يعتبر سرطان القولون والمستقيم من الأمراض المدمرة التي تغزو الأمعاء الغليظة، وهو معروف باسم سرطان القولون والمستقيم أو سرطان الأمعاء. وتمثل الإصابة بسرطان القولون والمستقيم 13٪ من مجموع حالات الإصابة السرطان، ويعتبر السبب الثاني في وفيات السرطان على المستوى العالمي. واليوم تنطلق فعاليات حملة 95% التي تهدف إلى الوقاية من أمراض سرطان القولون والمستقيم في مصر والتوعية بارتفاع نسب الشفاء من سرطان القولون إذا تم اكتشافه في وقت مبكر، وذلك للسنة الثانية على التوالي برعاية الجمعية المصرية لسرطان القولون. وفي مصر٬ تتراوح نسبة الاصابة بسرطان القولون ما بين 10% و14 % طبقاً للدراسة المعتمدة من منظمة الصحة العالمية، ومع أنها ما زالت منخفضة مقارنة بالغرب، إلا أنها في تزايد نتيجة لتغير العادات الغذائية والاعتماد على الوجبات السريعة. وتهدف الحملة التي تنطلق منها مبادرة التوعية إلى التعرف على كافة العوامل والأعراض التي تؤدي إلى ظهور المرض والتأكيد على أهمية إجراء المسح الشامل بالمنظار لمن هم فوق الأربعين عاماً. وقد صرح الدكتور محسن مختار أستاذ علاج الأورام بجامعة القاهرة ورئيس الجمعية المصرية لدعم مرضى السرطان خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد اليوم "تأتي هذه المبادرة لتدعم جهود الجمعية التي تعمل على نشر التوعية بمختلف أنواع أمراض السرطان وكافة الأساليب الصحية والنفسية للتعامل معه". وأضاف مختار أن الجمعية ستقيم العديد من الفعاليات في إطار حملة 95%‘والتي تهدف إلى نشر الوعي الصحي لخدمة مختلف فئات المجتمع بسرطان القولون وكذلك الحث على الكشف المبكر ورفع الوعي بأساليب الوقاية من المرض. ومن جانبه، أكد الدكتور ياسر عبد القادر أستاذ علاج الأورام والطب النووي بكلية طب القصر العيني ومدير مركز علاج الأورام بمستشفى القصر العيني، أن المبادرة انطلقت من مصر للتوعية بالمرض الذي زاد انتشاره في مصر في الفترة الأخيرة٬ مضيفاً أن الأمل في الشفاء من سرطان القولون كبير جداً، حيث يستجيب بشكل كبير للعلاج حتى في الحالات المتقدمة. وأوضح أنه بفضل الاكتشافات العلمية الحديثة في مجالات علاج السرطان مثل العلاج الموجه ارتفعت نسبة الشفاء من سرطان القولون من 5% إلى 60% بل إنها وصلت في بعض الحالات إلى 78 %. وأشار أحمد مؤنس أستاذ الجهازالهضمي والكبد بكلية طب جامعة عين شمس وعضو الجمعية الأمريكية لأمراض الكبد ومناظيرالجهاز الهضمي، أن المبادرة تهدف في المقام الأول إلى تعزيز الوعي بأهمية الكشف المبكرعن المرض من خلال إجراء مسح كامل بالمنظار للتأكد من عدم إصابة القولون بالسرطان أو باللحمية المسببة للسرطان٬ مشيراً إلى عمرسرطان القولون داخل جسم المريض حوالي10 سنوات حتى يبدأ المريض في الشكوى. وتبدأ رحلة مرض سرطان القولون باللحمية التي تبدأ حميدة ثم تتحول إلى خلايا سرطانية تتوغل في طبقات القولون. ثم ختم الدكتور مؤنس تصريحاته قائلاً: انطلاقاًمن هذه المبادرة نعلن هنا أنناسنجري فحصا بالمنظار بأسعارمخفضة خلال شهرمارس لتشجيع الناس على إجراء الفحوصات". كما أوضح الدكتور علاء غنام مدير برنامج الحق في الصحة بالمبادرة المصرية للحقوق الشخصية، على أهمية الكشف المبكر للسرطان بصورة عامة، وذلك لإمكانية علاج بعض الأمراض قبل الوصول لمراحل متأخرة، مشيراً إلى أنه من حق المواطن المصري أن يتاح له الكشف المبكر بجودة عالية وبدون تمييز وأن يتوافر ذلك من خلال غطاء تأميني شامل وعادل لجميع المصريين. وتأتي الحملة بالتعاون مع المبادرة المصرية للحقوق الشخصية إيمانًا بحق المريض المصري في الحصول على أفضل خدمة طبية، وتستمر الحملة خلال شهر مارس الذي يمثل عالمياً شهر التوعية بسرطان القولون والمستقيم. وستقوم الجمعية المصرية لدعم مرضى السرطان بنشر ثقافة التوعية بمرض سرطان القولون والمستقيممن خلال إقامة العديد من مراكز التوعية في المتاجرالكبرى، مثل كارفور المعادي وفروعه المنتشرة في القاهرة والإسكندرية وبداخل أحد الأندية الرياضية بهدف التوعية بالمرض والترويج لإتباع أنماط صحية للوقاية منه.