اعلنت الاذاعة السودانية فجر اليوم الثلاثاء عن ان الرئيس عمر البشيرعلق زيارة كان من المقرر ان يقوم بها في الثالث من نيسان / ابريل إلى جوبا لعقد قمة مع رئيس جنوب السودان سلفاكير اثر الاشتباكات الحدودية التي اندلعت بين جيشي البلدين. واوضحت الاذاعة ان اعلان الحكومة السودانية عن تأجيل زيارة الرئيس البشير الى جوبا جاء "بعد ان هاجم جيش جنوب السودان مجمع اهليلج النفطي" المتنازع عليه بينهما.
من جانبه دعا الامين العام للامم المتحدة بان كي مون السودان وجنوب السودان الى وضع حد للمواجهات الحدودية التي قد تؤدي الى اندلاع حرب بين البلدين.
وقال المتحدث باسم الاممالمتحدة مارتن نيسيركي :"إن الامين العام قلق جدا من المواجهات العسكرية في منطقة حدودية ويدعو حكومتي السودان وجنوب السودان الى الاحترام وتطبيق الاتفاقات الموقعة حول الامن ومراقبة الحدود وابيي" المتنازع عليها".
واضاف "يتوجب على الطرفين ان يستعملا كل الاليات السياسية والامنية القائمة لحل خلافاتهم سلميا".
وكانت اشتباكات بين قوات مسلحة من السودان وجنوب السودان اندلعت في عدد من المناطق الحدودية المتنازع عليها، واتهم كل من الجانبين الاخر في تصريحات صحفية الاثنين بالمسؤولية عن بدء القتال فيها.
ووصف متحدث باسم القوات المسلحة لجنوب السودان في جوبا لبي بي سي الاشتباكات بأنها أكبر مواجهة منذ انفصال جنوب السودان في يوليو / تموز.
واتهم رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت الطائرات والقوات البرية السودانية بالقيام بعدة هجمات الاثنين على عدد من المواقع في مناطق حدودية غنية بالنفط في جنوب السودان.
وقال سلفا كير لدى افتتاح اجتماع للحزب الحاكم في العاصمة الجنوبية "هذا الصباح جاءت القوات الجوية (السودانية) وقصفت ... مناطق في ولاية الوحدة" مشيرا الى ان هجوما للقوات المسلحة السودانية وميليشيات قد اعقب هذا القصف العنيف.
واكد سلفا كير ان قوات جنوب السودان ردت على الهجوم واجتازت الحدود للدخول الى الاراضي السودانية وسيطرت على حقل نفط اهليلج الذي يطالب به الطرفان.
ونقلت وكالة الانباء السودانية "سونا" عن وزير الاعلام عبد الله علي مسار قوله ان تصريحات سلفا كير التي اعلن فيها استيلاء قواته على مجمع اهليلج النفطي "تعكس منتهى الحقد ازاء السودان وشعبه وقواته المسلحة".
واتهم الوزير السوداني حكومة جنوب السودان بانتهاج "الخداع والتضليل" عندما وقعت على اتفاقات اثيوبيا، وارسلت وفدا الاسبوع الماضي الى الخرطوم لدعوة البشير الى القمة في جوبا.
واكد الصوارمي خالد سعد المتحدث باسم القوات المسلحة السودانية وقوع الاشتباكات في المناطق الحدودية بين ولاية جنوب كردفان وولاية الوحدة في جنوب السودان، بيد انه لم يحدد بدقة المواقع التي وقع فيها القتال.
ووصف المتحدث السوداني الاشتباكات بأنها "مواجهات محدودة" وقعت بين الجيشين على طول الحدود المشتركة.
واوضح المتحدث باسم جنوب السودان فيليب اغوير أن المواجهات ظلت متواصلة حتى قبل ساعة من هبوط الليل، مؤكدا سقوط ضحايا فيها بيد انه لم يحصر عددهم قائلا " لا نملك كل المعلومات. وآخر اتصال كان صعبا جدا فلا تزال المعارك مستمرة".
وكانت العلاقات بين البلدين تدهورت منذ كانون الثاني / يناير بعد خلاف على الصادرات النفطية لجنوب السودان والرسوم التي تأخذها حكومة الخرطوم مقابل استخدام انابيب النفط لتصديرها، وقد اضطرت جوبا اثر ذلك الى ايقاف انتاجها النفطي الذي يمثل 98 في المائة من عائداتها.