أعد المستشار أحمد فاروق القاضي عضو هيئة قضايا الدولة تقرير ورؤية شاملة للإصلاح القضائي بعد ثورة 25 يناير لتحقيق العدالة الناجزة والحفاظ علي المال العام ، لأن القضاء من الركائز الأساسية التي يستند عليها بقاء الدولة . وحصلت شبكة الإعلام العربية - محيط - علي نسخة من التقرير ، الذى يستعرض مهام الهيئات القضائية الخمس ، وأوجه القصور الكائنة بمرفق القضاء ، من ضمنها القصور الناتج عن تنازع الإختصاص الإيجابي والسلبي ، خاصة فى حالة نظر القضاء العادي والإداري في قضية توقيت واحد ، وتدق المشكلة أبوابها ،عندما يكون الحكمين متعارضين ، لتنتهي الجولة في المحكمة الدستورية العليا بحد أدني 4سنوات وحد أقصي 10 سنوات ، علاوة على التكدس الهائل لقضايا المواطنيين المتراكمة وإطالة أمد التقاضي ، بسبب قلة أعداد القضاة ، مؤكدآ أن ذلك يجعل المواطن يشعر باليأس . وطالب القاضي بإيجاد مقرات للقضاء الإدارى بالمناطق النائية وكل المحافظات، كاشفآ أن المواطن في السلوم عندما يريد رفع دعوي قضائية أمام القضاء الإداري يسافر 500كيلو متر للوصول إلي الإسكندرية . فيما كشف فاروق القاضي عن مشكلة من العيار الثقيل قائلآ :" هناك 160 ألف محامي في مؤسسات الدولة "الشئون القانونية" لا يمارسون أي أعمال " بطالة مقنعة" لأن هيئة قضايا الدولة تمثل هذه المؤسسات أمام المحاكم ، وهو ما يحمل خزينة الدولة أعباء إضافية ، لافتا أن الشئون القانونية بذات مؤسسات الدولة تمارس نفس الدور الوظيفي للنيابة الإدارية ، واصفآ أن هذه الأعباء يمكن تلافيها وطالب بدمج أكثر من ألفي من مستشاري قضايا الدولة والنيابة الإدارية للعمل كقضاة ، وإنشاء 1000دائرة للمحاكم الجزئية والكلية ، وضم 4000عضو من هيئة مفوضي الدولة بمجلس الدولة والنيابة العامة ، للقضاء علي مشكلة تباطؤ التقاضي ، ومن ثم تحقيق العدالة الناجزة والحفاظ علي المال العام .
ووجه القاضي انتقادات قانونية شديدة للقانون رقم 7 لسنة 2000 الخاص بلجان فض المنازعات قائلا:"توصياتها غير ملزمة وتتسبب في تعطيل المواطن عن التقاضي ، وهذه اللجان عقبة قانونية أمام المتقاضين . وشدد علي ضرورة إلغاء انتداب القضاة لمؤسسة السلطة التنفيذية ، لانها تعرض القضاة للأهواء ، إذا عرض عليهم نزاع الجهة المنتدبين إليها طرفاً فيه وطالب بدمج الهيئات القضائية تحت مظلة سلطة قضائية موحدة ، وإنشاء دوائر متخصصة في المحاكم الجزئية والإبتدائية " مدني - إداري - جنائي" وأن يوجد بمحكمة النقض دوائر" دستوري - مدني - جنائي - إداري" مشيرا الى ان هذه المطالب اكد عليها تيار الإستقلال القضائي ومؤتمر العدالة الأول في حقبة الستينيات.ولا تكلف الدولة مليما واحدا .