وأوضح المصدر أن مسلحي القبائل انسحبوا من احد المواقع الذي يتمركزون فيه بعد أن قاموا بتلغيمه بالمتفجرات، واستدرجوا الحوثيين إليه، ثم قاموا بتفجير الموقع ما أدى إلى مقتل 20 حوثيا وجرح العشرات.مشيرا إلى أنه تم أيضا الاستيلاء على عدد من الأسلحة التي كانت بحوزة مسلحي الحوثي من أسلحة خفيفة ومتوسطة وقذائف ال ار بي جي. على صعيد آخر ، ينهي جيفري فليتمان مساعد وزيرة الخارجية الامريكية غدا الاربعاء زيارته لليمن التي استمرت أربعة أيام، سعى خلالها الى ايجاد مخرج للازمة التي نشبت بين معارضي الرئيس السابق علي عبدالله صالح وبين مؤيديه بشأن اعادة توحيد قوات الجيش . وقال مصدر يمنى ان فليتمان جاء بسيناريو أمريكي وضع مسبقا فى واشنطن لاعادة لرأب الصدع وبناء الثقة بين الاطراف والاطياف اليمنية وإنه عقد سلسلة من اللقاءات مع الاطراف السياسية فى اليمن استهدفت طمأنة خصوم الرئيس السابق صالح بأن واشنطن لا تؤيد فصيلا في الجيش على حساب فصيل آخر، وأنها تريد أن تعمل مع جيش يمني تحت إمرة الرئيس المنتخب عبدربه منصور هادي لمواجهة الخطر المتزايد لتنظيم القاعدة. والتقى المسئول الامريكى مع نشطاء في الحركة الشبابية التي أدت الى الاطاحة بنظام حكم الرئيس صالح، وعمل خلال لقاءاته المتواصلة في صنعاء على تغيير الصورة التي تشكلت خلال الشهور القليلة الماضية عن وجود تحالف بين واشنطن وبين عائلة الرئيس السابق، والتي تسببت في تنامي حدة النقد للموقف الامريكي . وكشف المصدر النقاب عن إن الادارة الامريكية تدعم بقوة رئيس هيئة الأركان اللواء احمد علي الاشول لرئاسة اللجنة التي ستكلف بإعادة هيكلة ودمج قوات الجيش اليمني وبما يؤدي الى إنهاء حالة الانقسام والتفرغ للحرب مع تنظيم القاعدة، حيث تعتقد واشنطن أن استمرار الانقسام وحالة العداء المتفاقمة بين القوات التي أيدت المحتجين بقيادة اللواء علي محسن الاحمر وأقارب الرئيس السابق حالت دون مشاركة هذه القوات في الحرب على تنظيم القاعدة في الجنوب وساعدت على اتساع سيطرة التنظيم. وطبقا للسيناريو الامريكي الذى وضعا مسبقا فى واشنطن فإن خبراء أجانب سيعملون الى جانب ممثلين عن الفصيلين المتحاربين لوضع صيغة مقبولة من الجانبين لإعادة هيكلة ودمج قوات الجيش، إلا أن هذه الخطة تواجه بمطالب عاجلة من "تحالف اللقاء المشترك" (المعارضة) فى حكومة الوفاق الوطنى اليمنى "بضرورة ابعاد القادة العسكريين المتحاربين عن قيادة القوات واخضاعها لسلطات وزير الدفاع قبل البدء بمناقشة الهيكلة ودمج الوحدات.