في الوقت الذي تواجه فيه دول مجلس التعاون الخليجي تحديات تتعلق بالأمن الغذائي بسبب نقص الموارد الطبيعية ومحدودية مصادر المياه، فلا بد من تعزيز مستويات التعاون بين الدول الأعضاء لإيجاد نظام زراعي مستدام، وفقاً لأحد خبراء القطاع. وقال عبد العزيز الحربي، أستاذ البستنة في جامعة الملك سعود بالمملكة العربية السعودية، أن ظروف ازدياد أعداد السكان والتغير المناخي تؤثر على الزراعة، فيما يفرض الغذاء كونه موردا استراتيجيا وسلعة لا غنى عنها تحدياً يجب على دول الخليج التعاون معاً لمواجهته.
وقال الحربي: "هناك نقص في المهارات المتوفرة في إدارة نظام الإنتاج المستدام، فيما تنشأ الحاجة الملحة إلى المزيد من التعاون بين دول الخليج لتبادل الخبرات الداخلية وتكاملها في نظام يجمع تلك الدول."
وأشار الحربي إلى أن القطاع الخاص يمثل عنصراً هاماً في تلك الجهود. وقال: "يمكن لتعزيز التعاون على المستوى الحكومي أولاً ثم إشراك الشركات الخاصة للمساعدة في التغلب على المشاكل الإدارية والمساعدة في بناء قطاع زراعي مستدام على المدى الطويل."
وسيتحدث الحربي عن الأنظمة الزراعية المستدامة في دول مجلس التعاون الخليجي خلال ملتقى مستقبل الأعمال الزراعية – إحدى الفعاليات التي تقام على هامش معرض الشرق الأوسط للزراعة، الفعالية التجارية الأبرز في المنطقة في مجال الأعمال الزراعية، والتي تقام بين 2 و 4 أبريل في مركز دبي الدولي للمؤتمرات والمعارض.
وقال الحربي أن ندرة المياه تعدّ من العوامل التي تقيّد الجهود الزراعية في دول الخليج بشكل خاص، بسبب اعتماد غالبية أراضيها المرويّة على مصادر المياه الجوفية. وأضاف أن بإمكان تقنيات البيوت الزراعية وتصاميمها الحديثة أن تساهم في كفاءة أنظمة الري المائية.
وتابع: "يمكن رفع كفاءة استهلاك المياه من خلال استخدام تقنيات الري الحديثة وأنظمة الزراعة في البيوت الزراعية. يستخدم الري العميق في الزراعات المحمية، بينما يمكن لأنظمة الري الحديثة كالري الناقص، وأنظمة الزراعة المتطورة كالزراعة في أوساط غير التربة في منظومات مغلقة، أن تساهم في توفير المياه وتزيد الإنتاج.
"كما يمكن وضع موازنات مائية لكل نشاط فيما يتم تدريب المزارعين على استخدامها بكفاءة أكبر لزيادة الإنتاج وتقليل التكاليف إلى أقصى الحدود الممكنة."
وأضاف: "يمكن وضع منظومة زراعية مستدامة ومتكاملة من خلال إعداد الحلول التي تناسب متطلبات الأراضي في كل دولة وإجراء الأبحاث المكثفة في مجال التطوير إلى جانب تطبيق التقنيات المتقدمة في البيوت الزراعية."
يتضمن ملتقى توقعات الأعمال الزراعية في عامه الثاني جلسات النقاش التي تجمع الخبراء العالميين وتتيح للمشاركين منصة لمناقشة الآراء والتوقعات حول منظومات الأمن الغذائي والزراعة المستدامة.
كما سيقوم المتحدثون بتناول عدد من المواضيع الهامة المتعلقة بالأمن الغذائي ومناقشة منهجيات حكومات المنطقة من أجل تحسين الأعمال الزراعية والقرارات الاستثمارية.
واختتم الحربي حديثه بالقول: "يمثل ملتقى توقعات الأعمال الزراعية فرصة مثالية تمكن ممثلي القطاع الزراعي في دول الخليج من مناقشة أحدث التقنيات وإقامة علاقات العمل والتعاون مع مختلف الجهات.
وتواجه دول مجلس التعاون الخليجي المشاكل ذاتها في مجال الأمن الغذائي وندرة المصادر المائية والطبيعية، وتلك هي المنصة المناسبة للتشاور في حلولها."
وتحت رعاية معالي الدكتور راشد أحمد بن فهد، وزير البيئة والمياه، يحظى معرض الشرق الأوسط للزراعة بدعم من وزارة البيئة والمياه لدولة الإمارات، بلدية دبي، مركز دبي للزهور، مجمع دبي للبحوث والتقنيات الحيوية.